لقي ستة من جنود حلف الناتو مصرعهم أمس في هجوم دموي شنه متمردون في جنوبأفغانستان كما أعلنت القوة الدولية للمساعدة علي إرساء الأمن في أفغانستان «إيساف» التابعة للحلف. وبذلك يرتفع إلي 692 عدد العسكريين الأجانب الذين قتلوا هذه السنة بحسب حصيلة أعدها موقع إنترنت متخصص بإحصاء الضحايا ويعتبر عام 2010 السنة الأكثر دموية خلال تسعة أعوام من الحرب بالنسبة للقوات الدولية التي واجهت خسائر فادحة في مواجهة تمرد ازداد حدة ووسع نطاق تحركاته في السنوات الثلاث الماضية وقتل 521 جنديا أجنبيا عام 2009 في حصيلة كانت تعتبر الأعلي خلال الحرب. من ناحية أخري، حذر قائد عسكري بريطاني سابق من أن موعد انسحاب القوات البريطانية من البلاد يتهدده أزمات خطيرة في جهاز الشرطة الأفغانية أبرزها تسرب أفرادها بنسبة كبيرة سنوياً. وكشفت صحيفة" الجارديان البريطانية" أن الاحصاءات الغربية تؤكد أن قوات الشرطة الأفغانية تعاني من أوضاع مزرية وأنها تفقد خمس عدد أفرادها سنوياً. ونقلت الجارديان عن مكتب الإحصاءات الخارجية البريطاني أن أكثر من 20 ألف ضابط من قوات الشرطة الأفغانية ترك الخدمة خلال العام الماضي، الأمر الذي يلقي بشكوك حول فاعلية تسليم السلطة للحكومة الأفغانية عام 2014 وانسحاب الجيش البريطاني نهائياً عام 2015 . وأشارت الصحيفة إلي أن جهاز الشرطة الأفغانية بكافة أقسامه يضم نحو 116 ألف فرد، وقد تقاعد منهم أكثر من 31 ألف شخص في الفترة من يناير إلي أكتوبر العام الجاري فقط أي مايعادل خمس الجهاز. وأشار الكولونيل ريتشارد كمب القائد السابق في القوات البريطانية بأفغانستان إلي أن الأرقام " مقلقة للغاية" وأنها تلعب عاملاً حاسماً في تحديد موعد خروج البريطانيين من أفغانستان. وأضاف كمب، الذي كان مسئولاً عن وحدة تدريب الشرطة الأفغانية عام 2003، أن عملية تسليم السلطة للأفغان لاتشترط وجود جيش قوي فقط إنما تتركز أساساً علي توافر جهاز شرطة قوي وفعال، محذراً من أن الطريق مازال بعيداً لتحقيق ذلك الهدف. وأشارت صحيفة الجارديان أن سلسلة من التقارير الحكومية في بريطانيا تعكس اهتماماً بريطانياً بدعم الشرطة في افغانستان، ونقلت عن مصادر عسكرية في لندن أن قوات المساعدة الدولية في أفغانستان" إيساف" تسعي مع الحكومة الأفغانية علي تقليل الفجوة بين رواتب العسكريين والعاملين في الشرطة وإلحاق 134 ألف شخص في وظائف جديدة بالجهاز الأمني الأفغاني. ميدانياً، أعلنت قوات الناتو في أفغانستان عن مصرع أحد قادة حركة طالبان في غارة شنتها القوات الدولية أمس الأول بالاشتراك مع القوات الأفغانية في إقليم "وارداك" الواقع شرق أفغانستان.