شهدت الساحة السلفية حالة من الصراع الواضح والتطور الخطير بين كبار رموز وقيادات التيار السلفي إذ شن مؤسس الدعوة السلفية الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق يوسف هجوماً شرساً علي نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي وصل إلي حد تشبيهه بإبليس وقادة يهود وهو ما رد عليه برهامي بالدعوة الي ¢المباهلة¢ بينهما علي مشهد ومرأي من جمع يشهد ذلك سعيا لتبرئة نفسه من جملة اتهامات وجهها ¢عبدالخالق¢ ل ¢برهامي¢ وصفها البعض بخضوع مؤسس الدعوة السلفية لتأثيرات الإخوان خاصة انه يعيش في الكويت وبعيداً عن الأحداث شقاً لصفوف حزب النور والكتلة السلفية المؤيدة للنظام الحالي والدستور الجديد وخارطة الطريق للمستقبل التي شارك النور في وضعها مع القوات المسلحة ورموز القوي الوطنية المؤيدة لها . الداعية السلفي المؤسس للدعوة السلفية المعاصرة في مصر والكويت الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق . والذي يتمتع بتقدير كبير للغاية من كل رموز وقادة التيارات السلفية . بدليل خروج كل رموز ودعاة التيار السلفي في مصر لاستقباله استقبال الفاتحين حين عاد لمصر قبيل انتخاب مرسي بشهر واحد بعد أكثر من ثلاثين عاما ظل فيها ممنوعا من دخول البلاد قضاها في الكويت وزار مصر بعدها غير مرة إلا أنه انضم إلي مدرسة دعاة السلفية الكبار المؤيدين لمرسي والرافضين لنتائج ثورة الثلاثين من يونيو ولذا تم الزج به لتصدير هذه الفتنة المستعرة للدعوة السلفية والتيار السلفي كله وحزب النور وشق صفوف مؤيديه التي وعد النور بحشدها وبقوة لتأييد الدستور بنعم في الاستفتاء القادم عليه وهو ما اعتبره البعض الورقة الأخيرة لإسقاط النور من الحسابات وإبطال مفعوله في المرحلة القادمة بعد أن عولوا كثيرا علي حدوث خلاف بينه وبين أعضاء الخمسين وتفجير المرحلة الانتقالية برمتها إلا أن انتهاء الدستور وإعلان النور المشاركة بنعم في الاستفتاء علي الدستور والحشد لذلك تسبب في الدفع بالورقة الأخيرة التي تعتمد علي الوقيعة بين أعلي رمز للتيار السلفي في مصر وموجه الدفة الأساسية لحزب النور من المرجعية الدينية له في الدعوة السلفية. اتهامات خطيرة ساق الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق عدة اتهامات خطيرة للغاية وتشبيهات أشد خطورة قصد بها منظر الدعوة السلفية ورأس مرجعية حزب النور الدكتور ياسر برهامي جاء من بينها بيان بعنوان ¢ياسر برهامي والقاعدة الجهنمية¢ : "لا استدلال إلا بما هو قطعي الثبوت قطعي الدلالة". قائلاً : ¢من أسوء ما اقترحه الشيخ ياسر برهامي في تعديل المادة 219 أن يكون الحكم في النهاية للنصوص قطعية الدلالة قطعية الثبوت. وهذا القيد للنصوص الشرعية يمنع من الاستدلال في أي حكم شرعي بنص من القرآن والسنة. ليست الاتهامات الخاصة بقضية الدستور وحل أزمة المادة 219 هي الصدام الاول ولن يكون الاخير اذ سبق ذلك توجيه اتهامات ترتبط بتدبير برهامي لمؤامرة لإبعاد مرسي عن السلطة بالمشاركة مع الجيش قال فيها مرشد الدعوة السلفية ومؤسسها وعنونها في بيان مستقل: ¢ياسر برهامي وجنايته علي الشعب المصري وأمة الإسلام¢. مقارناً بين الشيخ ياسر برهامي و¢بلعام بن باعوراء¢ "حبر من أحبار اليهود". قائلاً: ¢هل كان بلعام أشد إفسادا في قومه بني إسرائيل أم ياسر برهامي العالم السلفي في الأمة المصرية وأمة الإسلام. فبلعام أفتي قومه عندما غُزُوا وانتصر عليهم أعداؤهم أن يسرحوا بناتهم في جيش أعدائهم وبذلك يهزمونهم. وأما ياسر برهامي فقد وضع خريطة طريق يتباهي بها تبدأ بحشد الشعب المصري للتظاهر في 30/6 وإذا جُمع في هذا الحشد عدد أكبر من الذين صوتوا لمرسي فإنه تسقط ولاية مرسي. ويتقدم الجيش لتولي السلطة¢. وواصل الدكتور عبد الخالق هجومه علي الدكتور ياسر برهامي. قائلاً: ¢يا شيخ ياسر أنت مهندس هذا الانقلاب وعرّابه. فأنت الذي أفتيت لهم بالخروج في 30/6. وأفتيت قائلا لي : ¢إن خرج عدد أكبر من الذين صوتوا لمرسي سقطت شرعية مرسي ¢. وقلت لي: إن الداخلية أمرتك أن تخرج في يوم 30/6 فحذرتك.. ولم يكن يدور بخلدي أنك المهندس والعرّاب للانقلاب. وأنك واضع خريطة الطريق التي تبدأ بالتظاهر ضد مرسي ثم يتدخل الجيش لتولي السلطة. فتُسقط كل ما بناه المصريون في ثورتهم من رئيس منتخب ودستور كتبه الصفوة المنتخبة. ومجلس شوري ومؤسسات منتخبة... الخ. ثم أفتيت كاذبا أن السيسي رئيس متغلب حاز الشوكة فيجب له الإذعان والطاعة. ثم جرّمت كل من يعترض علي هذا الانقلاب ¢. وعلي قدر قوة الاتهامات التي وجهها مؤسس الدعوة السلفية لمنظرها الحالي كان الرد الذي أبهت الجميع إذ طلب مواجهة هذه الاتهامات ب ¢المباهلة¢ بينهما كشفا للكاذب من الصادق عبر أسلوب شرعي سردته آيات القرآن الكريم. و¢المباهلة¢ أمر معروف في الشريعة الإسلامية. وهي في اللغة تعني ¢الملاعنة¢. أي : الدعاء بإنزال اللعنة علي الكاذب من المتلاعنَين. وهي مشروعة. لإحقاق الحق وإزهاق الباطل. وإلزام الحجة من أعرض عن الحق بعد قيامها عليه. والأصل في مشروعيتها آية المباهلة. وهي قوله تعالي: ¢فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَي الْكَاذِبِينَ¢. مفاجأة غريبة أثار هذا الهجوم الضاري من مؤسس السلفية المعاصرة علي منظر الدعوة السلفية ومرجعية حزب النور الأكثر تأثيرا ياسر برهامي جدلا واسعا في أوساط التيارات السلفية إذ وصفه الدكتور شعبان عبدالعليم . عضو الهيئة العليا لحزب النور. ما حدث بأنه مفاجأة غريبة أن يتهجم الشيخ الجليل الذي يحبه كل المنتمين للتيار السلفي والدعوة السلفية . والذين يعتبرونه أبا روحيا للدعوة السلفية المعاصرة في مصر علي أحد أكثر رموز الدعوة السلفية في مصر إخلاصا لها في جدل لا يكسب منه سوي المتاجرين بالقضية والمتربصين بالتيار السلفي والذين يريدون تعطيل مسيرة الحزب الاسلامي الوحيد الذي لا يزال يمارس العمل السياسي من أجل مصر وحفاظا علي ما تبقي للأمة بعدما أهدر الإخوان كل الفرص التاريخية التي منحهم الله إياها . أضاف : أتوقع أن ما حدث أمر تم بغرض الوقيعة بين الشيخين الكبيرين نيلا من الدعوة السلفية . ورغم أن الشيخ فاته التثبت مما حدث إلا أنني أتوقع أن يتم خلال الأيام القادمة تقريب وجهتي النظر بينهما توضيحا للحقيقة دونما اللجوء ل ¢المباهلة¢ كما أعلن الشيخ برهامي والذي يعني بدعوته تلك النفي القاطع لكل ما روج عنه من افتراءات . من جانبه عبر الدكتور محمد عمارة .عضو الهيئة العليا لحزب النور. عن بالغ أسفه لما آلت إليه الأمور بين عالمين كبيرين مثل عبدالخالق وبرهامي مرجعا كل ما حدث الي وقيعة متعمدة من المستفيدين والمضارين من المظهر الحضاري الذي يظهر عليه حزب النور والتيار السلفي أمام العالم .. داعيا علماء الدعوة السلفية وأعضاء مجلس إدارتها ورموزها المخلصين إلي التدخل السريع والفاعل لإنهاء هذا الخلاف سريعا دونما إعطاء فرصه للحاقدين أو الشامتين . اتهام ظالم اعتبر الشيخ عادل نصر عضو مجلس ادارة الدعوة السلفية .أن بيان الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق جاء منافيا للحقيقة تماما. وظلما بينا للدكتور ياسر برهامي والدعوة السلفية وحزب النور . وأن اتهام الشيخ عبد الخالق الشيخ ياسر برهامي بأنه بوضع تفسير للمادة الثانية. يحصرها في نص ¢قطعي الثبوت قطعي الدلالة¢ اتهام باطل. وأنه يشُهد الله أن هذا محض افتراء. وأن الشيخ ياسر والدعوة السلفية وحزب النور كانوا من أشد المعارضين لذلك. ثم إن ما خرج في الديباجة يخالف ذلك. حيث نصت علي تفسيرات المحكمة الدستورية. ومعلوم أنها عدة تفسيرات مجموعها يشمل أحكام الشريعة. وهذا ما تمت الإشارة إليه في الديباجة. فالواجب علي الشيخ أن يتحري الدقة. خاصة فيما يتصل بحقوق العباد وأذكره بقول الله: ¢يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقى بِنَبَأي فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةي فَتُصْبِحُوا عَلَي مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين¢. أضاف : الدكتور ياسر وإخوانه بذلوا جهدًا كبيرًا للحفاظ علي هوية مصر وأجرهم وجزاؤهم عند الله تعالي. موجهًا رسالة لمن يجحد وينكر مجهود حزب النور. قائلا: ¢اعلم بأن عند الله تجتمع الخصوم. وما كنت أتوقع أبدا أن يصدر من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق. مثل هذا الكلام الذي يصف فيه إخوانه بمثل هذا ¢البهتان¢. وتساءل نصر: ¢كيف يقول تقليل الشر وتكثير المصالح ودرء المفاسد أمرا يرضي عنه إبليس. بل أقول له إن ذلك مما يحبه الله ورسوله وتغيير المنكر لأخف منه وإن لم يزل بالكلية أمر جاءت به الشريعة الغراء. ودلت عليه أدلة الكتاب والسنة. ومتي كان امتثال قواعد الشريعة وهدي القرآن فعلا من أفعال إبليس وجنده. ومتي كانت حراسة الفضيلة والدفاع عن الهوية الإسلامية تعريفا لطرائق الشر ودلالة عليها؟. ومتي كان يجوز للعباد الحكم علي النيات¢.