رغم تصريحاته الإعلامية المهاجمة للجماعة، ووصفه لها بأنه تملكتها الغيرة السياسية من نشاط حزبه الشرعي، كشفت زيارة د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد لمكتب إرشاد الجماعة المحظورة بخلاف إرساله ممثلاً رسميا للحزب للمشاركة في الاجتماع الذي دعا له مرشدها محمد بديع بمقر مكتب الإرشاد بالمنيل لمناقشة ضمانات نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة من سياسة جديدة يتبعها البدوي، حيث التعامل مع الإخوان يستهدف عدم قطع جميع خيوط الاتصال معها أو مع أي من القوي السياسية الموجودة، خصوصًا أن زيارته هذه جاءت بعد يوم واحد من تصريحاته التي انتقد فيها الجماعة بشدة. ورغم ذلك عكس اختيار د. أشرف بلبع المنضم حديثًا للحزب والذي اختاره البدوي كممثل له في الاجتماع الأول حذر الوفد بشكل عام والبدوي بشكل خاص في شكل العلاقة مع الجماعة حيث إنه لم يختر أيا من القيادات المنتمية لمؤسسات الحزب للمشاركة في هذا اللقاء. وقدم بلبع نفسه كمسئول للاتصال السياسي ولم يشارك - كذلك - بهاء أبو شقة مستشار البدوي السياسي في اللقاء. وفي الوقت الذي غضبت فيه قيادات بالحزب من عدم استطلاع رأي مؤسسات الوفد قبل إرسال ممثلهم بلبع أكد البدوي ل«روزاليوسف» أنه من حق رئيس الوفد أن يختار ممثله في أي مؤتمر أو لقاء ما دام سيؤكد قرارات مؤسسات الحزب تجاه الجماعة بينما أكدت القيادات التي صاحبت البدوي في لقائه بمرشد الإخوان أن اللقاء ودي، وأنه لا يصب في صف التحالف مستقبلاً مع الإخوان معتبرين الحوار مع القوي السياسية جميعها واجبًا. وكشف البدوي عن أنه استطلع رأي مؤسسات الوفد في دعوة جميع القوي السياسية بما فيها الإخوان للمؤتمر الموسع الذي سيعقده في 5 أغسطس المقبل للإعلان عن الضمانات التي يراها مناسبة لنزاهة الانتخابات مستطردًا: الهيئة العليا وافقت علي دعوة جميع القوي السياسية للاجتماع، والشعار الذي اختاره الحزب للمؤتمر «لا انتخابات بلا ضمانات» لا يعني أنه سيقاطع أو ينوي المقاطعة، موضحًا أنه إذا لم يتم الاستجابة لمطالب الوفد سيعقد مؤتمر للجان العامة بالمحافظات ولجنة سيدات الوفد واللجنة العليا للعمال الوفديين ولاتحاد شباب الوفد للتصويت علي قرار خوض المعركة من عدمه. وتابع رئيس الوفد: لن نرتبط بأي قوة سياسية، لأن الهيئة العليا للحزب هي صاحبة القرار النهائي، وسيكون هذا التصويت «السري» تحت إشراف شخصيات عامة، إذ سيساعد هذا الأمر الهيئة العليا علي اتخاذ القرار المناسب. وشدد البدوي علي أن قرار الوفد بخوض الانتخابات أو عدم خوضها لا يجب أن يكون محل مزايدة من أحد، لأن الوفد يجب أن يستغل الحراك الداخلي الذي يشهده ويستعد للانتخابات البرلمانية والرئاسية لآخر وقت من خلال التواصل مع الناخب، مردفًا: لن يؤثر علينا أحد في اتخاذ هذا القرار. وفي سياق متصل أشار منير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد لكثرة الأعداد المتقدمة للترشح باسم الوفد قائلاً: الأعداد المتقدمة غير معقولة، ولست من أنصار ترشيح أكبر عدد بغض النظر عن شعبيته وأدعو لترشيح عدد محدود قام علي حمل رسالة الحزب وخطابه وتأكيد ثوابته.. ولن نسعي للملمة عناصر من خارج الحزب، خصوصًا إذا كانوا غير قادرين علي خوض معركة قوية ولا بد من دراسة كل طلب ترشيح علي حدة بشكل جيد. وبينما يبدأ الحزب دعايته الانتخابية من خلال برنامج لقوافل إنسانية وطبية ينطلق من أسوان نهاية يوليو الجاري إلي سوهاج في 6 أغسطس المقبل. شهدت أروقة «الوفد» انقساما سريعا علي خلفية ما أعلنه البدوي أمس الأول في برنامج «آخر كلام» للإعلامي يسري فودة من أن الوفد إذا وصل للسلطة في مصر، سوف يعلن نهاية معاهدة السلام مع إسرائيل، انطلاقا من أن الطرف الآخر لا يحترم الاتفاقات والقرارات الدولية. وأن المعاهدة هي عبارة عن عقد بين طرفين، إذا لم يلتزم أحدهما ببنوده، فإن العقد يعد لاغيا في حكم القانون بحسب توصيف البدوي، إذ ذهب بعضهم إلي تأييد رئيس الوفد فيما قاله، وذهب البعض الآخر إلي أن هذا الرأي هو رأي البدوي الشخصي. وعقب الزيارة أصدر الوفد بيانًا أكد فيه أن اللقاء تم فيه تبادل الرؤي واستعراض ثوابت الوفد والتزاماته بقيم الوحدة الوطنية والمواطنة والعدالة الاجتماعية وجري الحديث حول هذه المعاني التي لم تحمل خلافا بل اتفاقا بين الحزب والجماعة، بحسب البيان. وأشار البيان إلي الحديث حول أهمية المرحلة الحالية وما تتطلبه من تحقيق أكبر درجة ممكنة من التوافق الوطني، حتي إن رئيس الوفد أكد أن أشرف بلبع المنضم حديثًا للحزب كان مكلفًا رسميًا بتمثيل الوفد في مؤتمر القوي الوطنية الذي دعا إليه المرشد وأنه قام بالمهمة علي خير وجه، في حين أن التناقض يتضح بين كيفية تأكيد عدم وجود تنسيق وضرورة تحقيق أكبر قدر من التوافق، فضلاً عن تأكيد ضرورة الاستعداد للانتخابات أيضًا. ومن جانبه، رفض فؤاد بدراوي، نائب رئيس الحزب، الذي شارك في اللقاء التعليق علي الزيارة مكتفيًا بقوله: «رئيس الحزب هو الذي مثل الوفد وترأسه وهو الذي يتحدث».