من المفهوم بل ومن المتوقع أيضا أن تصدر عن الوزير فاروق حسنى تصريحات انفعالية نتيجة الشعور بالغضب والإحباط لما تعرض له كمرشح مصرى عربى فى عملية التصويت على المنصب الرفيع هذه المؤسسة الإنسانية الأممية المهمة .. فكلنا وكلنا انفعلنا لما تعرض له مرشح مصر. فيما يمكن وصفه ليس فقط بالمؤامرة.. وإنما بخيانة كل الأفكار والنوايا الرومانسية عن منظمة اجتمع العالم على إنشائها لتحفظ للتراث الإنسانى قيمه وشكله وموجوداته على مر تاريخ البشر بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الديانة .. المنظمة الأممية للتواصل الحضارى وحوار الثقافات وتعزيز ثقافة السلام بين شعوب الأرض وأجناسها. غضبنا جميعا .. بسطاء من العامة قبل نخبة ومثقفين إلا هؤلاء الذين أعلنوا فى التو واللحظة عن الفرحة والشماتة ليس فى فاروق حسنى كشخص وإنما فى كل مواجهة قائمة لقيم وتيارات التطرف الدينى ودعوات الأفكار الظلامية لجماعة محظورة مشبوهة النوايا والأغراض والأدوات والتمويل. تيارات التطرف الدينى التى خدمها السلوك الأمريكى إلى أقصى الحدود بإدارته لتلك المؤامرة على مرشح مصر وبرنامجه لليونسكو بداية من الحملات الإعلامية الشعواء وصولا إلى وصول المندوب الأمريكى ديفيد كيللون إلى اليونسكو قبل أسابيع معدودة من بداية التصويت، انتهاءً إلى أساليب الضغط الدبلوماسى والاقتصادى الفج المعلن على دول التصويت. إن كان من حقنا أن نغضب فإن كل الحق لنا فى الفخر بمصر.. الدولة والشعب والمكانة والدور والوزن والتأثير الدولى الذى مكن للدبلوماسية المصرية هذا الأداء العالى لتضع مرشحها لرئاسة اليونسكو - ومنذ اللحظة الأولى -فى المقدمة محتلاً المراكز الأولى فى جولات التصويت الثلاث برصيد 22 صوتاً من إجمالى85 .. ثم 32 ثم 52 بفارق نصف عدد الأصوات عن المرشح الثانى.. ثم 92 صوتاً فى الجولة الرابعة.. قبل أن تنجح أهداف المؤامرة فى منع فاروق حسنى من الفوز بالمنصب بفارق أربعة أصوات. الرؤية الواضحة الثابتة فى تعزيز ثقافة السلام والحوار بين الحضارات وتدعيم الجسور بين الجنوب والشمال التى جعلت من مرشح مصر للمنصب الرفيع فى المؤسسة الثقافية الأممية رقما صعبا تشحذ له الدولة العظمى كل جهودها الدبلوماسية وطاقاتها فى الضغط والتلويح بالعقوبة والمكافأة. وفى هذا السياق فمن غير المفهوم ولا المقبول أن يسير الموقف الأمريكى فى هذا الاتجاه المتناقض تماما فى شكله ومضمونه مع خطاب الحوار بين الحضارات ومد الجسور بين الثقافات وقبول الآخر وتعزيز ثقافة السلام التى أعلنها الرئيس أوباما توجها أساسيا فى سياسات إدارته، بينما مندوبه الرسمى فى المنظمة الثقافية الأممية يؤكد على كل ما هو ضد هذه المعانى وهذه المضامين فى رسالات الإدارة الأمريكيةالجديدة بالتآمر المعلن على المرشح المصرى العربى. وهو ما يفرض على إدارة الرئيس أوباما فى القادم من الأيام إيماءات تعيد إلى مضامين خطابه من جامعة القاهرة إلى العالمين العربى والإسلامى ما لحق به من تشويشات وتشكيكات فى الأغراض والنوايا بعد المسلك الأمريكى فى انتخابات اليونسكو. إيماءات ليست شفوية وإنما فى مواقف على الأرض والفرصة متاحة فى الملفات القادمة مفتوحة تنتظر وعلى رأسها العمليات الإسرائيلية فى تهويد القدس العربية تركيبة سكانية وملامح ثقافية وتراث إنسانى عربى. لقد كان المرشح المصرى لليونسكو رقما صعبا.؟