فى ظل متغيرات عديدة طرأت على إدارة الهيئة العامة للكتاب.. احتفظ المعرض بجميع الأنشطة الثقافية وبفعالياته المتجددة بل شاهدنا نقلة جديدة فى النظام لكى يحافظ المعرض على مكانته.. وقد حفل المعرض بالعديد من الأنشطة والفعاليات التى جذبت عدداً كبيراً من الجمهور والمهتمين وخلقت حالة من الزخم الثقافى والإبداعى.. إصدارات جديدة أصدرت دور النشر والمؤسسات الصحفية كتباً ومجموعات متنوعة ف «روزاليوسف» أصدرت بمناسبة ذكرى مرور عشرين عاما على رحيل الكاتب الصحفى إحسان عبدالقدوس عدة كتب مثل «ذكريات فاطمة اليوسف» و«إحسان الحب والحرية» أما دار أخبار اليوم فأصدرت موسوعات الأكلات إضافة لإصداراتها المتخصصة ككتاب اليوم الطبى وصدرت عدة كتب عن أنفلونزا الخنازير أهمها حرب «الأنفلونزا» للكاتب الصحفى «عبدالفتاح عنانى». أما الأهرام فأهم إصداراتها الجديدة كتاب «إيران الفتنة الكبرى» وكتاب «ثورة النساء» والجديد هو مجموعة من (740) لوحة فنية تشكيلية لكبار الفنانين المصريين وأما دار الهلال فأصدرت كتبا جديدة منها «الصهيونية تاريخها وأعمالها» لحلمى النمنم «كتب وناس» لخيرى شلبى ودولة الأيام لرجائى عطية وإعادة طبع الإلياذة والأوديسا. أما دار الشروق فأصدرت كتب: «اللاهوت العربى» ليوسف زيدان و«أصول العنف الدينى» وكتاب «حكام مصر القديمة» لابتسام الشماع. وفى الأجنحة غير الجناح الروسى ضيف شرف المعرض فأقام معرض صور عن السد العالى بمناسبة مرور 50 عاما على إنشائه وعن أحدث الإصدارات سلسلة كتب عن التتار حوالى 200 مجلد وكذلك الأعمال الكاملة لتشيكوف أما إيطاليا فعرضت صوراً فى جناحها عن مستندات ومحفوظات تعود ل140 عاما لقناة السويس. ندوات وحوارات صباح الخير حضرت أكثر من ندوة مهمة وتنقل أهم ما دار فيها: ففى ندوة النشاط الثقافى الدولى وتحت إشراف د. حنان منيب والتى كانت تحت عنوان الكتاب الورقى والكتاب الإلكترونى تحدث الروائى منتصر القفاش والناشر الفرنسى جان بافلفسكى وشارك فيها بعض الحضور من شعراء وصحفيين وأدباء واختلف كلامهم حول مستقبل الكتاب الورقى فى مواجهة الكتاب الإلكترونى فطالب القفاش بنشر الكتب إلكترونيا فى مصر والعالم العربى مجانا لتكون متاحة لأكبر قدر من الشباب الذى لا يستطيع شراء الكتب، وتشجع على القراءة ولكن البعض من الحضور رفض فكرة أن تطرح الكتب مجانا فكيف يستطيع المؤلف أن يحصل على العائد الذى يجعله يستمر فى إبداعه وسد احتياجاته المعيشية، أما بافلفسكى فرد قائلا: إنهم على الموقع الخاص بهم يتعاملون مع الكتب كسلعة حيث يطرحون الكثير من الكتب إلكترونيا لكبار الأدباء العرب وتباع عن طريق الفيزا كارد وذلك حفاظا على الحقوق المادية للمؤلف. وشارك فى ندوة السينما ومستقبلها كل من المخرج مجدى أحمد على والمخرج توفيق صالح والمخرجة نبيهة لطفى مخرجة الأفلام التسجيلية التى اعترضت على وجودها فى الندوة وانسحبت بعد نصف ساعة قائلة: هذه ندوة للسينما الروائية لماذا أدعا فيها لأكون ضمن المتحدثين الأساسيين للندوة؟! وبالرغم من غياب خالد يوسف إلا أن الجمهور أصر على انتقاد أفلامه. وفى ندوة الرواية العربية بين الانفجار الكمى والازدهار الكيفى تحدث كل من الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وحلمى النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب والكاتب الصحفى سيد محمود، ود. محمد سيد عبدالتواب، وقال النمنم إن الرواية ساهمت فى ازدهار الحرية فى مصر وقال د. مجاهد إن الرواية أصبحت هى الجنس الأدبى الأكثر شيوعا وكأنه صار عصر الرواية وهذا ما شكل ظاهرة الانفجار بجانبيها الكمى والكيفى. وحول حرية التعبير وحقيقة ما يقال من عدد مرات النشر للكتاب الواحد قال النمنم: كثيراً ما نسمع عن أن بعض الكتب صدر لها عدد من الطبعات وهذا لا يعنى أن نسبة التوزيع للكتاب مرتفعة فالآن هناك مطبعة تطبع نسخة واحدة ويقال عليها الطبعة الأولى وهناك 150 و250 نسخة ويقال عليها أيضا طبعة. وكل هذا بالطبع يعد دعاية للكتاب على أنه الأكثر توزيعا وهذا غير صحيح. أما عن مصادرة الكتب وحرية الإبداع فقال د. مجاهد إن المثقفين والنقاد دافعوا دفاعا مريرا عن حرية الكاتب والأسماء فى هذا الصدد كثيرة لأننا لا يمكننا ولا يمكن لأى رقابة أن تحذف كلمة من عمل أدبى لكاتب.. وأشاد بدور الجهات الحكومية فى نشر الأعمال المميزة عن الحرية والسقف المطلق للإبداع منوها بالكتابات التى صدرت عن الهيئة وحاول البعض مصادرتها ومنها «وليمة لأعشاب البحر» وأعمال أنسى الحاج وكتاب المعلم يعقوب وهذا دور لم تقم به أى دار من دور النشر الخاصة وذلك ما يجعلنا نعيد النظر فى انحياز المؤسسات الحكومية للحرية وتدخل النمنم: يوجد بعض المؤلفين والكتاب يدعون أن كتبهم تم مصادرتها ولم يتم مصادرة أى شىء وللأسف يكون هذا نوع من الدعاية للكتاب أو لشهرة المؤلف!! عكاظ ملتقى الغلابة ومن الأنشطة المتميزة فى المعرض عكاظ الشعر وهو مخيم يلتقى فيه كل يوم من أيام المعرض عدد كبير من الشعراء من كل محافظات مصر مما جعلنا نقترب منهم لنعرف المزيد عن هذا النشاط فيقول الشاعر محمد على عبادى القادم من سوهاج: معرض الكتاب عرس ثقافى عربى كبير ونتباهى به جميعاً وهو يشارك للعام الثالث على التوالى وله ديوان شعر يقول عنه: أصدرت ديوانى على نفقتى الخاصة فالهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب تهتم فقط بكبار الشعراء ولا تلتفت إلينا ونتمنى أن يوجد ديوان يضم مجموعة قصائد لشباب الشعراء من مختلف أنحاء الجمهورية ويضيف: نحن نأتى للمعرض على نفقتنا الخاصة للمشاركة، أما الشاعر فريد المصرى القادم من المنصورة فكان غاضبا من القائمين على المخيم يقول: كنت أشارك بالمعرض منذ ما يقرب من أربعة عشر عاما وحصلت على جوائز فى مجال الشعر بالعامية وبالرغم من ذلك يتم تجاهلى بالمعرض فى السنوات الأخيرة. أما وجيه عبدالعليم فيصف «عكاظ» بملتقى الشعراء الغلابة الذين لا يجدون ملتقى شعريا يضمهم أو شخصا يقف بجوارهم حيث يلقى فى اليوم الواحد عشرات الشعراء- فصحى وعامية- قصائدهم الأمر الذى يساعدنا على التعرف على بعض وخاصة أننا نأتى من كل محافظات مصر بحرى والصعيد. ويقول عبدالعليم: إنه يتمنى وجود ناقد ومحلل للشعر بالمخيم مثلما كان يحدث فى الماضى لتقييم الأشعار ويوجه الشعراء إلى المسار الصحيح. أما د. منجد السيد شادى من محافظة الغربية فيقول: إن فكرة عكاظ الشعراء فقدت أسهمها لأن من يشارك بها من الشعراء ليسوا بالمستوى المطلوب فكل ما يلقونه من شعر هو شعر منثور ليس به مراعاة للوزن أو القافية هذا غير التنابذ بالألفاظ البذيئة من خلال الشعر لذلك يجب أن يكون هناك اهتمام بفكرة عكاظ الشعراء ويتم اختيار الشعراء من خلال مجموعة من نخبة الأدباء والشعراء الكبار. عن المعرض قالوا أحمد العامرى مدير جناح الشارقة قال عن المعرض هذا العام: أشكر القائمين عليه لأن المعرض هذا العام أفضل مما سبق ويبدو أن هناك ميزانية كبيرة للنهوض به. أما عيسى عبدالله مدير جناح الكويت فيقول: المعرض هذا العام أكثر تنظيما من العام السابق ونأمل فى تطوير أكثر بالنسبة لدورات المياه والمطاعم وصالات العرض. أما د. محمد محجوب من تونس فقال: هناك تسهيلات كبيرة فى نقل الكتب ووصولها لمصر وحتى أجنحة العرض تميزت بالنظام والأمن. أما أشرف العوضى من البحرين والذى يشترك لأول مرة فى معرض القاهرة يقول: أهم ما يميز هذا المعرض هو الاحترافية فى التسويق والنقل والشحن كما أن القارئ المصرى واع ومثقف والاحتكاك المباشر بالجمهور له طابع خاص حيث إن معظم الحضور من المثقفين والأدباء كذلك معرض القاهرة للكتاب يجتذب المكتبات العالمية فمثلا مكتبة الكونجرس اشترت بمبلغ مالى كبير مجموعة من الكتب لأن أسعار الكتب هنا رخيصة بالمقارنة بالمعارض الأخرى. صباح كافيه أطلقت هيئة الكتاب موقعا ألكترونيا لتقديم كل الخدمات المتعلقة بأنشطة المعرض بالإضافة إلى قاعدة بيانات للكتاب والمؤلفين وخرائط تفصيلية للقاعات وعنوان الموقع هو (www.CairoBookFair.Org) عام «النور» عام 2010 هذا ما قاله المهندس محمد الصاوى أثناء حديثه عن تجربة إنشاء «ساقية الصاوى» والتى تحتفل هذا الشهر بمرور سبع سنوات على افتتاحها. د. حنان منيب مستشارة رئيس هيئة الكتاب للشئون الخارجية تتولى برنامج النشاط الثقافى الدولى الذى تستضيف فيه العديد من الشخصيات العالمية صرحت قائلة: لقد توصلنا بمساعدة مالية من السوق الأوروبية إلى إنشاء وحدة لتعليم فن وأصول الترجمة ويقوم بالتدريس والتدريب فيها متخصصون من الأجانب والمصريين. الأعمال الكاملة للشاعر جمال بخيت تباع بالمعرض مع (D.C) بصوته على خلفية موسيقية لعمار الشريعى وغناء لعلى الحجار، وقد وقع بخيت أعماله الكاملة للقراء يوم الأحد الماضى وقال عن المعرض: لماذا يطلبون منا إعطاء مجهودنا وحصاد عمرنا بالمجان؟! وفى نفس الوقت إدارة المعرض تحصل على أموال من الزائرين والعارضين ودور النشر ومن البائعين وأصحاب المطاعم.. وأضاف بخيت إن لم تكن الجهات الثقافية الكبرى فى مصر هى التى تجعل سعرا للأديب والمفكر فمن الذى سيفعل ذلك؟!