حالة من التألق الفنى يعيشها الفنان محمد جمعة خلال الفترة الأخيرة؛ إذ استطاع تحقيق نجاح جماهيرى ونقدى من خلال اختياراته المختلفة فى الدراما والسينما والمسرح، متنقلاً بسلاسة ومهارة بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية؛ والتى يأتى أحدثها بطولته لحكاية «الزيارة» من مسلسل «فى كل أسبوع حكاية». مجلة «صباح الخير» التقت ب«جمعة» للحديث عن كواليس المسلسل، ومشاركته فى الموسم الرمضانى المقبل، وغيره من التفاصيل الفنية المتعلقة بآلية اختياره لأعماله المتميزة.. وإلى نص الحوار.. • بداية.. ما الذى جذبك لبطولة حكاية «الزيارة»؟ - «الحدوتة» من الواقع وشخصياتها تشبه الناس فى الشارع نعرفهم ونتفاعل معهم، لكن أكثر ما حمسنى لتقديمها المعالجة المختلفة لمشكلة انفصال الزوجين؛ فهى تقدم الأزمة وحلها فى نفس الوقت، والأهم أن المتفرج مشارك يستقبل الحكاية ويفكر مع أطرافها. • إذن هناك رسالة للأزواج؟ - لا أستطيع القول بأن هناك رسالة محددة تقدمها الحكاية. أرى دومًا أن الأفضل استنتاج المشاهدين كل حسب رؤيته، ومن ثمَّ التعرف على هذه الآراء. • أغنية «قمره» ل فيروز التى قمت بإعادة تقديمها مع الطفل اَدم حققت تفاعلاً كبيرًا على السوشيال ميديا.. مَن صاحب الاختيار والفكرة؟ - لا يبدأ يومى بدون الاستماع لفيروز، أحب «قمره» كثيرًا حتى إننى اعتدت غناءها لأولادى، وتكرر المشهد نفسه مع آدم فى الكواليس، فعرضت عليه تصويرها فيديو لطرحها مع دعاية المسلسل، وصداها أسعدنى للغاية خاصة أنها علقت فى أذهان الأطفال مثل الكبار. • قبلها حققت أغنية «كلام عينيه» مع مدين انتشارًا وتفاعلاً ملحوظًا أيضًا.. ألم تفكر فى احتراف الغناء بجانب التمثيل؟ - لا نية لى فى تقديم حفلات غنائية وما شابه، لكننى أعمل على طرح بعض الأعمال الغنائية خلال الفترة.
قدم مع الطفل آدم أغنية قمره
• سينجل أم ألبوم؟ - سينجل بالطبع. الحقيقة أننى أحب تجربة الغناء مع التمثيل كفنان شامل، وأتمنى تقديم عمل فنى غنائى فى السينما أو الدراما أو المسرح خلال الفترة المقبلة. • ماذا تعلمت من شخصيتك الدرامية فى «الزيارة»؟ - التمثيل يمنحنا دومًا «نعمة» التعرف على عوالم وتفاصيل شخصيات كثيرة مختلفة؛ لأننى أهتم بدراسة حياة هذه الشخصيات؛ دومًا أقول «مبحبش كلام المسلسلات بحب كلام البنى آدمين»، لذلك إذا شعرت أن هناك أى جملة فى نص حوار السيناريو بصيغة بعيدة عن العفوية بحاول أقربها «شبه الكلام اللى بنقوله»، فنحن نقدم مشكلة وحلها فى مسلسل غير منفصل عن الواقع، وبالتالى إذا صادفت مثلها أكون على دراية بحلها. • هل تأثرت بأداء أى من شخصيات أعمالك الفنية خارج البلاتوه؟ - لا. الاحتراف أن تترك الشخصية وشأنها على باب الاستوديو بعد انتهاء التصوير. كذلك أؤجل مشاهدة العمل الفنى بعد انتهاء التصوير كله. • البعض يرى أن حكايات «فى كل أسبوع حكاية» تعيد للأذهان السهرات التليفزيونية.. تتفق أم تختلف مع ذلك؟ - المميز فى مسلسل «فى كل أسبوع حكاية» تقاطع كل قصة مع الحكاية التى تليها، فهنا تكنيك الكتابة مختلف عن المعروض فى الدراما التليفزيونية. أما العودة للسهرات التليفزيونية إذا بحثنا عن المنتج القديم سنجد أنه كان توجهًا جيدًا؛ أى أن الحدوتة كانت تُكتب وتحدد حلقاتها بحسب ما تتطلبه المعالجة سواء كان ذلك فى 5 حلقات أو أكثر، لكن آليات العمل جعلت البعض يضطرون لأغراض تسويقية لكتابة أحداث لحلقات ممتدة ل 30 حلقة على حدوتة لا تحتمل ذلك، وهو أمر غير صحى فنيًا. • هل ترى أن هذه الحالة من التنوع والثراء الدرامى طوال العام ستؤثر على استقبال الجمهور للماراثون الرمضانى؟ - بالعكس. سأذكر لكِ واقعة لا يعرفها كثيرون، ربما يكون الفنان نور الشريف قد ذكرها فى برنامج، لكننى أتحدث فى أن ذلك حدث نصًا مع المنتج محمد فوزي؛ فمنذ أكثر من 10 أعوام طلب «نور» تقديم مسلسل خارج رمضان يعمل به بنصف أجره أو أقل، الفنان الراحل فكر فى سبب حصر المحتوى الدرامى الجديد فى الموسم الرمضانى فقط، لكن المنتجين كانوا يقلقون من المغامرة آنذاك. لذلك بالعودة لحاضرنا المعاصر نجد أننا نجحنا فى تحقيق ذلك بالفعل خلال الأربعة أعوام الأخيرة، أصبح لدينا موسم درامى مغاير يبعدنا عن تكرار عرض مسلسلات رمضان طول السنة.
مشهد من حكاية الزيارة
• بعد بطولة «الزيارة».. ألم تشغلك البطولة فى السينما؟ - «هتيجى فى وقتها».. الحقيقة أننى أبحث دومًا عن التأثير وليس التواجد. فمن الممكن التواجد 24 ساعة على السوشيال ميديا ويتحدث عن ذلك الجمهور، ولكن هذا لا يعنينى. أكثر ما يهمنى جودة الدور وقيمة العمل نفسه سواء فى السينما أو الدراما أو المسرح «اللى يعيش» مع الجمهور؛ لأن السوق الفنى متغير وكل شخص يعمل بحسب متطلباته. • إذا عرض عليك تجسيد سيرة ذاتية لشخصية شهيرة.. مَن ستختار؟ - لا أحب تقديم السير الذاتية. • لماذا؟ - لا تستهوينى، لكن أتمنى تقديم قصص «مُلهمة» تنفع الناس؛ عندما تحدثت سابقًا عن رغبتى فى تقديم قصة حياة أحمد زكى، لم أقصد سيرته الذاتية؛ كنت أتحدث عن قصة حياته لأنه شخصية ملهمة؛ لم يكن يمتلك إمكانيات مادية لكنه تميز بموهبة استثنائية استطاع بإيمانه وصبره أن يصبح أيقونة. • كيف اختلفت ردود الأفعال حول العرض الثانى مؤخرًا ل «جزيرة غمام»؟ - لم تختلف كثيرًا. أيقنت أثناء تصوير «جزيرة غمام» أننا نقدم عملاً فنيًا قيمًا ومشرفًا، لكننى لم أتوقع وقتذاك كل هذه الإشادات وردود الأفعال التى غمرتنا من الجمهور، هذه الحالة تذكرنى بما حدث مع عرض «هذا المساء» والذى اعتقدت أنه مسلسل له طابع خاص، ولكن نجاحه فاق التوقعات وحقق شعبية كبيرة. • أخيرًا.. ما تفاصيل أعمالك المقبلة؟ - أشارك فى مسلسل «الأجهر» المقرر عرضه ضمن ماراثون دراما رمضان المقبل. أقدم دورًا مختلفًا لايت كوميدى لشاب صاحب صاحبه، ابن بلد ومتأثر بنشأته بمنطقة شعبية، يمتلك صفات متطابقة مع أشخاص واقعية نراها فى حياتنا.