في رمضان من كل عام ومنذ أكثر من 20 عاماً تقوم وزارة الأوقاف بإيفاد دعاة للخارج خلال هذا الشهر الكريم لزيادة الوعي الديني ورفع السلوك الإسلامي إلي أقصي درجات الالتزام والوسطية، وفي هذا العام أوفدت الوزارة 67 إماماً لأوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا، وكان من المهم التعرف علي المهام التي يتبناها هؤلاء الدعاة. ففي البداية يوضح الأمير البرعي إمام المسجد الحسيني بالقاهرة أن مهمته الدعوية خلال رمضان في إنجلترا وتحديداً لندن التي يقطنها جالية كبيرة من العرب والمسلمين أن دعوته ستكون بالحكمة والموعظة بلا جدال، مؤكداً أنه من خلال تجربته يعلم مدي تعليق الكثيرين في أوروبا بالدعاة خاصة المصريين لأنهم شريان الحياة الدينية بالنسبة لهم وشعور بالقرب من الله في موسم شديد الأهمية للطاعة يأتي مرة واحدة كل عام. وقال: «نعلم إن هذه المهمة يتوقف عليها الكثير من توضيح الصورة الحقيقية للإسلام في الغرب والذي يحاول الكثير تشويهها بها بكل الطرق ولكن علي مدار 3 سنوات اسافر فيها إلي الخارج خلال هذا الشهر رأيت الكثير من التحولات الإيجابية التي تؤكد أن الإسلام بخير وأنه دين المحبة والتسامح ورفض العنف والإرهاب. واستطرد سألتقي بالمسلمين في المركز الإسلامي بلندن والمسجد الكبير وسنحاول قدر الإمكان التواجد الكبير فترة ممكنة داخل بيت الله لتدارس العلم والفقه الشرعي والرد علي الأسئلة التي تدور في ذهن الكثيرين من مسلمي لندن خاصة الشباب. وأضاف علي الرغم من تركي لأولادي وأهلي في المنصورة في رمضان وذهابي إلي أقصي أوروبا أجد سعادة كبيرة لأنني أشرف بخدمة الإسلام وأقوم بعمل قام به النبي صلي الله عليه وسلم وصحابته، مشيراً إلي أن الأوقاف وكبار علمائها علمونا كيفية التواصل مع الناس وأن الحديث عندما يخرج من القلب يدخل إلي القلوب وهذا هو سر نجاح أي داعية يقف علي المنبر ويخطب في المسلمين. وأكد أنه سيحافظ علي ارتداء الزي الأزهري طوال الوقت لأنه الباب الأول الذي يطرق به الداعية قلوب الآخرين لما له من وقار واحترام ويجذب الانظار بطبيعة الحال. وعن التطرق إلي الحديث في السياسة، أكد البرعي أن الأمور السياسية غير واردة علي مائدة رمضان الدينية خاصة أن السياسة لابد أن تدار خارج المسجد، مؤكداً إذا اختلطت السياسة بالدين يفسد الأمر فرجال السياسة للسياسة ورجال الدين للدين ولكن لا يمنع أن نوضح للمصريين المسلمين ما يدور داخل مصر بصدق وأمانة وبعيداً عن المزايدات والشعارات الرنانة والخلط في بعض وسائل الإعلام. وأوضح أنه سيحاول قدر الإمكان أن يكون علي طبيعته كأنني في اسرتي ولا اتكلف في الكلام لأن النبي صلي الله عليه وسلم وكان هذا هو اسلوبه في الدعوة ونشر الإسلام مشيراً إلي أنه كلما كان الإنسان متواضعاً رقيق القلب وكلامه بسيطاً أقنع الآخرين. أما الدكتور علوي أمين الأستاذ بجامعة الأزهر فقد تم إيفاده من قبل دار الافتاء المصرية بدعوة خاصة المركز الإسلامي في نيويورك لعقد ندوات في مساجد الولاية ولقاء المسلمين والرد علي أسئلتهم الخاصة طوال شهر رمضان. وعن هذه الرحلة قال: مهمتي في أمريكا هدفها تصحيح صورة الإسلام خاصة ونحن في ولاية شهيرة بعمل إجرامي نسب إلي الإسلام زوراً وهي تفجيرات نيويورك ولكنني قرأت كثيراً عن أحوال هذه المنطقة خلال السنوات الماضية ووجدت تغيراً كبيراً في أحوالهم وقد سعي الكثيرون منهم في البحث عن حقيقة الإسلام في الكتب ومن هو الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وأقول أن الجالية الإسلامية هناك بذلت جهداً كبيراً. في تصحيح صورة الإسلام التي شوهتها هذه الأعمال التي إلي الآن لم يتأكد أن المسلمين قاموا بها. وأضاف أن رمضان فرصة كبيرة للتدارس الديني وفهم معاني النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة وقيام الليل وصلاة التراويح التي تروح القلوب مشيراً إلي عقد لقاء مع دعاة المساجد في الولاية لبحث ما يحتاجونه من كتب تساعدهم علي أداء عملهم الدعوي.