تخطي بخبرته بالعلوم الهندسية جميع المعوقات التي تحول دون انتاج منتج مصري مائة بالمائة، فهو يتمتع بمهارات علمية تفوق امكانيات المحيط الذي حوله فهو يعد من العقول المصرية التي تسعي لإنتاج منتج مصري الصنع بتكنولوجيا مصرية. انه د.محمد الغمري مساعد رئيس الأكاديمية العربية والتكنولوجيا والنقل البحري لشئون التدريب الصناعي، وهو صاحب اهتمامات ابتكاريه منذ الصغر تدور حول مساعدة الشباب في إقامة مشاريعهم الخاصة بإمكانيات بسيطة منها ماكينة تصنيع قهوة من خامات مصرية وبتكلفة منخفضة مناسبة لإمكانيات الخريجين ابتكرها وهو طالب بالأكاديمية البحرية. توالت ابتكاراته المصرية لحل بعض المشكلات التي تواجه الفرد منها ابتكار عربة لكنس الطرقات بتكلفة لا تتجاوز 15 ألف جنيه بحجم يتناسب مع الطرقات الضيقة مما يتيح استخدام 100 عربة لتنظيف مدينة بأكملها بنفس التكلفة المبدئية لعربة مستوردة كبيرة الحجم والتي تستخدم لتنظيف الشوارع الرئيسة بالإضافة إلي تصميم وتصنيع ماكينة قطع وتشكيل المعادن بالابعاد الثلاثية من خلال منظومة الكترونية حيث تصل تكلفته إلي حوالي 5% من سعر المنتج الأجنبي. وقد افتتح الرئيس حسني مبارك في يوليو الماضي أحد مشروعات د.الغمري والذي اطلق عليها Pure Mobility والذي يهدف لمواجهة الطواريء وذلك بالربط بين موقع الحدث و متخذي القرار بسرعة فائقة عبر الأقمار الصناعية في زمن لا يتعدي دقيقة واحدة من خلال GPS وهو مشروع فريد من نوعه علي مستوي الشرق الأوسط بالإضافة إلي منظومة أخري الكترونية للملاحة النهرية لتفادي حوادث الغرق في نهر النيل، تعتمد علي تحديد موقع السفن باستخدام أجهزةGPS علي خريطة الكترونية موضح بها خط وهمي يمثل حدود المجري الملاحي لتقديم وسيلة إرشاد آلي لمساعدة قائدي السفن النهرية للملاحة الآمنة داخل نهر النيل. لم تتوقف ابتكارات د.الغمري عند هذا الحد بل ابتكر العديد من التصميمات منها تصميم عربة لأربعة ركاب تسير بالطاقة الكهربية لمسافة 120 كيلو متراً بدون إعادة شحن بهدف الحد من التأثير السلبي لوسائل النقل التقليدية من تلوث الهواء والضوضاء والازدحام المروري بتكلفة نهائية لا تتعدي عشرة آلاف جنيه، وتصميم آخر لجهاز علاج طبيعي بالموجات المائية للعمل علي تدليك العضلات للرياضيين بواسطة موجات تضاغطية هيدرومائية كأداة طبية تعمل من خلال معالج مركزي بشكل آلي علي توليد نبضات تزامنية وبدون ملامسة الجسم لايدي المدلك وبدون ابتلال الجسم حيث تتدفق الموجات المائية خلف ساتر من القماش المانع لتسرب الماء. حصل الغمري علي المركز الأول بمسابقة برامج الكمبيوتر المتميزة عن تصميم وتنفيذ برنامج لتحديد أعطال المحركات من مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء عام 1994 ثم حاز علي ثلاث جوائز علي التوالي بالمسابقة العربية للابتكارات الهندسية من الهيئة العربية عن جهاز ثني المواسير بالإضافة إلي مشاركات عديدة بالمؤتمرات العلمية الدولية منها المعرض والمؤتمر الدولي التاسع لمنظومات الهندسة البحرية بجامعة هلسنكي. ويشير د.الغمري إلي بعض العقبات التي واجهته في حياته العلمية منها ترخيص سيارة اقتصادية ثلاثية العجلات كبديل اقتصادي لظاهرة «التوك توك» وتم تصنيعها وطرحها بالهيئة العربية للتصنيع في الأسواق بنفس سعر التوك توك الا أن المشروع مازال معطلا بسبب رفض إدارة المرور الترخيص لها بالرغم من الترخيص لسيارة ثلاثية العجلات مشابهة يتم تصنيعها بالصين فضلا عن السماح بترخيص التوك توك والذي يفتقد جميع عناصر الأمان.