تشهد مصر منذ يوم25 يناير ميلاد فجر جديد يتنفس الحرية وينمو حبا وعشقا لديمقراطية حقيقية يستطيع من خلالها كل مصري أن ينعم بجميع الحريات المكفولة له ينعم بحرية الرأي ومصداقية الحوار والاستماع للرأي والرأي الآخر حيث إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وينعم بحرية النقد دون الخوف والمساس بحقه في التعبير مادام ذلك يتم وفقا لمعايير متفق عليها. إن الثورة الحقيقية تكون قد بلغت مناها عندما تقضي علي كل النظم العقيمة المعمول بها في وطننا بداية من نظام التعليم.. التعليم هو الأهم فالعلم هو الذي يبني الامم ويرتقي بها ليصل بها لمكانة عالية بالتعليم يعرف الفرد منذ صغره كيف ومتي يتكلم وكيف يعبر عن رأيه بل ومتي يجب أن يصمم علي تحقيق مطالبه بمشروعية وكيفية التعامل مع البيئة المحيطة به. ومن هنا يجب أن يبدأ التصحيح من منظومة التعليم حتي يستطيع الطفل منذ الصغر تقييم الامور وبالتالي تنمو وتتطور عنده ملكات لا نستطيع اكتشافها إلا عن طريق الممارسة الفعلية. السؤال هنا كيف يؤدي التعليم في مراحله الثلاث دوره علي الوجه الأكمل وهو يضم ويحتوي علي مناهج عقيمة يغلب عليها الحشو وتتباهي بالكم وليس بالكيف. في الزمن الماضي أيام آبائنا لم تكن المناهج محشوة بهذا القدر أليس ذلك إهدارا لوقت الطالب والمدرس معا الوقت المطلوب فيه إنهاء المناهج يضطر المدرس آسفا أن يسرع دون الاهتمام بكيفية توصيل المعلومة للمتعلم حيث أنه مرتبط بمناهج متي يبدأ؟ ومتي ينتهي؟ دون الالتفاف الي الطالب اساسا هل تعلم واستفاد أم لا؟ فكيف يصبح هذا الطالب في المستقبل مدرسا أو مهندسا ولايستطيع معرفة كيفية التعبير عن نفسه فهو يجيد تخصصه فقط ولا يعرف كيف يكون ملما بلغة بلده فكيف إذا ينقل خبراته الي الأجيال القادمة.إن كان لدي المدرس متسع من الوقت للشرح والتوضيح وتكون المناهج وفقا لذلك بسيطة فسيتعلم الطالب بحب لانه يريد التعلم فالدروس قليلة هادفة ينتهي من دراستها وقد استفاد منها وتخلص من عقدة الدروس الخصوصية. يجب أن نتذكر التعليم ايام زمان ونقارنه بالتعليم حديثا ببساطة منهج قليل زائد شرح وفير يؤدي إلي تعليم أفضل وبالمثل يجب أن نمنح للمدرس حقه بل واكثر من حقه لانه هو الذي يعلم ويربي ويتكلم في ايجاد جيل بأكمله حتي ينشأ جيل سوي يستطيع السير نحو مستقبل افضل فلا نري عقدا عند المدرس ولا شرحا تجاريا بالعكس أول السلم لانجاز أهداف الثورة الاهتمام بالمعلم والتعليم لأقصي درجة لأن ذلك هو بناء المجتمع السوي. فإن صح التعليم يصح كل شيء وبعده تصحيح السياسة والاقتصاد والعدالة الاجتماعية وتصحيح سلوكيات الافراد في المجتمع فالتعليم يصحح كل الأوضاع فكم من دول اهتمت بالتعليم أولا لتصبح من اهم الدول المتقدمة فهذا هو السر.