الأحلام أبدا لا تموت، وكلما جاءت تيارات لتبعدها، ازدادت الرغبة فى تحقيقها، خاصة عند أصحاب العزائم التى لا تلين، فيسترجعون هامة أحلامهم فى أى مرحلة من العمر ويعملون على تحقيقها. «نورعادل»24 عامًا من الإسكندرية، من هذه النوعية التى لا تلين عزائمها مهما ابتعدت أحلامها، انتبه كل من حولها إلى موهبتها منذ الصغر فى فنون الرسم والديكور والأشغال اليدوية، كانت تحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة حتى تنمى موهبتها وتصبح مهندسة ديكور؛ كما تمنى لها الجميع وخاصة الدها الذى اقتنع بموهبتها، ولكن كل محاولتها باءت بالفشل، التحقت بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، وقررت أن تبدأ فى العمل اليدوى لأنها لازالت تحلم بالعمل فى مجال موهبتها. فن شعاع الخيط تقول نور:«قررت الحصول على عدد كبيرمن الكورسات حتى أنمى موهبتي، من خلال صفحات «السوشيال ميديا» وفيديوهات يوتيوب تهتم بكيفية تعليم الأشغال اليدوية خطوة بخطوة، ومن بين كل أنواع الفنون اخترت أن أتعلم رسم أشياء مجسمة من خلال استخدام الخيوط والمسامير، ويعرف هذا الفن باسم «String Art أو» فن شعاع الخيط» ويعتمد بالرسم على لوحات خشبية بالخيوط والمسامير، حيث يتم ربط مجموعة من المساميرالمتراصة بطريقة معينة، وتملئة الفراغات كليا بالخيوط؛ فتتجلى اللوحة بشكل مبهر وغاية فى الدقة. أضافت نور:«دائما ما أسعى للتطوير من نفسى وبدأت فى عمل أشياء مجسمة بسيطة وشجعنى كثيرون على الاستمرار، وبدأت العمل من البيت ودشنت صفحة لى على «الفيس بوك» لأعرض عليها منتجاتى التى نالت إعجاب الكثيرين، وهذه الهواية أصبحت مصدر دخلى بعد تنفيذ عدة لوحات وبيعها، حتى أصبح لى زبائن من محافظات عديدة. تنفيذ لوحة واحدة يستغرق من نور ما بين أسبوع إلى عشرة أيام لعمل تصميم لوحات تحمل تفاصيل كثيرة، ويومين كحد أدنى فى اللوحات ذات التفاصيل الصغيرة. وفى بعض الأحيان تواجههنا صعوبات فى الطلبات التى تحتاج سرعة فى التسليم فيصبح الجهد مضاعفًا. زوجى يساعدنى وعن الخامات التى تستخدمها قالت: «أنا بعمل شغلى من البيت لأنى مسئولة عن طفل وزوج، وزوجى يقوم بتقطيع الأخشاب المناسبة لأبعاد التابلوه المطلوبة بالضبط، وأعتمد فى تصميمى على أكثر من نوع للمسامير، وخيوط كوتمبارليه لجودتها». نور تشير إلى أن سعر اللوحة يبدأ من 60 إلى 250جنيهًا، ويتم تحديد السعر حسب المدة التى يستغرقها التنفيذ وحجم الخامات التى يتم استخدامها فى اللوحة، وتستعين بها محلات لتزيين واجهتها. وقالت: «لم أقابل أى انتقادات فى بداية عملي، وعلى العكس بادر الكل على تشجيعي، والمساعدة فى استكمال طريقى رغم التعب، وكل مرحله أطور من نفسى وأشاهد فيديوهات لرسامين ومصممين أجانب حتى أستعين بأفكارهم الجديدة وأضيفها لعملي، حيث أدخلت أشخاصًا فى التابلوه وأسعى أيضًا لإدخال الإضاءة».