عاد الشعر إلى الساحة وبقوة بفضل تعبيره عن مشاعر المصريين الثورية ضد الطغيان والفساد، وهتف معهم ضد رأس النظام السابق: «يسقط يسقط حسنى مبارك»، فأصدر شعراء كبار قصائد ألهبت المشاعر، منها قصائد جديدة وأخرى قديمة مليئة بالثورية. انظر كيف استقبل الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد الذى كتب: «مين يقدر يحبس ساعة مصر؟»كما قام الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى بإهداء قصيدته «ضحكة المساجين»، إلى الناشط السياسى علاء عبدالفتاح، إثر تحويله للنيابة العسكرية، واحتجازه بعد رفضه التحقيق أمام جهة لا يعترف بشرعيتها، قام المطرب على الحجار بغناء القصيدة بصوته، وأهداها هذه المرة إلى أكثر من 12.000 مواطن مصرى فى السجون بعد محاكمات عسكرية. تقول القصيدة: تغازل العصافير.. قُضبانها
والليل.. نديمك صبر ع الرحلة بتغنى.. والليل فى السواد كُحْلَة وارث غُناه معاناه من السابقين.
فى العتمة عاتِب مصَر وِدَاديها إنت اللى روحك من زمان فيها توأم.. فى لحظةْ عِشق مولودين.
طوبَى لكل المسجونين باطل...
فى زمن.. بيخدعنا وبيماطل يا شموس بتبرُق فى غُرَف عِتْمين.
وخطوة الديدبان ورا الشبّاك وهناك قصيدة للشاعر تميم البرغوثى أطلقها فى بدايات الثورة، وتعتبر قصيدته «يا مصر هانت وبانت» من أروع القصائد التى أنشدت من أجل الثورة. وانشد المبدع الموسيقى الكفيف مصطفى سعيد هذه القصيدة فى شكل استطاع به نقل أحاسيسه عبر أوتار العود والتعبير الجيد عن القصيدة وما تضمنته من معانٍ تبرز قسوة الظلم من خلال قسمات العود. وتقول كلمات القصيدة:
يا مصر هانت وبانت كلها كام يوم نهارنا نادى ونهار الندل مش باين الدولة مفضلش منها إلا حبة شوم لو مش مصدّق تعالَ ع الميدان عاين يا ناس مفيش حاكم إلا من خيال محكوم واللى حيقعد ف بيته بعدها خاين اللى حيقعد كأنه سلم التانيين للأمن بايديه وقالّه همَ ساكنين فين وصلت لضرب الرصاص ع الخلق فى الميادين حتى الجثث حجزوها اكمنهم خايفين يا مصر أصبحنا أحيا وميتين مساجين فاللى حيقعد ف بيته يبقى مش مفهوم واللى حينزل إلهى حارسِه وصاين.