بعد أيام من السجال المتبادل الذي بلغ ذروته عقب استضافة الجماعة في الأسبوع الماضي مؤتمر الأحزاب والقوى السياسية، زار الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" أمس بصحبة وفد عالي المستوى من قيادات الحزب مقر "الإخوان المسلمين" بالمنيل، في بادرة استهدفت على ما بدا طي صفحة الجدل بينهما خلال الفترة الماضية. أكد الجانبان خلال اللقاء على ضرورة أن تتفق كل الأحزاب والقوى السياسية على القواسم المشتركة فيما بينها، وأن تتعاون من أجل حل مشاكل مصر المتفاقمة، وشددا على أن الإسلام لا يعرف الحكومة الدينية، وأن الحكومة الإسلامية بطبيعتها حكومة مدنية. وتطرق النقاش إلى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وطالب الجانبان بالتصدي لكل من يريد أن يزرع الفتنة في مصر، وأكدا أن الشريعة الإسلامية تحمى حقوق كل المواطنين مسلمين ومسيحيين رجالا ونساءً. مثل "الوفد" قي اللقاء إلى جانب البدوي الدكتور على السلمي والمستشار بهاء الدين أبو شقة وفؤاد بدراوي، في حين مثل "الإخوان" المرشد الدكتور محمد بديع، والدكتور محمود عزت نائب المرشد، والدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة، والدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي، والدكتور محمد البلتاجى عضو مجلس الشعب والأمين المساعد للكتلة البرلمانية، ومحمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين. وحسم رئيس حزب "الوفد" ما أثير حول مشاركة حزبه في مؤتمر "الإخوان" في الأسبوع الماضي، قائلاً إن الدكتور أشرف بلبع مستشار الحزب للاتصال السياسي والذي حضر المؤتمر كان مكلفا رسميا من قِبله بتمثيل الحزب في المؤتمر وأنه مثله خير تمثيل وقام بالمهمة على خير وجه. وقال الدكتور جمال نصار المستشار الإعلامي لمرشد الإخوان، إن زيارة الدكتور السيد البدوي وقيادات الحزب جاءت ردا على زيارة المرشد لحزب "الوفد" لتهنئة الدكتور البدوي بفوزه كرئيس للحزب. ونفى أن يكون اللقاء قد تطرق إلى التنسيق بين الجانبين في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أن المؤسسات العليا في جماعة "الإخوان" وحزب "الوفد" لم يحسما بعد قرار المشاركة حتى الآن في الانتخابات، إلا أنه أكد أن الجانبين أكدا على أهمية الاستعداد الكامل للانتخابات وأن يتم التصدي لأي محاولة لتزوير إرادة الأمة. من جانبه، نفى ضياء رشوان الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن يكون موقف البدوي تجاه الجماعة متضاربًا، واصفا ما نسب إلى الأخير من تصريحات بأنه اجتهادات وتصريحات غير مؤكدة، وبالتالي فمسألة التضارب أو التناقض لا تحسم إلا عبر نشر بيان رسمي من الحزب ويصدر عكسه. جاء ذلك في سياق تعليقه ل "المصريون" حول تفسيره الزيارة خاصة في ضوء التصريحات التي نسبت إلى البدوي القول، إن جماعة "الإخوان" تشعر بالخطر والغيرة، بعد أن بدأ حزب "الوفد" يسحب البساط من تحت أقدامها على الساحة السياسية، وأن بلبع لم يكن يمثل الحزب إلى المؤتمر الأخير الذي نظمه الإخوان". وعن إمكانية وجود تعاون مشترك في الفترة المقبلة بين الحزب والجماعة وخاصة في الانتخابات البرلمانية القادمة، أوضح رشوان أن البدوي كان واضحا في هذا الموضوع في تصريحاته السابقة، حيث أكد انه لن يتعاون تعاونا ثنائيا وسيكون التعاون في إطار أوسع من خلال جبهة قومية أو وطنية. وأعرب عن اعتقاده بأنه لن يكون هناك تعاون ثنائي على المدى القريب أو البعيد بين الحزب والجماعة ولو حدث شيء من هذا القبيل سيكون ضمن إطار أوسع، مرجحا أن الفترة القادمة سنشهد إحياء جبهة ائتلاف الأحزاب، بعد أن علق "الوفد" عضويته فيها، قبل أن يتراجع عن القرار.