لازلنا مع الفنان الكبير على الحجار فإنه يستحق الكثير والكثير من السطور التى قد تفى ببعض من تجربته الثرية التى من خلالها غنى عشرات الأغانى الوطنية فكان آخر ألبومين للثورة نستعرضهما فى الأسبوع القادم. على الحجار مثل الجواهرجى المتميز فإنه ينتقى الكلمات التى تعبر عن فلسفة الحياة.. تعبر عن مشروعه الغنائى ورؤيته كإنسان. كان آخر اختياراته أن يغنى مربعات الأبنودى التى تنشر يوميا فى جريدة التحرير ولكنه مشروع فى طور التنفيذ. أما آخر ما ظهر لنا فهو التقاطه لكلمات قصيدة ضحكة المساجين للخال الأبنودى كذلك. تغازل العصافير قضبانها/ زنزانة لأجلك كارهة سجانها/ دوق زينا حلاوة الزنازين/ على برشها بتمد أطرافك/ سجانك المحتار فى أوصافك/ مهما اجتهد ماح يعرف أنت مين/ طوبى لكل المسجونين باطل/ فى زمن بيخدعنا وبيماطل/ يا شموس بتبرق فى غرف عتمين/ أما اللى خان وطنك وأوطانى /م الهيبة حطينه فى قفص تانى/ يصحى وينعس والجميع واقفين/ ومصر عارفة وشايفة وبتصبر/ لكنها فى قطعة زمن تعبر/ وتسترد الاسم والعناوين/ يادى الميزان اللى طلعت لفوق/ بينزلوك بالعافية أو بالذوق/ دول مش بتوع الصدق فى الموازين/ الثورة نور واللى طفاها خبيث/ يرقص ما بين شهدا وبين محابيس/ والدم لسه مغرق الميادين/ الحزن طايح فى قلوبنا بجد/ ما فضلش غير الشوك فى شجر الورد/ غلط الربيع ودخل فى أغبى كمين/ وفى انتظار تيأس مع الأيام/ غيرك فى قفصه بيضربوله سلام/ وأنت الجزم قبل الكفوف جاهزين/ ومصر شايفة وعارفة وبتصبر/ لكنها فى خطفة زمن تعبر/ وتسترد الاسم والعناوين.. وهكذا تستمر القصيدة إلى آخرها. والتقط الحجار هذه الكلمات المعبرة التى كتبها الأبنودى وأهداها لعلاء عبدالفتاح الذى حوكم عسكريا بعد أحداث ماسبيرو 1102، الأغنية من ألحان فاروق الشرنوبى الذى لازم الحجار طوال سنوات النضال الغنائى والذى أرى أنه لم يأخذ حقه حتى الآن، على الحجار الوحيد الذى نزل الميدان ليغنى مع النجوم، كانت فقط هناك فرق وشباب تشدو بأجمل أغانيهم الثورية وكانت أغانى زمان بطلة أيام الثورة بالإضافة إلى صوت الحجار الذى كان يغنى فيلهب المشاعر ويشد من أزر الثوار كأنه وجد ضالته فى الثورة وبين الثوار.. فهناك مشاعر شجية دافئة تخالج كل من تطأ قدمه ميدان التحرير وذلك فى البدايات طبعا، تشعر أنك فى حالة دفء فى عز البرد حالة طراوة فى عز الحر.. تشعر بالاطمئنان بين أهلك ولن أقول عشيرتك خشية أن أوصم بشىء خاطئ. على الحجار الذى نادى بالحرية على مدى مشواره نحييه ولنا معه وقفة أخرى قريبا. آخر حركة.. أصوات كثيرة ذهبت مع الريح خالد عجاج، حنان، علاء عبدالخالق. وربما إيهاب توفيق.