تحتفل مصر كل عام فى السابع من يناير بعيد الميلاد المجيد والذي يعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، يتوافق مع عيد الميلاد احتفالات دينية وصلوات خاصة بهذه المناسبة بالكنائس المصرية، وهي أحد أماكن العبادة وبالتالي لابد أن نعود إلى أصل وبداية الأماكن المقدسة أو أماكن العبادة، فقد كان المعبد المصري يمثل مفهوم الديانة المصرية القديمة بداية الخلق، وقد تميزت عمارة المعبد بالآلهة أو الاتساع والتباين بين الضوء والظلام. ومن الناحية النظرية ،فإن المعابد كانت تشيد دائمًا عند نقطة ذات دلالة أو أهمية دينية، وكانت فى الغالب توجه نحو نقطة أخرى ذات دلالة دينية مثل موقع يعتقد أن يكون مكان مولد أو معبود، ولكن من الناحية الفعلية العملية، فإن بناء المعبد كان يقام قريبًا من مركز الكثافة السكانية، وتعكس جميع هذه المعابد بشكل عام نفس المعالم المميزة للمعبد المصري، واستمر نفس الأسلوب خلال العصر الروماني ويعد معبد سوبك المكتشف عام 1912 بالفيوم، مثالا رائعًا للمعبد الروماني، وخلال العصر المسيحي كانت الكنيسة هي بالتأكيد مكان العبادة، كان المسيحيون يلجأون للصحراء فى فترة الرومان ويعيشون داخل المعابد الفرعونية القديمة، وكثيرا ما كانوا يتركون كتابات على الجدران، إلى جوار الكتابات القديمة، وتظهر فى معبدي الكرنك وإدفو بقايا العبادة المسيحية، وقد كان النمط المعماري السائد للكنيسة القبطية فى مصر، هو البازيليكا «أو الكاتدرائية»، وهناك أمثلة متعددة من هذا النمط بين الكنائس المصرية مثل البازيليكا فى دندرة وكنيسة العذراء مريم والكنيسة المعلقة وكنائس أبو سرجا وسانت باربارا وماجرجس.. البازيليكا أو الاسيليكا هي أحد المباني الهامة فى حياة سكان المدن الرومانية لقد أخذ الرومان عن الإغريق العديد من المظاهر الحضارية وخاصة فى مجال الفنون بصفة عامة والعمارة بصفة خاصة فأخذ الرومان عن الإغريق الباسيليكات حيث بنيت أول باسليكا فى روما فى العصر الجمهوري. أما معني كلمة بازيليكا فهو اصطلاح كان يستعمل لدى الإغريق بمعنى صالة الملك أو العرش أو القاعة الملكية.. لقد كانت البازيليكا فى العصر الروماني تبنى بالقرب من الأسواق بجانب الطرق الرئيسية لغرض تجارى ولكن فى فترات لاحقة بعد أن أضيفت جزءاً لا يتجزأ من المباني الملحقة بالميدان العام، وبدأت تستعمل لدار القضاء والبازيليكا تأخذ فى شكلها المعمارى مستطيلا مقسماً إلى ثلاثة أجزاء وهى الصحن المركزى الذى يتوسط المبنى وجانبين على جانبان البهو تفصل بينهما الأعمدة والجهة الشرقية.. تمركزت الحياة الروحية والفكرية فى المسيحية حول الكنيسة والعمارة الكنيسة وهو مصطلح يشير إلى الهندسة المعمارية للمبانى وللكنائس المسيحية وقد تطورت أنواع هذه العمارة على مدى الفن سنة من الدين المسيحى وذلك عن طريق الابتكار.. والنموذج الأقدم هو بازيليكا الأشمونين نالت مدينة الأشمونين اهتمامًا كبيراً فى العصرين اليوناني ومن الشواهد على ذلك: كثرة الأعمدة اليونانية الرومانية التى كانت تحمل سقوف منشآت ضخمة ربما كانت «آجورا» أي «السوق» وتحول جزء آخر فى وقت لاحق إلى كنيسة قبطية فى إطار التخطيط البازيليكى، تعتبر البازيليكا هى النموذج الأقدم كمكان عبادة للمسحيين ومنها أخذت الأشكال المعمارية للكنائس حتى اليوم، والكنيسة البازيليكية يرى أحد العلماء أنها تبدأ بردهة مستطيلة انتهت فى الناحية الشرقية بحجرة صغيرة «الهيكل» يتوسط ضلعها الشرقي تجويف صغير أطلق عليه شرقية الكنيسة، ويفصل الهيكل عن الردهة المستطيلة عقد كبير «عقد الشرقية» وقد أضيف لهذا التخطيط البسيط فيما بعد رواقيان،وحدثت إضافة ثالثة شملت مدخل الكنيسة ثم تطور الأمر بعد ذلك بوجود نوعين من البازيليكا الصغيرة والكبيرة تختلف حسب المضمون أو الهدف، وفى الفترة المبكرة وجدت الكنيسة الطولية ذات الرواق الواحد وقد ظلت البازيليكا هي الطراز المعماري للكنائس حتى منتصف القرن العاشر الميلادي، كما أنها ظلت محافظة على مكانتها فى الغرب حتى عصر النهضة من منتصف القرن الرابع عشر حتى السادس عشر الميلادى حينما أدخل على الطراز البازيليكى تعديلات لم تغير كثيرا من شكلها المميز ومن أقدم أمثلة البازيليكا طبقا لهذا التعريف فى مدينة فانو بوسط إيطاليا تعود لعام 27قبل الميلاد. •