وسط الزحمة ووسط حالة من اليقين بأن المزاج السياسى المصرى أصبح إخوانياً وسلفياً وأن البرلمان القادم سيكون تنويعة ما بين الذقون القصيرة والطويلة خريطة التحالفات داخل هذا البرلمان ما هى ملامحها؟.. أسئلة وتكهنات ومخاوف كثيرة تتردد بداخل كل منا لكن أنا شخصياً متفائلة.. فقد عاد نائبان الواحد منهما بمائة نائب تحت قبة المجلس الذى مادام شهد منهما صولات وجولات من الأسئلة والطلبات والاستجوابات التى كانت مصدر قلق وإزعاج للنظام السابق.. عاد النائبان المعبران بشكل حقيقى وملموس عن الفقراء والبسطاء والعمال بل والفلاحين فى هذا الوطن.. عاد المكافحان.. أصحاب المواقف السياسية الواضحة والكاشفة لمواطن الفساد والإفساد والتزوير والاحتكار. والمعارضان للنظام السابق فى عز قوته وجبروته. بلا مساومات ولا مواءمات .. عاد من حاول النظام السابق استبعادهما بالتزوير تارة وبالإقصاء بالسجن والاعتقال تارة أخرى. . عاد البورسعيدى الأصيل البدرى فرغلى والسكندرى الأصيل أبوالعز الحريرى.. النائبان اليساريان اللذان انتزعا مقعديهما البرلمانى بفعل حب الناس أولا وبفعل الثورة التى أعادت للانتخابات بعضاً من نزاهتها الفعلية. الأول على مقعد العمال فردى بورسعيد.. (غاندى بورسعيد) الذى يستقل دراجته فى تفقد أحوال دائرته لأنه لا يهوى ركوب السيارات. الثانى على قائمة الثورة مستمرة بعدما تحالف حزبه الجديد التحالف الاشتراكى مع مجموعة الثورة مستمرة.. الذى يستقل الديزل ذهاباً وإياباً وهو يحمل هموم أبناء دائرته من إسكندرية للقاهرة.. فوز النائبين البدرى فرغلى وأبوالعز الحريرى وسط معركة شرسة مع مرشحى التيار الإسلامى رغم أنهما لم ينفقا على حملاتهما الانتخابية لا فلوس ولا زيت وسكر - يؤكد بما لا يدع مجالا للشك مدى قوتهما فى الشارع السياسى والانتخابى ومدى حب وتمسك الناس بهما.. ويؤكد أن التيارات الأخرى غير الإسلامية مازال لها تواجد فى الشارع عكس ما يردده البعض بأن المزاج السياسى المصرى الآن اتجه صوب تيار واحد بعينه.. كذلك فوز الثلاثى عمرو حمزاوى ومصطفى النجار وعمرو الشوبكى بعد معارك انتخابية طاحنة يؤكد أيضاً أن التعميم فى مسألة مزاج المصريين السياسى كان خاطئاً وأن هناك أسلحة أخرى حسمت تلك النتائج لصالح التيارات الإسلامية. أهمها لا شك سلاح المال والجهل! ولنطمئن حالاً وبالاً بهؤلاء النواب الخمسة الذين يزنون بإخلاصهم ووطنيتهم وأهدافهم الواضحة كتلة برلمانية قمة فى الاحترام والنزاهة وسيكونون حائط الصد أمام من تسول له نفسه وأهدافه أن يخدعنا ومازال الأمل فى المرحلة الثالثة.