سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاروق حسني يكشف سراً جديداً: قابلت مرشحة الأكوادور اللبنانية الأصل ثم اكتشفنا أنها مدفوعة من حزب الله وإيران.. وأعدت ليوسف بطرس غالي 8 ملايين جنيه من تكلفة حملتي الانتخابية اليونسكو.. أهم معارك 2009
· فكرت في الإنسحاب بعد نجاحي الساحق في الجولتين الأولي والثانية لأنني تأكدت أنهم لن يتركوني · قلت لعمر سليمان وأحمد ابو الغيط: إذا كان هناك مرشح مصري فرصته افضل مني فأنا علي استعداد للتنازل له · ذهبنا إلي مباراة الجزائر بالفنانات وكأننا ذاهبون إلي مهرجان سينما آثار فاروق حسني الجدل واللغط عام 2009 بمعركة اليونسكو وتداعياتها ونتائجها، ومن المتوقع أن يستمر في اثارة العواصف عام 2010 فمعاركه لا تنتهي، وأزماته لا تتوقف، وصداماته لا تهدأ، وصراعاته أصبحت جزءاً من الحياة السياسية المصرية.. يجيد فاروق حسني فن البقاء، ويخرج من كل الأزمات سالماً، ومن كل الصدامات قوياً، لدرجة أن خصومه اعتقدوا وهو ذاهب إلي معركة اليونسكو أنه ذاهب إلي الانتحار السياسي.. سيخسر معركة اليونسكو، وسيفقد موقعه كوزير للثقافة إلا أنه عاد أقوي مما كان بعد أن تعامل معه الكثيرون كضحية لمؤامرة صهيونية أمريكية غربية علي العرب والمسلمين، فأمد ذلك في عمره السياسي، وأكسبه حصانة لعدة سنوات قادمة في ظل نظام يقدس الجمود ولا يعرف قيمة التغيير ولا يعي أهمية تناول السلطة والمناصب.. لم يتحدث الوزير فاروق حسني كثيراً عن أسرار معركة اليونسكو، ربما بتعليمات من الرئيس مبارك، حتي لا يؤثر ذلك علي علاقات مصر السياسية والدبلوماسية مع العديد من الدول الأوروبية والأفريقية التي باعتنا، وتخلت عنا.. حاولت في هذا الحوار انتزاع بعض الأسرار والمعلومات المتعلقة بأهم أحداث 2009. لماذا لا يعترف فاروق حسني بالفشل السياسي والهزيمة الشخصية في معركة اليونسكو؟ لماذا علقتم الهزيمة علي شماعة المؤامرة الصهيونية؟ - لم أخسر المعركة.. النتيجة مشرفة جداً.. حصلت علي 29 صوتاً، ولم يحدث في تاريخ انتخابات اليونسكو أن يحصل مرشح في أول جولة علي 22 صوتاً من 30 صوتاً.. هذه النتيجة أحدثت رعباً بين الدول.. كان بيني وبين إيرينا بيكوفا، التي فازت بالمنصب 12 صوتاً.. هي 13 وأنا 25 وكانت هي التي تحاول الوصول إلي رقمي ولما وصلت إلي 29 صوتاً، وأنا 29 صوتاً، قلت لنفسي: لن أنجح لأنها في دور واحد حصلت علي 16 صوتاً دفعة واحدة بالتالي ليس من المنطقي ألا تحصل علي صوت واحد تحتاجه لتفوز وهنا سأكشف لك سرا بعد النتيجة الهائلة التي حققتها بحصولي علي 25 صوتا، وقبل الجولة الحاسمة والأخيرة جاءني شعور غريب بأنني دخلت دائرة الدمار الكامل، وأنني معرض للتهديدات الخطيرة لو نجحت وفكرت في الانسحاب رغم أنني حتي الآن الفائز الأول وبفارق كبير.. استشعرت الخطر، وبدأت تخرج تهديدات من بعض الدول والمؤسسات بسحب تمويلها لليونسكو في حالة فوزي، فكان لابد من الانسحاب، ولو كان الأمر بيدي لانسحبت، لكن رئيس الدولة هو الذي رشحني. هل أخبرت الرئيس مبارك بالتهديدات وبرغبتك في الانسحاب؟ - لا أستطيع أن أفعل ذلك، ولم أخبر أحد نهائيا بهذا الأمر، وأخبرك بسر آخر: أنا كلمت بعض المسئولين الكبار أثناء المعركة - وعلي رأسهم اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات، وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية وقلت لهم: لو المشكلة تتعلق بي أنا شخصيا، وإذا كانت بعض الدول لا تريدني بالاسم، فأنا مستعد للتنازل لمرشح مصري آخر، إذا كانت فرصه في الفوز أفضل، وجاءتني الإجابة بالرفض وأن الرئيس مبارك حسم هذا الموضوع. ولكن لماذا ننفق أموالا في معركة نعلم مقدما أنها خاسرة.. لماذا نهدر أموال الشعب.. ألم يكن من الأجدي إنفاق ميزانية حملتك الانتخابية علي الغلابة؟ - أنا رجعت للدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية مبلغ مليون ونصف المليون دولار (أي 8 ملايين جنيه مصري) من ميزانية حملتي الانتخابية واسألوه في ذلك، وهذا المبلغ كان مخصصا للإنفاق علي الدعاية، إلا أن كل الشركات وبضغط من اللوبي اليهودي رفضت الدعاية لي، وكل ما أنفقناه هو مبلغ 150 ألف يورو فقط «أي مليون و200 ألف جنيها مصري» أنفقت علي الإقامة، وحاول رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أن يدفع تكلفة الدعاية والإعلان لشركات العلاقات العامة، إلا أنهم رفضوا تحت ضغط اللوبي اليهودي أيضا.. بالبلدي كده «معرفناش نصرف أموالا لأن محدش عاوز ياخد فلوس علشان يعلن عني». السؤال التالي للوزير فاروق حسني يحتاج إلي مقدمة مني ذلك إذا أردنا الاستفادة مما حدث في معركة اليونسكو.. فقد لوحظ أن الدول الافريقية تخلت عنا وباعتنا ولم تمنح معظم أصواتها للمرشح المصري، وحينما تحدثت مع بعض السفراء والمسئولين الأفارقة في ذلك، أكدوا لي أن مصر تخلت عنهم أيضا وابتعدت عن الساحة الافريقية، ولم يعد لها أي دور في أفريقيا منذ أن رفع النظام المصري شعار: مصر أولا.. وكلامهم صحيح ومنطقي.. فلماذا نطالبهم بالوقوف إلي جوارنا مادمنا ابتعدنا عنهم، واستنادا إلي مصر أولا فأصبحنا مصر الأخيرة.. إن الدرس الذي يجب أن نتعلمه أن الدول تستمد قيمتها من حجم تأثيرها في الخارج، وليس بالانكفاء علي نفسها والانغلاق علي ذاتها وبالتالي ليس من حقنا أن نصرخ غاضبين: لقد باعونا وتخلوا عنا.. انطلاقا من ذلك سألت الوزير فاروق حسني: لماذا فشلنا في إقناع الدول الأفريقية بالتصويت لك؟ لماذا أخذوا موقفا موحدا ضدك فيما عدا القليل منهم؟ - الدول الأفريقية هي الفيصل الحاسم في هذه المعركة، فلهم 13 صوتا، من أصل 30 ولو أخذت أصواتهم في المرحلة الأخيرة لاكتسحت وفزت ب 42 صوتا ولكننا لم نحصل إلا علي ثلاثة أو أربعة أصوات من أفريقيا، رغم أننا حصلنا علي تأييد الدول الأفريقية مسبقا في أكثر من قمة أفريقية أو اجتماع أفريقي. لماذا وقفت فرنسا ضدك؟ - الرئيس الفرنسي ساركوزي كان مؤيدا لي، أما الخارجية الفرنسية فكانت ضدي. ولكن النتيجة النهائية أن فرنسا لم تمنحك صوتها؟ - ربما ولكني لا أعرف. السيدة إيفون عبدالباقي مرشحة الأكوادور في معركة اليونسكو وهي لبنانية الأصل شنت عليك هجوما حادا، وادعت أنك حاولت عقد صفقة معها لحثها علي الانسحاب لصالحك، وقالت إن إسرائيل ليست ضدك وأنك فشلت لأسباب شخصية تتعلق بأدائك وليس بسبب اللوبي الصهيوني؟ - التقيت بالسيدة ايفون عبدالباقي مرشحة الاكوادور، وهي لبنانية الأصل عن طريق منير فخري عبدالنور - أمين عام حزب الوفد - وكان معها ابنها الذي يدير لها حملتها الانتخابية، وقالت لي: إنها يمكن أن تنسحب لصالحي، لأنها تشعر أن الولاياتالمتحدة تخلت عنها، فقلت لها: أنت جاية تقولي ده والانتخابات بعد ساعة ونصف الساعة، وقلت أيضا: عموما هذا قرارك خاصة أن كل ما سوف أحصل عليه من انسحابك صوت واحد فقط هو صوت الأرجنتين، علي اعتبار أن دول أمريكا اللاتينية ملتزمة بالتصويت للاكوادور، وفعلا انسحبت وعرفت بعد ذلك أن الأمريكان الذين كانوا يدعمونها بقوة تخلوا عنها بعد أن جاءتهم معلومات أن السيدة ايفون عبدالباقي لها صلات وثيقة بحزب الله في لبنان وإيران. نحن كنا في معركة غريبة مليئة بالأسرار والخفايا. سؤال مهم في هذا التوقيت بالذات يتعلق بموقف الجزائر من ترشيحك لليونسكو: هل كانت الجزائر مؤيدة وداعمة لك؟ - كنت في الجزائر قبل انتخابات اليونسكو لحضور اجتماعات وزراء الثقافة الأفارقة، أصرت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي علي أن يدرج علي جدول الأعمال أن فاروق حسني هو المرشح العربي والأفريقي، ووجدت دعما من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وسأروي لك قصة مهمة وطريفة حدثت خلال انتخابات اليونسكو تؤكد دعم الجزائر لي.. كان هناك مرشح جزائري في انتخابات اليونسكو هو «السيد بيجاوي محمد» وهو سياسي معروف خاض الانتخابات كمرشح لدولة كمبوديا.. ولما حصل علي صفر في كل الجولات التي خاضها قبل انسحابه، فوجئت بسفير الجزائر في اليونسكو يهمس لي ضاحكا: الحمد لله إن الجزائري بيجاوي حصل علي صفر لأنه لو حصل علي صوت واحد لاعتقدتم أن الجزائر هي التي أعطته له، في حين أننا تعهدنا باعطائكم صوت الجزائر. إذن أنت ضد تحويل أزمة مباراة مصر والجزائر إلي حملات شتائم مقنعة تسيء للشعبين في مصر والجزائر؟ - هذا كلام انفعالي لا يجب أن يأخذ أكثر من وقته وإلا سنقاطع دولة جديدة مع كل مباراة كرة قدم جديدة، والغريب أنني فوجئت بمن يدعو إلي المقاطعة الفنية مع الجزائر.. هذا خطأ كبير وقع فيه بعض الفنانين المصريين إذا أخطأ الجزائريون فلنسا محهم وإذا أخطأنا فليسا محونا.. ثم أننا تعاملنا مع مباراة مصر والجزائر في السودان بمنتهي السذاجة.. أرسلنا فنانات، وكأننا ذاهبون إلي مهرجان سينما.. كان يجب أن نرسل جماهير كرة، لأن مشجعي الكرة يعرفون التفاهم مع بعضهم البعض. لكن الجزائر أعلنت أنها ستقاطع معرض القاهرة الدولي للكتاب؟ - أنا آسف لهذا.. الثقافة هي الحصن المنيع الذي يحمي الشعوب.. هي الملجأ الأخير الذي نلجأ إليه، ونحتمي به، فكيف نستخدمها في تفريق الشعوب؟!