عندما يشتد الظلام .. ويتوغل داخل نفوسنا .. ويتذئب من حولنا فى مكر خبيث جاهدا فى أن ينشب أظافره فى جلودنا .. وينهش بأنيابه من لحومنا .. ويطحن بآلته عظامنا .. يكون الإبداع هو المتنفس الوحيد أمامنا .. فيهز أرواحنا هزا .. ويئز أوتار قلوبنا أزا .. ويدفعنا دفعا إلى طاقة الأمل .. فنستلهم منها إقدامنا .. ونستدل على مواطن أقدامنا .. رافضين الاستسلام لألم الواقع .. ونقتحم بأنوارها أهوال المصارع. هكذا يخرج علينا الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى فى تحفته الرائعة " ضحكة المساجين " تلك الضحكة التى تقهر صمت الزنزانة .. وتزلزل قلب السجان .. وتصبح شموسا تنير الدروب على مرمى البصر .. وتدفئ سنابل الحرية .. فتنمو وتكبر حتى تطاول السماء .. ويهزنا المطرب على الحجار صاحب الصوت العذب الرخيم ذو المساحات اللامعة الدافئة .. فيأخذنا فى أحضانه بعيدا عن صر البرد ولفحات الهواء .. وينسج لنا الملحن فاروق الشرنوبى أنغاما تخالها راقصة إلا أنها تعطى معنى للأمل .. وأن الليل لامحالة زائل .. وأن الصبح لابد له أن يشرق مهما حاول أعداء النهار وخفافيش الظلام أن يحجبوا عنه ضوء الشمس .. فلابد أن تقهرهم العزيمة .. ويكسر آلاتهم الصبر والإيمان بقضية من أنبل القضايا فى عالم الإمكان .. ألا وهى الحرية . تقول بعض كلمات الأغنية: تغازل العصافير.. قُضبانها زنزانة لاجلَك كارهة سجّانها دُوق زيّنا حلاوة الزنازين
على بُرشَها.. بتمِدّ أطرافك سجّانك المحتار فى أوصافك مهما اجتهدْ ماحيعرف انت مين
طوبَى لكل المسجونين باطل... فى زمن.. بيخدعنا وبيماطل يا شموس بتبرُق فى غُرَف عِتْمين
أما اللى خان ناسك وأوطانى م الهيبة.. حاطّينه ف قفص تانى يصحى وينعس والجميع واقفين
ومصر عارفه وشايفه وبتصبُر لكنّها ف خَطْفِةْ زمن.. تُعْبُر وتستردّ الإسم والعناوين المطرب على الحجار فى ضحكة المساجين وهذه قصيدة ضحكة المساجين كاملة كما كتبها الأبنودي
على بورشها بتمد أطرافك سجانك المحتار فى أوصافك مهما اجتهد ما هيعرف انت مين
و الشمس شعلة عند رافضة تغيب و فكرها يودى معاك و يجيب الشمس تحزن زى أى سجين و الليل نديمك صابر على الرحلة بتغنى و الليل فى السواد كحلة وارث غناه معناه من السابقين
ف العاتمة عاتب مصر و داديها أنت اللى روحك من زمان فيها توأم فى لحظة عشق مولودين
توبة لكل المسجونين باطل فى زمن بيخدعنا و بيماطل يا شموس بتبرق فى غرف عتمين و خطوة الدادابان ورا الشباك صوت نعل يقضى الليل هناك وياك قدمين غشيمة فى البلاط حاكين
الحرب و اللى خاضوها بجسارة مش مسلمين يا عم و نصارى فازاى ننصر دين و ننكر دين كل اللى زرعوا مابنا سور الفرقة و بيقسمونا فرقة تكره فرقة فى النية مصر الواحدة تبقى أتنين
تحية لك و انا كاتبها بخطى أدفع تمن حبك لأخوك القبطى مع أننا فى الأصل قبطين هما اللى ماتوا فى ميدان الثورة كانت دمائهم حمرا و اللا سمرا قول للى جاين يفرزوا الدمين الصرخة هادية بس هازة الكون قال الغشيم للوردة خبى اللون اش يفهم الطور فى هوا البساتين
الشر فى طرف الميدان يسكر و الفجر يطلع تحجبه العسكر و أنت بتكتب سكة للجاين الثورة نور و اللى سرقها خبيث يرقص مابين شهدا و بين محابيس و الدم لسة مغرق الميادين مبيتبوش و لا اللى فات علمهم مبيسمعوش فى الدنيا إلا كلامهم ملهمش فى حوار النبات و الطين
إحنا نقول أيوة يقولوا لأ و فى الحقيقة يا عم ليهم حق ما انتوا خلقتوا الثورة بالتدوين
شوف الوشوش حمرة تكب الدم و أحنا سمار الوش تركة هم ورثوا وطننا ورث من الوارثين العمدة يتقل أد ملو كروشة بطيخه الاقرع هاج و مد عروشة و لة غفير صوت زعقتة بضمرين نطلع من الساقية نقع فى طاحون
فاشهد يا وطنى على اللى فينا يخون يا اللى أنت ماسك دفتر الخاينين
و مصر عارفة و شايفة و بتصبر لكنها فى خطفة زمن تعبر و تسترد الأسم و العناوين و كل ما الصوت البليد بلد لا تبتأس ما الظلم و يتجلد مين دة اللى يطفى شعلة الصادقين و اللى يقف فى وش ثورها ما هيورث الا ذلها و عارها و اللى هيفضل ضحكة المساجين و يا رب جملنى بقصر القول المخ داير و الفؤاد مقتول خايف أئن لا يحزنوا المحازين سامعه أنينى و ساكتة لية يا مصر الحلم فرشين فى سوق العصر أدام عنين اللى ملهشى عينين زنزانة واخدة دروس قدام فى الصمت وعرفتك من قبل ما انت دخلت صمتك على صمت الحجر لايقين
الحزن طايح فى قلوبنا بجد مفضلش غير الشوك فى شجر الورد غلط الربيع و دخل فى أغبى كمين يا أم الشهيد لأ رجعى الدمعة الدنيا شايفة كلها و سامعة و اللى سرق هيخبى شيلتة فين ولدك ضياء الفجر بمقاسة و وطنا عارف عزوتة و ناسة أجيال بترحل و الجداد جاين يا وليدى ميل قول لأخوانك
تانى رجع من خان و أهوه خانك و السجن مش شبعان شباب صالحين غزلان و وقعت فى ظلام غابة و ديابة ليهم ضحكة كدابة و الضحكة كاشفة عن سنان صوفرين أما اللى خان وطنك و أوطانى م الهيبة حطينة فى قفص تانى يصحى و ينعس و الجميع واقفين و فى أنتظار تيأس مع الأيام غيرك فى قفصك بيضربوا له سلام و أنت الجزم قبل الكفوف جاهزين يادى الميزان اللى طلعت لفوق بينزلوك بالعافية او بالذوق دول مش بتوع الصدق فى الموازين و يا مصر هدى و أنتى بتفوتى الصوت فى صمتة أعلى من صوتى أدى السجين اللى مبتش حزين لسة اللى حاكمونا أهم حاكمين بينوب عنهم بس ناس تانين و أنتوا أسرى علبة السردين
بيحلموا يعودوا إلى ما كان و قضاة تحررهم فلان و فلان و كأن لا ثورة و لا حسنين مهو شباب الثورة بقى مسجون و لا عاد قصاد الخونة إلا تخون تااه الميدان فى زحمة الميادين
نطمس معالم ثورتك يا شباب أهو زى صفحة بتتقطع فى كتاب و الدنيا تهدى و يرجعوا الغايبين و لا كنش فى ثورة و لا ثوار و لا شعب مصرالغاضب الجبار لا حداشر أبصر إية و لا عشرين
يا عم أقعد بس و إشرب شاى الدنيا ماشية و شعبنا نساااااي و البركة فى الشاشة و فى الجرانين و إذا هوهوو قوم إعلن الأحكام و كل بق تلجمة بالجام و مش هتغلب تتطبخ القوانين و أنت قمر سهران مع الصحبة حالمين ببكرة و جنتة الغايبة و متبتين فى الحلم مش صاحين
و يا وردة البساتين يا مصرية راية بترمى الضل ع الماية و النيل مموجها رايات تانين بكراك لحيثيات و لا هو نصوص يا شاب ياللى ليك صباح مخصوص بتفرقة بالحتة ع الملايين
و هتفضل العصافير على الشبابيك و الفجر يستنى أدان الديك وطن و حلم و فجر متعانقين