المثقفون : مطلوب الابتعاد عن الشللية والمصالح واستضافة الرموز ودعم سور الأزبكية وسعر الكتاب اتهامات بالتكرار والتراجع يواجهها المسئولون عن معرض القاهرة الدولي للكتاب في نهاية دورة كل عام.. ويحاول المعرض هذا العام الخروج من الدائرة التي لازمته طوال سنوات فائتة من أنه مجرد مكان لتكديس إصدارات دور النشر التي لم تُبع طوال العام والترويج لها، كما يحاول معرض القاهرة أن يقترب في فعالياته من المعارض الدولية للكتب في العالم، التي تتحول خلال فترة عقدها إلى مواسم ثقافية، وليست مجرد مناسبات لبيع الكتب فقط وتضم قائمة سلبيات المعرض إساءة معاملة المسئولين لكبار الأدباء والمفكرين وارتفاع أسعار الكتب وتغييب أية قضايا جدية عن المناقشة في ندوات المعرض. وسيطرة الموظفين وحدهم علي مجريات الأمور. وعبر معظم المثقفين والنقاد عن أملهم في أن يتخلص المعرض من سلبيات الاعوام الماضية في التنظيم. وحسن التعامل مع الرواد. وفي الأنشطة المختلفة وأظن هذه السلبيات معروفة لادارة الهيئة... استطلعنا آراء المثقفين والكتاب وطرحنا السؤال عليهم .. ماذا تريدون من مهرجان هذا العام ؟ يقترح د. مدحت الجيار أن تختزل الندوات في عدد قليل منها للشعر والنقد حتي يستجمع النشاط جمهورًا كبيرًا يعطي دفعة للحوار والتواصل بين المفكرين والشعب.. ويقول : لابد أن يحتفظ المعرض باهتمامه الاكبر بالكتاب لا بالاحتفالات الفنية، فهناك وسائل كثيرة للتسلية والفسحة.. وما نحتاجه هو مناقشات جادة وندوات للرأي هي جماع هذا المعرض الدولي. يتمني الشاعر د. محمود نسيم أن يري معرضًا للكتاب فعلا من حيث إن جميع الأنشطة تخدم الكتاب وتروج له وتسوقه.. ومن المهم نظافة المكان.. ويطالب بأن تصب معظم الفعاليات في اتجاه محور هذا العام فمثلاً هذا العام يجب ان يقام معرض للصور الفوتوغرافية عن السد العالي وما يمثله في الذاكرة الجماعية. وكذلك الكتب والأعمال الأدبية والسينمائية التي تناولت هذا الصرح العظيم. واستضافة كتاب هذه الأعمال. يؤكد الروائي أسعد رمسيس أن الدورات الماضية شهدت شكاوي من رفع قيمة إيجارات الاماكن لدور النشر الخاصة. وهو ماانعكس سلباً علي سعر الكتاب. واقترح أن يتم تلاشي هذه السلبية وتعميم فكرة سور الأزبكية وتدعيمه بالمعرض لما يوفره من كتب رخيصة هي في متناول المثقفين والعامة. كما أن زيادة فترة أيام المعرض لكي يتاح لسكان كل المحافظات زيارته، وعودة الندوات المهمة التي كانت تستضيف كبار الرموز الفكرية والسياسية والدينية كمحمد حسنين هيكل وشيخ الأزهر والبابا شنودة. فقد كانت هذه الندوات عنصر إحياء كبير للمعرض وتلقي إقبالاً جماهيرياً ضخماً. ويقول الناقد ربيع مفتاح إنه يتمني القضاء علي الشللية وجماعات المصالح وإعطاء الفرص المتكافئة للمبدعين والنقاد كافة بعدما أصبح المثقفون يشكون دائمًا من هيئات ثقافية رسمية تنظم مؤتمرات ومهرجانات دون مراعاة لتكافؤ الفرص بين المهتمين بالشأن الابداعي ولذا فعلي معرض هذا العام تلافي هذا الخلل ومعالجته. وطالب بالاهتمام بالقضايا القومية والوطنية وعدم تهميش ما يتصل بها.سواء من خلال الندوات أو الكتب التي تعالج هذه القضايا. وكذلك أن تعبر كل الأنشطة عن التأكيد علي مفاهيم الهوية والانتماء في ظل محاولات المسخ التي يتعرض لها شبابنا حاليا.. مع ضرورة الابتعاد عن كل ما يؤثر سلبا في الحياة الابداعية والثقافية بعامة من خلال ندوات وامسيات لا تهدف لشيء ذي عمق بل هي مجرد دخان دون طبخ!! يؤكد د. محمد صابر عرب رئيس هيئة الكتاب هذا العام الذي خرج من رحم الواقع الثقافي المباشر أن هذا العام سيشهد اختلافاً جذرياً في جميع النواحي الهيكلية والإدارية للمعرض بدءاً من انخفاض تأجيره للشركة المنظمة إلي حوالي الثلث. وتوافر للهيئة من هذه الخطوة وحدها أكثر من مليون جنيه! واضاف ان المعرض سيحتفي "برمزين من رموز الانجازات المصرية وهي مرور 140 عاما على حفر قناة السويس و50 عاما على بناء السد العالي وتم تخصيص موائد مستديرة لمناقشة اعمال اهم الادباء العالميين الذين ترجمت اعمالهم الى اللغة العربية والمقهى الثقافي الذي يعد احد اقدم واهم انشطة معرض الكتاب وأكثرها جذبا للجمهور في لقاءاته الثقافية ومحاور النقاشات التي يخصصها بين الجمهور والمثقفين المصريين والعرب والاجانب.