لسنوات طويلة كنا نعاني من مشاكل المط والتطويل في المسلسلات، ولم يكن العيب في المؤلفين كما يظن البعض، لكن شركات الإنتاج والنجوم والقنوات الفضائية كانت تفرض أن يكون أي مسلسل من 30 حلقة علي الأقل لتحقيق مصالحها الخاصة، فشركات الإنتاج تبحث عن تسويق العمل علي الفضائيات التي لا تقبل بدورها سوي مسلسلات تملأ عدد أيام رمضان حتي لا تقع في مشكلة البحث عن ملء فراغ أي أيام متبقية من الشهر إذا كان عدد الحلقات أقل من ال 30 حلقة. والنجوم أنفسهم ظلوا حتي فترة قريبة يتعاملون في أجورهم بنظام الحلقة، وبالتالي كان من الصعب أن يقبل نجم مسلسلا أقل من 30 حلقة، ولذلك كان المؤلفون يضطرون إلي مط وتطويل الأحداث في بعض المسلسلات رغما عنهم! الآن هناك ميل إلي إنتاج مسلسلات من 15 حلقة، لكن مشكلة التسويق لاتزال قائمة،ولذلك حين فعلتها ليلي علوي العام الماضي اضطرت إلي تقديم مسلسلين كل منهما 15 حلقة، وهذا العام تكررت التجربة ومعها أيضا إلهام شاهين التي قالت إنها كانت تنوي تقديم مسلسل واحد من 15 حلقة، لكنها اصطدمت بمشكلة التسويق وكان لسان حال مسئولي القنوات وماذا سنعرض في الجزء الثاني؟! ولهذا اضطرت إلهام إلي تقديم مسلسل آخر من 15 حلقة أيضا لتسويق العملين معا. كل هذا يعني أن مسلسلات ال 15 حلقة ما هي حتي الآن سوي خدعة لأننا في النهاية أمام 30 حلقة للنجم نفسه، حتي إن كان قد قدمها من خلال عملين كل منهما 15 حلقة، وأصبح مطلوبا أن تزيد أعمال ال 15 حلقة وأن يكون هناك تنسيق بينها بحيث يتم حل مشكلة تسويقها مادامت القنوات ستجد لديها فرصة لاختيار أكثر من عمل 15 حلقة لنجوم مختلفين، بحيث يعرض مسلسل في النصف الأول من الشهر ومسلسل آخر في النصف الثاني. وهو أمر ليس جديدا وكان يحدث قديما قبل أن يعلو صوت المصالح الشخصية علي صوت الفن ونعاني من مرض اسمه «المط والتطويل»!