حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحلم بأن أكون وزيرا للتربية والتعليم.. وأتحدى!
نشر في صباح الخير يوم 04 - 05 - 2016

دائما ما تكون أى فكرة جديدة فى نظر العموم من البشر.. فكرة مجنونة.. أو مستحيلة، لكن مع الإصرار والتحدى ومن ثم التجربة.. يتحول المستحيل إلى خطوة نحو التقدم والتطور.
ويعد تدهور مستوى التعليم فى مصر لتهبط إلى مرتبة 139 من 140 دولة فى التعليم أصيب معظمنا إن لم نكن جميعا بالإحباط واليأس.. وأصبحت «مفيش فايدة» كلمة تصف حال التعليم فى مصر.. خاصة لو علمنا أنه كى نبقى فى هذا الترتيب.. نحتاج لبناء ثلاث مدارس يوميا.. بتكلفة 60 مليار جنيه مصرى وأكثر من 3% من الناتج المحلى الإجمالى للإنفاق على التعليم.
كل وزير يتولى الوزارة يحيل مشاكلها «المزمنة» لمن يليه.
مؤخرا وجدنا تربويا يحلم بأن يكون وزيرا للتعليم.. بل يتحدى تلك المشكلات، ويؤكد نستطيع النهوض بالتعليم المصرى، فكان السؤال: من أنت؟!
عمره لا يتعدى الثلاثين عاما.. أستاذ مساعد فى الجامعة الأمريكية وباحث رئيسى لتطوير التعليم وتطوير المناهج وتخصصه أصلا فى الفيزياء.. يُدَرّس فى الميادين لأطفال الشوارع ويُعلّم مدرسين ضعف عمره..!! يشجع التمرد ويحذر من الطفل المطيع!! يدرس فى المدارس الخاصة والحكومية.. قادر على خلق الأمل حتى إننى شعرت به يدق فى قلبى، أى الأمل، وأصبحت أرى شعاع النور فى آخر الممر المظلم.
عندما رأيت هذا الشاب للوهلة الأولى بشعره الكثيف الطويل، ولحيته الطليقة، ظننت أنه أحد هؤلاء الذين يتحدثون ولا يفعلون.
ولكنه أبهرنى وكان حوارنا..
• عرفنى بنفسك أولا
- أنا محمد رزق الله.. أستاذ مساعد وباحث رئيسى فى الجامعة الأمريكية فى مصر لتطوير التعليم والمناهج وحاليا أحضر الدكتوراه فى النهوض بالتعليم ومناهجه من جامعة منسوتا فى أمريكا.. وكانت رسالة الماجستير أيضا فى نفس التخصص.
• سمعت عن أحلام كثيرة للشباب.. أول مرة أشوف واحد يحلم بأن يكون وزيرا للتعليم وفى مصر كمان!! هل أنت شخصية انتحارية؟1
- «ضاحكا»: لا لست انتحاريا بالمرة.. لكنى أفكر بطريقة علمية هندسية بحتة.
• إذن أنت مهندس؟!
- لا، أنا كنت أدرس الهندسة بالجامعة الأمريكية فى أمريكا لكنى لم أستطع البقاء بعيدا عن مصر فعدت ودرست الفيزياء فى الجامعة الأمريكية بمصر.
• وما علاقة الفيزياء بالتربية والتعليم؟!
- كنت أثناء دراستى بالجامعة أعمل معلما فى مدارس خاصة.. وفى الثورة أنشأنا مدرسة فى الميدان سميناها «مدرسة الأحرار».. انضم لها عدد كبير من أطفال الشوارع.. وكانوا متحمسين للمزيد من التعلم.. فطلبت من إدارة المدرسة التى كنت أدرس بها تخصيص فترة بعد الظهر لهم وتم بالفعل.. وكانت تجربة رائعة لا يمكن التفرقة بينهم وبين الأطفال العاديين، ثم قررت عمل الماجستير والدكتوراه فى (التربية والنهوض بالتعليم والمناهج).
• وهل مررت بتجارب فى عملية النهوض بالتعليم والمناهج على أرض الواقع؟!
- طبعا الكثير.. وكان حال المدرسة والطلبة والمدرسين أيضا فى وضع مؤسف.. فمثلا الطلبة يريدون اختراع أى شيء.. المشكلة أنها اختراعات على أساس غير علمى بالمرة.. فجلست معهم وعلمتهم أنهم يجب أن يتعلموا أولا أهمية كل مادة يستخدمونها وطريقة استعمالها.. حتى يستطيعوا اختراع شيء حقيقى مفيد.. وتعلموا سريعا واخترعوا أشياء بسيطة وبدأوا يحبون المدرسة والدراسة أكثر.. كما أننى كنت أعلم المدرسين كيفية التعامل مع الطلاب.. وأنهم يجب أن يخوضوا تجارب عملية.. أيضا تم تدريب هؤلاء المدرسين فى الجامعة الأمريكية فى كورس أدرسه هناك عن كيفية تطوير الفكر التعليمى بالتكنولوجيا والرياضة والعلوم وكانوا ضمن مجموعة كبيرة من المدرسين من جميع محافظات مصر.. والحقيقة أن هذه المدرسة الآن من أفضل المدارس الفنية فى مصر.
• قلت لى إنك تعطى دورات للمعلمين من خلال تجربتك ما هى مشاكل المعلمين المصريين؟!
- أول شيء أن المدرس لا يعبر عن نفسه إطلاقا بل هو يخجل من التعبير عن نفسه.. حتى إننى كنت أرى أساتذة فى ال 60 من عمرهم لا يستطيعون التحدث أو التعبير.. لأنه ببساطة تعلم أنه يجلس فى الفصل صامتًا ويحفظ ويسمع.. ثم انتقل للجامعة الأسلوب ذاته والأسوأ أنه يعلم الأطفال الآن بنفس الطريقة.. ثانيا.. المدرس فى مصر يرى أنه غير مهم وأنه ليس ذا قيمة أو احترام فى المجتمع أو بين الطلبة.
• وكيف تعالج هذه المشاكل؟!
- أولا: أمنحهم فرصة للتحدث والتعبير والمناقشة الطويلة..
وأؤكد أنهم كمدرسين عليهم مسئولية كبيرة تجاه هؤلاء الطلاب وأركز على فكرة المسئولية ليشعروا بأهميتهم.. والنتيجة تكون رائعة، حتى أن بعضهم سافروا فى «منح» لاستكمال دراساتهم فى لندن وأمريكا تحت إشرافى..
• حدثنى عن تطوير المناهج.. كيف نقوم به؟!
- أقوم الآن بتطوير بعض المناهج للمدارس المختلفة وأهم ما أقوم به هو تمصير المناهج.. الكتب تأتى من أمريكا.. تتحدث مثلا عن التاريخ الأمريكي!!
ما صلة الطالب المصرى بالتاريخ الأمريكي؟! الآن إذا طلبت من طفل رسم بيت سيرسم مربعًا عليه مثلث.. كالبيوت الأمريكية وليست المصرية.. أنا أضع المنهج بثقافة مصرية، أما بالنسبة للمدارس الحكومية فأحب أن أقول لك إن 97% من طلبة الثانوية العامة لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم باللغة العربية الفصحى.. ويتساوى به التعليم الأجنبى أيضا.
أذكى طفل فى العالم!
• وما السبب والحل برأيك؟!
- أهم سن للتعلم هو من عمر «صفر إلى 4 سنوات» حسب نظريات النمو المعرفى.. أطفالنا يدخلون المدرسة وهم يتحدثون العامية فى سن 4 سنوات ليفاجئوا بلغة جديدة عليهم تماما.. سواء العربية الفصحى أو الإنجليزية أو غيرهما من اللغات.. لذا يتأخرون فى تحصيل المعرفة.. لذا اختفت قصة أن الطفل المصرى أذكى طفل فى العالم.. لأنه لا يملك الوعى المعرفى لكى يطور نفسه.. وسأحكى لك حكاية حدثت فى أمريكا.. قاموا بتجربة على 1500 طفل أمريكى بعد أول خمس سنوات اختبروا ذكاءهم كان 98% بعد خمس سنوات أخرى أصبح 68% بعد خمس سنوات أخرى أصبح 8%.. وهذا فى أمريكا التى تصرف على تعليم الطفل 16 ألف دولار، فما بالك فى مصر التى يصل فيها تكلفة الصرف على تعليم الطفل 300 دولار فقط وتقل من عام لآخر!!
هل تعلمين لماذا كانت فكرة «الكُتّاب» ناجحة فى تعليم الأطفال اللغة العربية بشكل صحيح؟!
لأنه جعل الكثيرين لديهم معرفة باللغة العربية، وللأهل دور كبير فى هذا الشأن أيضا.
• وما الدور الذى يجب أن يقوم به الأهل؟
- يجب على كل أب وأم أن يكون لديهما توعية عن التربية ونفسية الأطفال وكيفية توسيع مداركهم ومعارفهم.. وأتمنى ألا يحصل خريج الجامعة على شهادته حتى يحصل على شهادة تربوية للأطفال.
ثانيا: هل تعلمين أن هناك قرى لا تزيد مفردات اللغة الأم لدى سكانها على أربعين كلمة، وهو ما يؤثر سلبا على تركيبة المخ علميا للطفل ويجعله فاشلا وغبيا وتكون النتيجة التسرب من التعليم.
المفروض أن نعمل نحن كدولة على الأشخاص الأكثر احتياجا، ولا يكون الاهتمام فقط بالمتفوق.. الذى لا يتعدى 2%.. لو حدث هذا سننهض بالتعليم.. والحقيقة أن طريقة التدريس المبنية على الحفظ تجعلنا أغبياء. حتى المدرس نفسه.. نطلب منه أن يدرس بطريقة تقدمية.. ربما قرأ عنها أو حفظها أيضا لكنه لم يمارسها!! فكيف يدرس بها؟! لذا يجب أن نستثمر فى المدرس والأهل أولا.
• يقول البعض إن طريقة التعليم بالضرب كانت مجدية وأخرجت جيلا ناجحا ومثقفا؟!
- هذا فكر سادي! ولن يطور العقل بأى صورة من الصور.. ولنعلم أن الطفل المتمرد هو الأفضل والأذكى من الطفل الخانع المطيع.. لأن الطفل لكى يتعلم يجب أن يتحرك.. لا أن يلتصق بالكرسى ويحفظ ويصم.. يجب أن يشعر بالأمان. الخوف والإرهاب يقتلان الإبداع. ولنفترض أن الطفل أخذ أعلى الدرجات فى كل المواد.. هل هذا معناه أنه متعلم أو ناجح؟! لا طبعا. نظريات التعلم الآن ضد هذا الأسلوب، أعرف مثلا مهندسين وأطباء لا يستطيعون التواصل.. ويعجزون عن حل مشكلة عامة أو شخصية.. أهداف التعليم هى قدرته على التغيير والارتقاء فى السلم المجتمعى.. لذا يجب أن يكون قادرا على التمرد.
دعوة للتمرد
• إذن أنت تقول إن التمرد شيء صحي؟!
- جدا.. سن التمرد المثالى هو 12 سنة.. إذا لم يتمرد الطفل فى هذه السن.. إذن هناك خلل ما!!
وسيواجه هذا الخلل فى وقت لاحق.. لكن كيف.. ومتى لا أحد يعلم، لكن أؤكد أنه سيكون بصورة سلبية.. يجب أن ندرك أن التمرد يجب أن يحدث ونعرف كيف نحتويه.. وكيف نوجهه للطريق المفيد.. والسليم.. لكى يكون طاقة بناءة.
مثال.. هناك مجموعة من الأولاد معروفون أنهم يحبون لعب كرة القدم فى المدرسة ولهم شعبية كبيرة.. هم محور اهتمام الجميع.. على الجانب الآخر هناك فئة تفتقر لأى اهتمام من أحد.. سيحاولون جذب الانتباه لكن بشكل خطأ.. ربما بالشغب ربما بتعاطى المخدرات.. لكن لو توجهنا لهذه المجموعة ووجهناها بطريقة سليمة واهتممنا بهم.. سنقضى على فكرة الإدمان والممارسات الخاطئة.
• نحن فى الترتيب ال139 على العالم فى التعليم.. لذا بدأت الحكومة تفكر فى خصخصة التعليم.. هل ترى أن هذا هو الحل؟!
- هذه جريمة.. لأنها ببساطة تتنافى مع المادة 26 من الدستور المصرى التى تنص على أن التعليم حق لكل فرد فى المجتمع.. يمكننا خصخصة التعليم العالى فقط.. وتكون هناك منح مجانية للمتفوقين.
أو نعيد تجربة جمهورية «أستونيا» التى تسمح باستمرار التعليم لكل مجتهد يحصل على درجات عالية.. والباقى لا تنفق عليه الدولة.
مركز الإحصاء والتعبئة يقول إن لدينا 30% أمية.. هذا رقم غير حقيقى نحن أكثر من ذلك.. لأن هناك الكثيرين يتعلمون وفى المدارس أميون!! فعندك قانون هنا أن الطفل لو رسب مرتين فى الصف الثالث الابتدائى يصعد للصف الرابع تلقائيا!! المعونة الأمريكية تصرف لمصر اعتمادا على نسبة الحضور وليس قدر التعلم.. لذا يجب أن تكون هناك إرادة سياسية لتغيير التعليم، خاصة أننا كى لا نتدهور عن ترتيبنا الأخير علينا مضاعفة التمويل إلى 60 مليار جنيه لبناء مدارس إضافية وبناء 3 مدارس يوميا.
• ما الحل الذى تراه؟
-.. أولا البيئة الخلاقة.. ليس من الضرورى التعلم داخل 4 جدران.. لنفعل مثل تجربة الهند وأوغندا، فالأطفال لأنهم يعيشون فى المزارع ويعملون بها نهارا كان المدرسون يذهبون لهم ليلا ليعلموهم.
ولكن فى مصر هناك أطفال يسيرون 4 كيلومترات للمدرسة ولا يتعلمون شيئا!
ماليزيا عندما أفلست قررت توجيه كل دخلها للتعليم كان هذا عام 1999، ما هو حال ماليزيا الآن انتقلت من بلد فقير لبلد غنى.. تركيا عام 1994 عندما قررت رفع اقتصادها.. قررت تعليم الأهالى.. ليعلموا أولادهم.. ما هو حالها الآن؟!
• إذن نحن يمكننا الاستغناء عن البنية التحتية التى ستكلفنا مليارات؟!
- نحتاج لبنية تحتية فى المنظومة وليس فى المبانى.. نحتاج نظامًا لا مركزيًا.. له رؤية مستقبلية واسعة. ووضع خطة مستقبلية تنفذ بغض النظر عن من هو الوزير.. فنحن نعامل وزير التعليم كونه إلهًا.. يأتى بقرار جديد يلغى من سبقه وهكذا فى كل مرة.
هذا خطأ.. يجب أن تكون هناك منظومة.. مهما تغير الوزراء يسيرون على الخطة وتكون وظيفة الوزير تسيير أعمال فقط لا غير.
• ماذا تقصد بحوار مجتمعى واسع؟!
- أقصد أن كل من له علاقة بالعملية التعليمية يجب أن يشارك برأيه فى تخطيط المنظومة.. الأهل.. المدرسون، مدراء المدارس، والطلبة.
• هل الطالب قادر على إعطاء رأى فى العملية التعليمية؟
- «مبتسما بأسف» يناقشون الآن قانون التعليم فى مجلس النواب.. وكان لى الشرف أنه تم استدعائى من نقابة المعلمين المستقلين للأخذ برأيى.. للأسف النية طيبة لكن القانون يحتاج الكثير من الدراسة ومعرفة آراء الناس والطلبة على وجه الخصوص.
• أظن أن الطلبة الآن غير مبالين بهذه المسألة؟!
- هذا غير صحيح.. أرى طلبة تشعرين أنهم غير مبالين فيما يبدو، ولكن منهم من يأخذ جوائز فى التصوير.. هل تعلمين معنى ذلك.. أنه تعلم واجتهد حتى استطاع تعلم التصوير وأخذ جائزة فيه.. إذن هو غير رافض للتعلم بل يرفض طريقة التعليم أو نوعه.. لكنه ذكى وتعلم الشيء الذى أحبه وهذا هو التعليم الصحيح.. وللعلم أقابل طلبة كثيرين متفوقين لكن ليسوا أذكياء!
• لماذا يستطيع الطالب تحديد نوعية تعليمه الجامعى فى البلدان المتقدمة بالمقارنة بمصر؟
- أولا هناك 40% تعليم و60% تجارب حياتية يحصل عليها الطالب خلال دراسته للتعليم ما قبل الجامعى، وهى ما تجعله قادرا على تحديد ما يريد.•
تجربة مدارس المجتمع

فى تقرير بعنوان «اقتصاديات التعليم فى مصر - المواجهة المؤجلة»، نشرته فى أواخر عام 2014 ألفه طنطاوى، مدير وحدة الاتصال بمركز العقد الاجتماعى إشارة إلى تجربة إنشاء نظم دراسية مثل نظم مدارس المجتمع التى يتبناها العديد من الجمعيات الأهلية وعلى رأسها مؤسسة مصر الخير. ويرى التقرير أن هذه التجربة يمكن أن تكون أحد الحلول المهمة فى حالة توفيرها للجميع وليس فقط للمتسربين من التعليم كما هو الحال فى الوقت الحاضر. إلا أن انتشارها وإقبال الأهالى عليها يثبت أهميتها ونجاحها إلا أنها تظل محدودة بقدرات الجهات الداعمة ومهددة لعدم وجود شكل اقتصادى يضمن لها الاستمرارية. . ومن هنا فإن هناك ضرورة لتبنى نظام إدارة لاقتصاديات مدارس المجتمع بحيث تخرج من إطار التبرع فقط لدعم المتسربين من التعليم لتخدم كل الفئات من خلال مشاركة المجتمعات المختلفة فى التمويل، لتتحول المدارس المجتمعية إلى مدارس أهلية تتبناها الأسر. وتشبه هذه المدارس إلى حد كبير نظام الكتاب فى القرى المصرية. وهذه المدارس يمكن تواجده فى قلب التجمعات السكنية وفى قلب القرى مما يمكن الفتيات والأطفال من ارتيادها بسهولة. ويمكن أن تعقد هذه المدارس شراكات مع مراكز الشباب الأقرب لها لتقديم مختلف الأنشطة الرياضية للطلبة. والفكرة تعتمد على حقيقة أن إعادة توظيف الأموال التى يصرفها الأهل فى الدروس الخصوصية لكى توفر تعليما أفضل فى سياق أقل تكلفة ولكن يتمتع بالإشراف المباشر من الاهل لكونهم هم المشرفين على إدارة مدرستهم الصغيرة الخاصة بأبنائهم.
ويتطلب الأمر إصدار قانون لتنظيم العمل بالمدارس الأهلية التى تختلف عن المدارس الخاصة فى كونها غير هادفة للربح وصغيرة الحجم يمكن أن تبدأ من فصل واحد يضم 25 طالباً ولا تزيد على ستة فصول لتعليم ما لا يزيد على 150 طالباً سنويا. ومهم التأكيد هنا أن هذه المدارس ليست البديل للتعليم المجانى للدولة ولكنها نظام يوفر لمن يرغب ولديه القدرة على المشاركة والمتابعة المباشرة لتعليم أولادهم.. مثل هذا النظام سيمكن الدولة من إتاحة التعليم لأعداد ضخمة من الطلبة مع توفير مليارات الدولارات من الإنفاق الحكومى فى مجالات بناء المدارس ومن تقديم تعليم متميز لخدمة المناطق العشوائية وفى القرى والنجوع. . والسؤال: لماذا لا نعمم تلك التجربة؟!!. •
المواد الخاصة بالتعليم فى دستور 2014
تلتزم الدولة بوضع خطة شاملة للقضاء على الأمية الهجائية والرقمية بين المواطنين فى جميع الأعمار، وتلتزم بوضع آليات تنفيذها بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني، وذلك وفق خطة زمنية محددة.
وإذا كان الدستور يكفل كل تلك الحقوق لماذا نعانى من مشاكل فى التعليم دعونا ننف مواد الدستور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.