ريشة: نسرين بهاء * الولد رجع إمتى ؟ - من ساعة كده، وأهو نايم * وعمل إيه؟ - قدم الطلب ربنا معاه، أنا مش قادرة أصدق.. يا رب وفقه يا رب. * إن شاء الله حيحصل، الوزير قال كل المتفوقين والأوائل إللى كان من حقهم يتعينوا معيدين فى كلياتهم حيتعينوا، يعنى المسألة مسألة وقت. - أنا فرحانة، الحمد لله.. كان صعبان علىّ بشكل، كنت فاكراه - خلاص - الإحباط خلاه مش مهتم بأى حاجة. * عندك حق، الشهور إللى قعدها كل كام يوم فى شغلة دى قضت عليه وعلينا، لغاية ما لقيته راح الميدان ومارجعش إلا وهو واحد تانى. - آه والله، لما شفته بعدها حسيت إن ابنى كان مسافر ورجع.. الحمد لله.. بس برضه أنا خايفة أحسن مايتعينش ويرجع يحس بالإحباط من تانى. * لأ، فى الموضوع ده بالذات أعتقد أن الوزير كلامه كان واضح، حيدرسوا الطلبات وياخدوهم بالتدريج.. لكن إللى مخوفنى أنا حاجات تانية.. - خايف من إيه، طمنى.. * فاكره المدير إللى كان عندنا فى الشغل وكل شهر يطلع له أكثر من عشرين ألف جنيه مرتب غير البدلات والمكافآت، وكل الموظفين عارفين إنه الراس المدبر لكل الفساد فى المؤسسة!! - ماله ده، مش قلت لى قبل كده إنه أخد أجازة. * أيوه يا ستى، أهو رجع، وراجع إيه، ولا كأنه عمل حاجة. - مش فاهمة.. قصدك إيه؟! * شوفى يا ستى، هو مش لوحده، فيه مجموعة كانت معاه وكلنا عارفينهم، أول ما الثورة نجحت الناس دول كلهم كانوا مرعوبين، كل واحد يقعد على مكتبة ما يتحركش لغاية آخر اليوم. - إيه ده، يعنى إيه، كلهم لسه فى أماكنهم؟! * طبعا. - طبعا إيه، وإزاى ساكتين على حاجة زى دى؟! * ما هو فى الأول الموظفين كانوا بيعملوا مظاهرات ويطالبوا بتغيير الكل، إنتى نسيتى ولا إيه! - مانسيتش، بس مرة واحدة كده إنت بطلت تحكى لى. * إللى حصل بقى إننا وافقنا نبطل مظاهرات لما مجلس الوزراء والمجلس العسكرى قالوا بلاش المظاهرات الفئوية لأنها بتعطل العمل، لقينا عندهم حق. - وبعدين!! * الأمور مشيت، بس زى ما بأقول لك، المجموعة دى كانوا خايفين، لغاية الراجل الكبير بتاعهم ده ما رجع من الأجازة. - حصل إيه يعنى ؟ * اتبجحوا مش عارف إزاى، وابتدوا يدخلوا ويخرجوا كأنهم زى الأول، لا خايفين ولا مكسوفين - يبقوا أكيد ستفوا الورق * هو ده إللى كل الموظفين بيقولوه - عشان كده كان لازم الناس دى كلها تمشى من الأول * ما هو ماكنش فيه إثبات - إثبات إيه، ما هو عشان يثبتوا كان لازم تيجى ناس تراقب وتراجع وتتحفظ على الورق والمستندات * إللى حصل إن إحنا قلنا إن الفساد أكبر بكتير من أى تصور، عشان كده مش معقول يلاقوا ناس تراقب وتراجع على كل الشركات والمؤسسات والمصالح، حيجيبوا عدد يكفى ده كله منين !! - طب ما هو كده فيه ناس حتطلع زى الشعرة من العجين * أنا مش مهتم دلوقتى باللى فات - إزاى تقول كده! * افهمى.. أنا أقصد إن لو فيه مجموعة ما عرفناش نثبت عليهم، زى بعضه، بس المهم إللى ممكن يحصل دلوقتى. - ماشى، عندك حق.. بس إنت بتقول أهو إن الراجل رجع ولا كأنه عمل حاجة، يعنى ممكن يبتدى يسرق تانى. * أهو ده قصدى بالظبط. فيه حاجات كتير فى اللوايح والقوانين بتساعد الفاسد على فساده. كل ده لازم ننتبه له ونغيره. - زى إيه ؟ * كتير.. عندك مثلا المشتريات. فاكرة اللجنة إللى أخدونى فيها وبعدين لقيت اللعب كبير قوى، خفت وسبتها. - آه لما كانوا حيشتروا ماكينات تصوير غالية قوى عشان ينّفعوا واحد قريب رئيس مجلس الإدارة. * هى دى. مش أنا أيامها اكتشفت أن اللوايح بتقول إن أى مؤسسة ممكن تقدم طلبيات باحتياجاتها ومجلس الإدارة يوافق من غير ما حد يتأكد أن المؤسسة محتاجة الطلبيات دى. - لا ياراجل، أمال يتأكدوا من إيه؟ * اللايحة بتقول إن المهم ما يبقاش فى المخازن حاجة زيها. أهو ده باب لازم يقفلوه وفيه منه كتير. - حاجة صعبة قوى. دى محتاجة مجهود جبار. * طبعا، كل اللوايح لازم تتراجع، المهم هم يحطوا الأساس ويبدأوا وإحنا ساعتها حنتأكد أنهم ماشيين صح ونصبر. - فاكر البرنامج إللى شفناه فى التليفزيون وكانوا بيتكلموا عن ميزانية الجامعات. * لا مش فاكر قالوا إيه ؟ - واحدة قالت إن فيه قرار أو قانون أو بند فى لايحة مش فاكرة، بيخلى رئيس الجامعة إللى يوفر فى الميزانية ياخد عمولة على المبلغ ده. * لا يا شيخة، إزاى الكلام ده، أنا ماشفتش الحلقة دى. - آه، تتصور بقى كان فيه ضيوف كتير وقالوا إن ده بيحصل فى كل مؤسسات البلد، تعرف إيه مشكلة الموضوع ده. * طبعا إن الميزانيات مش مكفية أصلا وأكيد رئيس الجامعة من دول لما يعرف إنه هايخد عمولة مش حيصرف خالص. - دى واحدة، هم قالوا إن فعلا الميزانيات محتاجة زيادة، لكن إللى بيحصل إيه، إن المسئول لما بيحب يوفر بيختار البند الأساسى زى مثلا فى الجامعة تلاقيه بيوفر فى بند البحث العلمى مع إنه قليل. * وليه بقى ؟! - مش عارفة * أنا أقولك - مش بتقول ماشفتش البرنامج * بس فاهم إيه إللى بيحصل - فاهم إيه، ما تقول * فيه بنود لما يسرق فيها تبقى حصيلتها أكبر من العمولة إللى حايخدها لو وفرها. - نعم !! إزاى؟! * عندك مثلا بند التجديدات. - قصدك تجديد المكاتب بتاعتهم؟ * آه يعنى آخر السنة لما يلاقوا فيه فلوس فى بند التجديدات يعملوا إيه، تلاقى كل مكاتب القيادات فى أى مؤسسة بيتعمل لها ديكور جديد ودهانات، وأثاثات، الحكاية دى يطلع له فيها عمولة من التجار كبيرة قوى - تعرف بقى المفروض ياخدوا الفلوس بتاعة التجديدات دى ويعملوا بيها حاجات تفيد المؤسسة والبلد. * ما هو ده مبينفعش. - ليه ؟ * علشان اللوايح والقوانين بتقول ما ينفعش أى بند يتصرف فى بند تانى - آه.. قصدك يعدّلوا القانون ويقولوا إن ممكن ياخدوا من بند للصرف على إللى هم محتاجينه. * لأ.. أنا قصدى يدرسوا كويس ويعيدوا توزيع بنود الميزانيات، يعرفوا كل بند فعلا محتاج إيه بالضبط ويعملوا أولويات. - المهم يبدأوا. * ويمنعوا موضوع إللى يوفر فى الميزانية يأخد عمولة، عشان ده باب للفساد. وفيه حاجات ثانية كتير. - والله المفروض وزير المالية ياخدك تديه أفكارك، قول يا سيدى. * زى ما قلت لك، اللعب فى الميزانية سهل، إيشى مصاريف نثرية، وإيشى بدلات، وعندك طريقة حساب الأصول والإهلاك. -لأ، بالراحة شوية، دى صعبة علىّ * هم فاهمين ، وعارفين، فيه مؤسسات كتير ميزانياتها بتطلعها خسرانة، وهم فى الحقيقة كسبانين، بس بتلاقى الفلوس اتحطت فى صناديق خاصة. - صناديق خاصة يعنى إيه! * ده موضوع كبير، حأبقى أكلمك عنه مرة تانية أنا دلوقتى إللى مخوفنى هو الراجل المدير إللى رجع لنا ده، واللى زيه كتير فى كل مكان فى مصر. - عندك حق. بأقولك حيستفوا ورقهم * وأنا بأقولك مش ده المشكلة، الأخطر إن الفاسد طول عمره بيبقى عاوز كل إللى حواليه يفسدوا عشان ماحدش يمسك عليه حاجة. تعرفى عمل إيه إمبارح - عمل إيه؟! * طلّع إشاعة إنه اشتكى موظف للحاكم العسكرى - هو إللى اشتكى، ليه بقى إن شاء الله؟! * بأقولك إشاعة، هو قال إن الموظف ده بيسىء له وبيتهمه بالسرقة وإن ورقه سليم، عشان كده اشتكى للحاكم العسكرى. - وبعدين ! * بيقول إن الحاكم العسكرى قاله هات اللايحة والمبالغ إللى صرفتها وأنا حأقف جنبك - طب كويس * كويس إيه!! - ما هى الحاجات دهى حتثبت إنه حرامى. * ما هو بقى قال إن الحاكم العسكرى لقى الورق سليم وحذر الموظف وهدده كمان. - معقولة!! * أنا بأقولك إشاعة، هو بيعمل كده عشان يخوفنا وأنا بنفسى سألت الموظف وقال لى ما حصلش. - طب خايف من إيه بقى!! * الموظفين قلقانين، وبدأوا يخافوا منه ويحسوا إنه واصل - طب وبعدين * شوفى أنا متفائل وفاهم إن الناس مستعجلة، لكن الحقيقة إننا لازم نصبر شوية، المهم هم يمشوا صح. - هم مين؟! * مجلس الوزراء، أهم حاجة يبتدوا يعملوا هيكل إدارى صح، بأسلوب علمى، زى ممر التنمية إللى بيقول عليه دكتور عصام شرف.. الممر ده عشان يبقى سالك لازم يتحط له أسلوب إدارى صح. وأنا متفائل. - وأنا مصدقاك. ومادام قلت كده أنا كمان متفائلة، بس المهم يعينوا الولد. * ما تخليش الأمور الشخصية هى إللى تحركك - مش أمور شخصية، ابنى من حقه يبقى معيد، والوزير قال كده. لما يتعين يبقى الوزير ماشى صح، وإن شاء الله كل حاجة تمشى بعد كده * ماشى.