صاروخ الكوميديا القادم ، متمكن من أدواته، حباه الله بفطرة جعلتنا نحبه رغم أنه «خمورجى ونصاب، فاكهة» فى «ب100 وش».. معجون بالفن لأنه تربى داخل مسرح فعشق كل مفرداته فعمل كاتبا مسرحيا وممثلا ومدربا للتمثيل. • نشرت على صفحتك فى «فيس بوك» أن بعض الفنانين اتصلوا بك ليهنئونك على أدائك ودورك فى مسلسل «ب100 وش» ماذا يعنى هذا بالنسبة لك؟ بالفعل سعدت جدا باتصال هؤلاء النجوم، لكن مقياس النجاح الحقيقى لأى فنان هو رأى الجمهور، وما رأيته منذ أكثر من أسبوع من رد فعل الناس فى الشارع حب واحترام شديد، حتى أنهم يرددون إيفيهات «سباعى وبيندهونى سبعبع، كل ده كرم من ربنا الناس بتدعيلى فى الشارع، ربنا يسعدنى ويفرحنى ..لماذا؟» لأن إضحاك الناس فى أيام عادية أمر نسعى له جميعا، إنما أن تضحك الجمهور فى هذه الظرف ووجود وباء عالمى منتشر فهذه نعمة كبيرة من ربنا. • بما أنك كاتب مسرحى وممثل ومدرب ما هى رسالة الفن من وجهة نظرك؟ منذ نعومة أظافرى ومن خلال أساتذتى تعلمت منهم شيء أن الفن يرقى بكل الأشياء ويسمو بروحه، وأكثر ما نتأثر به فى سلوكياتنا هو الفن. • أين أنت منذ سنوات ولماذا رأيناك مؤخراً؟ كنت أول من يجوب مكاتب «الكاستنج» فى بداية ظهور هذه المكاتب عام 2008، وعرفت أن موضوع مكاتب الكاستنج لا يعتمد على الموهبة فقط بل له حسابات أخرى عند البعض، وحزنت على موهبتى التى أهينها عندما أذهب لهذه المكاتب، لقد وقفت فى طوابير الكاستنج 12 و18 ساعة فى اليوم، وبعد كل ذلك مطلوب منى إنى أدخل أؤدى ويعجبون بى، كيف؟! وداخلى شخص مستاء لما يحدث ومرهق نفسيا ومعنويا؟، أحد أساتذتى وأنا فى سن مبكر، وهو الأستاذ الدكتور أبو الحسن سلام متولى، قال لى «لا تذهب إلى القاهرة إلا وأنت رقم واحد، ومن كثر كلامه قل احترامه»، ولهذا قررت أن لا أذهب إلى مكاتب الكاستينج مرة أخرى، فوضع الله أمامى السينما المستقلة وعملت حوالى 12 فيلما روائيا قصيرا منذ 2007، وكانت بداية شهرتى داخل الوسط الفنى . • كيف دخلت لشخصية سباعي؟ هذه الشخصية أراقبها من سبعينيات القرن الماضى وهى موجودة بيننا، كان عندنا بين رصيف وآخر بار شعبى وبار كلاس، بما إن بيتى فى قلب المسرح كنت أختلط معهم بشكل مباشر، فكنت أدخل أى بار أتفرج على مونولوجست أو راقصة وكنت أجد عم سباعى جالس فى ركن وحوله 20 زجاجة بيرة وذقنه طويلة ولا يقترب منه أحد، يجلس هو مع نفسه، لكن كل واحد يشوفه إما أن يبكى أو يطبطب عليه أو يعزمه على شيء، «عم سباعى» موجود فى كل البارات التى مرت علينا فى جميع العصور،أنا جمعت هذا التمثيل والأداء الذى أتميز به الآن من الشارع من وسط الناس ومعايشتهم. • ما الذى أضافته كاملة أبو زكرى كى تخرج شخصية سباعى بهذا الشكل؟ لديها كاريزما وألفة بنسبة مليار فى المائة، عندما تجلسين معها تشعرين وكأنك تعرفينها منذ 50 عاما وهذا هو سر نجاح أى شخص يلتقى بها، إزالة الحواجز وكم الحب الذى نشعر به، لدينا كنز ومدرسة كبيرة لابد أن نمسك بها كى تقدم لنا المزيد من الأعمال وهى «كاملة أبو زكرى»، أنا كشريف أذاكرها من وقت فيلم «ساعة ونصف»، ولهذا كنت أفهمها قبل أن تتحدث أو تقول ملحوظة. • كيف كانت علاقتك بالنجم آسر يس؟ آسر يس هو الذى قال لى أشهر إفيه «أنا المحامى عز الدين أيبك، برنس الإنسانية»، نجم يعرف حجم موهبته ومع ذلك قمة التواضع والحب ولا يبخل على زملائه بشيء، بالرغم من صعوبة دوره إلا أن هذا لا يمنعه من مساعدة غيره. • ما هو أفضل عمل كتبته للمسرح؟ يستفزنى طوال عمرى أساليب التربية داخل بيوتنا بمعنى أننى أراقب طوال الوقت سلوكيات الآباء والأمهات مع أبنائهم فى الأماكن العامة، ووجدت تناقضا عجيبا طبقته فى مشهد اسمه «ساعة فى قلبك» الأب عندما يقول لأبنه «اشتم ماما يا حبيبى» فرد الفعل أننا نضحك والمشهد الآخر الأب «مزاجه مش رايق والطفل قال نفس اللفظ فيضربه!!» هو نفس الأب الذى قال له قل هذا اللفظ وهذا تناقض غريب، هذا العرض لفت نظر نقاد كبار، وكانت النتيجة أن العرض أخذ 7 جوائز «أفضل ممثل و ممثله، كاتب، مخرج، سيموغرافيا، ألحان»، ومن هنا رشحونى أساتذتى فى بداية ظهور الحكى الشبابية فى 2001 فى افتتاح مكتبة الإسكندرية وقدمنا عروض حكى بحضور الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك والرئيس الفرنسى جاك شيراك، وكنت أحكى عن «عم دسوقى» وحكيت مسيرة ميلادى وتربيتى على خشبة مسرح إسماعيل يس فى الإسكندرية، أيضاً عرضت أكثر من 80 ليلة عرض حكى عن قصر الأمير طاز فى الخليفة. • ماهى أول انطلاقة لك ومن الذى لاحظ موهبتك قبل العمل مع «كاملة أبو ذكرى»؟ أدين بالفضل لإثنان، المخرج شريف البندارى الذى اختارنى للمشاركة فى فيلم روائى قصير اسمه «حار جاف صيفاً» بطولة ناهد السباعى لأعمل مشهد مدته دقيقتين وهذه مساحة قليلة أن أعلن فيها عن أدواتى فكان تحديا لى، ثم المخرج أحمد عبدالله الذى أخرج فيلم «ليل خارجى» والذى نلت عنه جائزة أحسن ممثل فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دوته ال40، ومن حسن حظى أنهم عند اختيار الشخصيات فى الفيلم استعانوا بالمخرج إبراهيم البطوط وهوأول شخص وضعنى أمام الكاميرا فى فيلم «حاوى» 2010 وأخذنا عنه جائزة أفضل فيلم على مستوى العالم العربى فى مهرجان «ترايبيكا» بالدوحة ووقتها رشحت من المهرجان لحضور ورشة أمام «كيفين سبيسى». • وما الذى تعلمته منه؟ كنت أريد أن أستغله وأشرب منه حتى الهواء الذى يتنفسه لأن نجم بحجمه « بيمشى يبخ كاريزمته على الحائط»، الورشة كانت 4 ساعات، ولم تكن مترجمة وهو كان يقصد هذا لأنه يرى أن الفن لغة عالمية ومشتركة بين الناس تعتمد على الإحساس، وبعد نصف ساعة جميع الحضور انقضوا عليه بالعديد من الأسئلة، لكننى لم أتحدث بكلمة لحكمة تعلمتها أن الوصول لحكمة أى شيء 10 خطوات 9 منهم الصمت والمراقبة، بعد حوالى ساعة قال لى «إنت ساكت ليه؟» فقلت له لا أريد أن أهدر لحظة لا أستفيد فيها منك فقال لهم «المصرى أنقذ المصريون» يقصد زملائى ممن حضروا الورشة والذين انهالوا عليه بالأسئلة. •ألم تسأله عن سبب اختياره لك؟ طبعاً سألته فقال لأن لدى طبيعية فى الأداء لدرجة المعايشة الكاملة، قال تحديدا إن الفنان الحقيقى عندما يترشح لدور فهى فرصة كى يحصل على أجازة من نفسه ويرحل إلى شخص آخر وهكذا يفعل شريف.