لم يكن برنامج "دولة التلاوة" مجرد عمل تلفزيوني أو منافسة عادية، بل شكل حالة وجدانية فريدة رسخت علاقة المصريين بتلاوة القرآن الكريم .. فمنذ اللحظات الأولى لعرضه، شعر الجمهور بأنهم أمام حالة مختلفة ، حالة صنعتها أصوات نقية و كأنها تنبع من السماء، لا مجرد منافسة بين متسابقين. التف حول البرنامج ملايين المشاهدين، ليس بدافع الفضول أو انتظار النتائج، بل من أجل الاستمتاع بنعمة الأصوات الساحرة التى تزينها كلمات قرآنية تفيض خشوعًا وجمالًا. فكل متسابق بدا وكأنه يحمل جزءًا من روح المدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة، تلك المدرسة التي لم تتراجع يومًا عن كونها منارة للفنون والثقافة الروحية في العالم العربي والإسلامي. يأتي إطلاق هذا البرنامج ليؤكد رؤية القيادة السياسية في مصر التي تسعى دوما لإحياء دور الدولة في تعزيز القيم المختلفة -التى منها الروحية- ، ورعاية المواهب الحقيقية، وإعادة الإعتبار للعمل الهادف الذي يمس القلب قبل الأذن. فدولة التلاوة ليس مجرد إنتاج إعلامي ناجح، بل رسالة تقول إن الترند حين يأتي في مكانه الصحيح، ومع أهله الحقيقيين، يتحول إلى قيمة وليس مجرد موجة عابرة..فهو مشروع سيظل أثره فى الأذهان لا يمحيه الزمن. بمنتهى الأريحية أثبت البرنامج أن مصر ما زالت قادرة على أن تستعيد مكانتها كصاحبة الريادة في كل ما يخص الإبداع، سواء فنيًا أو ثقافيًا أو روحيًا. وأن الجمهور برغم كل الضوضاء التي تحيط به لا يزال يبحث عن الجمال الحقيقي الذي يصل إلى روحه دون منازع. ولن يكتمل الحديث عن "دولة التلاوة" دون الإشادة بلجنة التحكيم، التي جمعت بين خيرة الخبراء من مبدعي المقامات والتلاوة الأصيلة والدعاة المتميزين. هذا التنوع أضفى على البرنامج عمقًا ورؤية متكاملة، مما جعل تقييم الأصوات أكثر دقة وأثرًا، وساهم في إبراز أفضل ما لدى كل متسابق. و أخيرًا "دولة التلاوة" ليس مجرد عمل عابر، بل انطلاقة و عودة الوهج لكن بروح جديدة، و رسالة واضحة بأن هذة الأصوات الملائكية أستطاعت بقدرتها على تصدر المشهد بجدارة .