هندسة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة "صنع في مصر"    كشف المسكوت عنه بضياع تريليونات الجنيهات على مصر، خبير يضع حلًا لتعافي الاقتصاد المصري    انطلاق فعاليات المرحلة الرابعة من مبادرة أحلام الأجيال بالبحيرة    مستشار أبو مازن: السلطة الفلسطينية جاهزة لتولي مسئولياتها في قطاع غزة    وزيرة الاستيطان بإسرائيل تؤيد استمرار عملية السيطرة على غزة: حتى لو أدى ذلك إلى مقتل المحتجزين    التشكيل المتوقع للزمالك أمام مودرن سبورت بالدوري    الرياضية: اتحاد جدة يستهدف لاعب زينيت    في القصاص حياة.. تنفيذ حكم الإعدام في سفاح الإسماعيلية.. الجاني ذبح مواطنًا وفصل رأسه وسار بها أمام المارة في الشارع.. والمخدرات السبب الرئيسي في الجريمة البشعة    اندلاع حريق في مبنى مديرية الشباب والرياضة بالوادي الجديد (صور)    لماذا أنوبيس للقومي.. ومن هذا الإله على بوستر التجريبي؟!    عميد قصر العيني يتابع سير العمل في المستشفيات التابعة (صور)    المصرية للاتصالات : الانتهاء من ربط مصر والأردن من خلال الكابل البحري للاتصالات عالي السعة "كورال بريدج"    رئيس "المعاهد الأزهريّة" يتفقد امتحانات الدور الثاني للثانوية بأسوان    إجازة المولد النبوى .. 3 أيام متتالية للموظفين    "لن أخضع للتنمر".. كوك عضو الفيدرالي الأمريكي تتحدى ترامب وترفض تقديم استقالتها    رئيس الوزراء يلتقي محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي لبحث تعزيز الاستثمارات    امتحانات الثانوية العامة مستمرة وطلاب يؤدون امتحان الكيمياء والجغرفيا الدور الثاني    القبض على البرلماني السابق رجب هلال حميدة سببه قضايا شيكات بدون رصيد    رئيس الوزراء يبحث مع وزير النقل الياباني تعزيز التعاون وجذب صناعات السيارات    هل يجوز سؤال الوالدين عن رضاهم عنا؟.. أمين الفتوى يجيب    أمانة الجبهة الوطنية بسوهاج تعلن اختيار وتعيين كفاءات وقيادات بارزة لمهام الأمناء المساعدين    وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ أسوان الموقف التنفيذي لمشروعات الخطة الاستثمارية    "صحة لبنان": مقتل شخص في غارة إسرائيلية على بلدة دير سريان بقضاء مرجعيون    القاهرة الإخبارية: مصر ترسل قافلة المساعدات الإنسانية العشرين إلى قطاع غزة    أوكرانيا: نعمل على وضع مفهوم أمني لما بعد الحرب مع روسيا    وصول قيادات الجامعات لافتتاح معرض التعليم العالي بمكتبة الإسكندرية |صور    ضربها بملة السرير.. زوج يقتل زوجته إثر مشادة كلامية بسوهاج    إصابة 4 أشخاص في حريق هائل داخل فرن بالغربية    البلطي ب80 جنيها.. أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ    غدا.. ويجز يشعل مسرح «يو ارينا» بمهرجان العلمين    قبل مواجهة الأهلي.. اشتباه بإصابة محمود نبيل لاعب غزل المحلة بتمزق عضلي    رضا عبد العال: أحمد عبد القادر أفضل من تريزيجيه وزيزو والشحات.. وانتقاله إلى الزمالك وارد    رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية يتفقد مستشفى رأس التين العام بالإسكندرية    محافظ الدقهلية يشدد على انتظام العمل وحسن استقبال المرضى بعيادة التأمين الصحي بجديلة    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    رجل الدولة ورجل السياسة    نجم الأهلي السابق: مودرن سبورت سيفوز على الزمالك    «ظهر من أول لمسة.. وعنده ثقة في نفسه».. علاء ميهوب يشيد بنجم الزمالك    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    حلوى المولد.. طريقة عمل الفسدقية أحلى من الجاهزة    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    جيش الاحتلال يستهدف بلدة فى جنوب لبنان بصاروخ أرض أرض.. وسقوط 7 مصابين    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    "تجارة أعضاء وتشريح جثة وأدلة طبية".. القصة الكاملة وآخر مستجدات قضية اللاعب إبراهيم شيكا    الإسماعيلي يتقدم باحتجاج رسمى ضد طاقم تحكيم لقاء الاتحاد السكندرى    أخبار× 24 ساعة.. مياه الجيزة: عودة الخدمة تدريجيا لمنطقة كفر طهرمس    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في انتخابات رئاسة حزب الوفد..مستقبل علاقة الوفد بالحگم والمعارضة والإخوان
نشر في الأهالي يوم 02 - 06 - 2010

سيظل الوفديون والسياسيون والمهتمون بالشأن العام يتذكرون يوم 28 مايو 2010 لسنوات وعقود قادمة، ففي هذا اليوم شهد المقر الرئيسي لحزب الوفد في شارع بولس حنا بالدقي تجربة ديمقراطية جديدة، فمنذ الساعة العاشرة صباحا - موعد تسجيل الحضور للجمعية العمومية لحزب الوفد في أول انتخابات رئاسية تعددية
في الوفد - وحتي الساعة السادسة مساء ساعة إقفال باب التصويت، توافد علي الحزب 1483 من أعضاء الجمعية العمومية البالغ عددهم 2039 بنسبة حضور 73.72%، واستغرق فرز الأصوات وإعلان النتيجة أقل من ساعتين.
استدعت بعدها الهيئة المشرفة علي الانتخابات برئاسة د. إبراهيم درويش وعضوية حسين عبدالرازق والمستشار عزمي العشماوي المتنافسين الثلاثة علي رئاسة حزب الوفد وأعلنتهم بالنتائج، فتعانق محمود أباظة والسيد البدوي، ثم خرجا معا بصحبة منير فخري عبدالنور سكرتير عام الحزب وأعضاء الهيئة العليا المشرفة علي الانتخابات، إلي جموع الوفديين ليعلن د. إبراهيم درويش أمام كاميرات التليفزيون فوز د. السيد البدوي برئاسة حزب الوفد للسنوات الأربع القادمة بحصوله علي 839 صوتا بنسبة 99.56% من الأصوات الصحيحة (1472 صوتا) وحصول محمود أباظة علي 630 صوتا بنسبة 79.42% وإجلال سالم علي 3 أصوات، لترتفع الهتافات للوفد «ضمير الأمة»، وطوال يوم الانتخاب لم يهتف لأي من المرشحين وإنما للوفد، ولم ترتفع صور أي من المرشحين ورفعت صور زعماء الوفد الراحلين.. سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين، وإضافة إلي الهيئة العليا المشرفة علي الانتخابات ورؤساء لجان التصويت والشخصيات العامة وعددهم ثلاثون «منهم ثلاثة من قيادات حزب التجمع هم أمينة النقاش وسيد عبدالعال ونبيل زكي»، شارك 30 شابا من المجلس القومي لحقوق الإنسان في مراقبة الانتخابات، ومعهم مئات من الصحفيين والإعلاميين وكاميرات التليفزيون.
وعلي غير العادة حظيت انتخابات الوفد بتغطية إعلامية رسمية، فمنذ أشهر قليلة كان محمود أباظة يشكو من «حصار إعلامي مفروض علي الأحزاب المعارضة وعلي حزب الوفد تحديدا» ولكن ومع بدء المعركة الانتخابية في الوفد، تابع التليفزيون المصري المملوك للدولة المعركة، واستضاف محمود أباظة وسيد البدري في ثلاثة من برامجه التي تتمتع بنسبة مشاهدة مرتفعة، هي برامج «وجهة نظر» و«مصر النهاردة» و«من قلب مصر».
وفسر البعض هذا الانفتاح الإعلامي، بأنه جزء من سياسة إعلامية جديدة تعطي أخبار وآراء أحزاب المعارضة مساحة في الإعلام الرسمي، بينما اعتبر آخرون هذه التغطية مرتبطة بالقرار السياسي المتخذ بإنهاء وجود الإخوان المسلمين البرلماني كقوة المعارضة الرئيسية في مجلس الشعب، وضرورة السماح ببروز قطب معارض جديد مدني وليبرالي ممثلا في حزب الوفد، وأيا كان السبب فالمهم ألا يكون كسر الحصار لمرة واحدة ولحزب واحد، فمن الضروري أن تتحول هذه الممارسة إلي سياسة عامة وبالنسبة لكل الأحزاب والقوي السياسية والأحداث العامة.
اتجاهان.. وثوابت
وأي متابع لانتخابات رئاسة حزب الوفد يستطيع أن يرصد بوضوح وجود اتجاهين أو تيارين داخل الحزب ينطلقان - رغم الخلاف - من برنامج الحزب ومبادئه وما يسميانه «ثوابت الوفد».
التيار أو المجموعة الأولي يمثلها محمود أباظة ومحمد سرحان ويس تاج الدين نائبا رئيس الحزب ومنير فخري عبدالنور سكرتير عام الحزب، وسامح مكرم عبيد وحسين منصور السكرتيران العامان المساعدان وعبدالعزيز النحاس ومحمود علي وعصام شيحا أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد، وصلاح سليمان المستشار القانوني للحزب وعدد من رؤساء اللجان العامة للوفد في المحافظات، وهم مجموعة من كبار المهنيين وقمة الطبقة الوسطي.
وينتمي محمود أباظة إلي واحدة من أشهر العائلات المصرية، ضمت عددا غير قليل من الباشاوات والأعيان قبل الثورة توزعت انتماءاتهم السياسية بين الأحزاب المختلفة، وهو من مواليد 1948 ويبلغ من العمر 62 عاما وحاصل علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1971 وعلي دبلوم وماجستير في القانون من جامعة السربون في فرنسا، انضم لحزب الوفد عام 1984 واختير مقررا للجنة التنظيم عام 1985 ثم رئيسا للجنة الشباب عام 1986 ثم سكرتيرا للجمعية العمومية للحزب عام 1989 وعضوا بالهيئة العليا عام 1996، وعقب رحيل فؤاد سراج الدين وتولي نعمان جمعة رئاسة حزب الوفد،اختاره نائبا لرئيس الحزب عام 2001، وعقب الصدام مع جمعة وفصله من الحزب عام 2006 تم التوافق علي تولي أباظة رئاسة الحزب، وكان قد دخل مجلس الشعب لأول مرة عام 2005 نائبا عن دائرة التلين بالشرقية.
وكان أباظة قد أعلن عند انتخابه رئيسا للحزب عام 2006 أنه لن يترشح لفترة ثانية عام 2010، وعند ترشيحه فسر عدوله عن هذا الموقف المعلن أن جيل الشباب في الحزب والذي مازال في الأربعينيات «لم تظهر بينه شخصية أو مجموعة تستطيع أن تتحمل مسئولية قيادة الحزب في هذه الظروف.. ومعظم الأحزاب في العالم يقودها شباب في الثلاثينات والأربعينات من العمر»، وقدم أباظة كشف حساب عن إدارته للحزب خلال السنوات الأربع الماضية مركزا علي ما أسماه بحق تحديث الحزب، ممثلا في التحول من نظام إدارة «أبوي» في ظل رئاسة كاريزماتية وقامة عالية لأحد رواد الحركة الوطنية لمصر «فؤاد سراج الدين» إلي حزب حديث مؤسسي تحكمه لائحة توزع من خلالها المسئوليات علي رئيس الحزب والمكتب التنفيذي والهيئة العليا واللجان العامة، وتحدد مدة الرئيس في أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، واللجوء إلي الجمعية العمومية للحزب في اتخاذ القرارات الكبري، حيث عقد الحزب منذ عام 2006 وحتي عام 2010 ست جمعيات عمومية وثلاثة مؤتمرات عامة.
وأشار أباظة إلي أبرز المواقف السياسية لحزب الوفد خلال رئاسته، خاصة معارضة الوفد لبيع بنك القاهرة للأجانب، ورفضه لاقتراح الحكومة بيع وتصفية ما بقي من القطاع العام تحت اسم «الصكوك الشعبية»، ووقوفه ضد التعديلات الدستورية (34 مادة) التي اقترحها الرئيس مبارك وتقديم الوفد لاقتراحات وصياغات بديلة في اتجاه الجمهورية البرلمانية التي يدعو لها الوفد منذ عام 1978، والمطالبة بمراجعة قانون التأمين الاجتماعي وحق الفلاح في ضمانة ضد المرض والعجز، والمساهمة في إدخال تعديلات مهمة علي قانون التأمين الاجتماعي المعروض حاليا علي مجلس الشعب، والقيام بدور أساسي في عقد مؤتمر «البديل الآمن للوطن» بالمشاركة مع أحزاب «الائتلاف الديمقراطي» في مارس الماضي والقرارات المهمة الصادرة عنه.
أما التيار أو المجموعة الوفدية الثانية فيمثلها السيد البدوي وفؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب، ونواب مجلس الشعب طارق سباق ومحمد مصطفي شردي وعبدالعليم داود أعضاء الهيئة العليا وآخرون.
والسيد البدوي من مواليد طنطا بمحافظة الغربية عام 1952 أي أنه في الثامنة والخمسين أي من جيل الوسط في الوفد، انضم للحزب عام 1984، وتولي سكرتارية حزب الوفد بمحافظة الغربية عام 1985، وفي عام 1989 انضم للهيئة العليا للحزب وكان أصغر أعضائها سنا، وأصبح أمينا مساعدا للصندوق عام 1997 ثم اختاره نعمان جمعة سكرتيرا عاما للحزب عام 2000، وفي عام 2006 وبعد فصل د. نعمان جمعة وإصدار اللائحة الجديدة خسر موقعه كسكرتير عام أمام منير فخري عبدالنور بفارق صوت واحد، والبدوي حاصل علي بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1973، ويمتلك ويدير عددا من شركات الأدوية ويرفض وصفه بأنه من «رجال الأعمال» ويقول إنه من «رجال الصناعة»، وبدأ العمل العام مبكرا من خلال الحركة الطلابية وكان رئيسا لاتحاد طلاب الثانوي، وجاء ترشيحه لرئاسة الوفد مفاجأة فحتي أيام قليلة قبل فتح باب الترشيح كان فؤاد بدراوي هو الاسم المطروح لمنافسة محمود أباظة، وكما يروي السيد البدوي.. فبعد إعلان فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب ترشيحه لموقع رئيس الحزب أثيرت الشائعات بأن ترشيح بدراوي لهذا الموقع يعد ترسيخا لمبدأ التوريث بالحزب باعتباره حفيد فؤاد باشا سراج الدين، وهو ما رفضه بدراوي نفسه وأصر علي الابتعاد.
ويضيف البدوي أنه خلال حضوره الجمعية العمومية الطارئة لتعديل اللائحة في 16 أبريل التف حوله أعضاء الوفد وطالبوه بالترشيح «مما جعلني أشعر أن أعضاء حزب الوفد لهم دين في عنقي لابد من سداده» ويملك البدوي شركة سيجما للصناعات الدوائية وشركة سيجمانيك للصناعات الدوائية وشركة سيجما السودان للصناعة الدوائية وشركة المسار سيجما للصناعات الدوائية وشركة أوزمر فارم بسويسرا وشركة سيجما للإعلام وقنوات الحياة، وبمجرد ترشيحه لرئاسة الوفد فوض نائبه في الشركة بجميع اختصاصاته ليتفرغ للعمل السياسي.
الإقصاء
خلال المعركة الانتخابية برزت مجموعة من نقاط الخلاف بين التيارين والمرشحين.
- فهناك اتهام لمحمود أباظة بإقصاء المخالفين للرأي «فالدكتور نعمان جمعة بدأ فترة قيادته للوفد باستبعاد معارضيه، ومحمود أباظة نفس الشيء» كما يقول الدكتور سيد البدوي.
- واتهام آخر لأباظة «بعقد صفقات مع النظام الحاكم لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وانتخابات الرئاسة» وهو ما يستلزم بقاءه في رئاسة الوفد.
بالمقابل يتهم أنصار أباظة السيد البدوي بأن «ترشيحه ضد أباظة يخدم ما يريده النظام من عدم استقرار الوفد».
- غياب اللجان النوعية مما تسبب في تحول الحزب إلي جسد بدون فكر.. وإدخال العديد من التغييرات علي لائحة الحزب لتصبح لائحة شمولية.
- وجود العديد من المشاكل في لجان المحافظات في غياب أي دور للقيادة الوفدية لحلها.
- اتهام السيد البدوي لكل من منير فخري عبدالنور ومحمد سرحان بلعب دور مؤثر ليصبح الوفد في جزيرة منعزلة عن قضايا الوطن والمواطن، وليكون الوفد بعيدا عن «كل الحركات الاحتجاجية الموجودة في الشارع.. الوفد كان تاريخيا حزبا يضم كل التيارات المعارضة، ولم يكن حزبا أيديولوجيا.. كان يضم العديد من الأفكار والرؤي والتيارات من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار حيث كان لدينا الدكتور محمد مندور وقد كان شيوعيا، وكان لدينا الطليعة الوفدية، كان الوفد يستطيع استيعاب أي تيار وطني بداخله» كما قال السيد البدوي.
- المشكلة الخاصة بالعلاقة بالجمعيات الأهلية والتي فجرتها الجمعية التي يرأسها محمود علي عضو الهيئة العليا ومسئول القسم السياسي بصحيفة الوفد، وكانت الجمعية قد تلقت دعما مباشرا من الحكومة الأمريكية ضمن 6 جمعيات أعلن السفير الأمريكي بالقاهرة تمويلها وسلم مسئوليها الشيكات الخاصة بالتمويل، وبينما اتهم النائب عبدالعليم داود محمود أباظة والحزب بتقاضي أموال أمريكية عن طريق الجمعيات الأهلية، ركز السيد البدوي علي أهمية عدم الخلط بين عمل الجمعيات الأهلية والعمل الحزبي وعدم تغطية صحيفة الحزب لأنشطة هذه الجمعيات بالذات دون غيرها، مع تأكيده علي أهمية عمل ودور الجمعيات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان.
- ودار خلاف داخل هيئات الحزب حول صحيفة الوفد، فقد انتقد فؤاد بدراوي استخدام الصحيفة للترويج للسفيرة الأمريكية بالقاهرة، وأسلوب الإدارة التي ترفض زيادة أجور ومرتبات صحفيي الوفد، كذلك استخدام الوفد لمهاجمة السيد البدوي في باب العصفورة «تم إلغاؤه».
وانفرد عمار علي حسن صاحب قصة الصفقة المزعومة بين الوفد والوطني والتي نشرتها المصري اليوم باتهام أباظة بتبعية الحزب للأجهزة الأمنية وتورط أنصار أباظة في صفقات مع الحكومة!!.
وطرح كل من البدوي وأباظة برنامجه لتطور الحزب وسياساته خلال السنوات الأربع القادمة.
وقام برنامج محمود أباظة علي أربعة محاور، هي تجديد الهياكل التنظيمية ل 24 لجنة عامة في محافظات الجمهورية لتصل إلي مستوي 148 مركزا، وربط جميع مقار الحزب بشبكة إلكترونية وعمل دورات تدريبية للتواصل بين اللجان، وتحديث وسائل الإعلام في الحزب بما في ذلك الصحيفة المركزية وإنشاء إدارة خاصة للصحف الإقليمية وصدورها بشكل دوري في مختلف المحافظات، والعمل علي تطوير وسائل الاتصال بالأعضاء والجماهير عموما، وإنشاء معهد سياسي برئاسة د. علي السلمي، ومن الناحية السياسية فالبرنامج الذي أعده الحزب للانتخابات النيابية عام 2010 هو الوثيقة الأساسية لحركته.
معا للتغيير
وينتقد البدوي برنامج حزب الوفد الانتخابي ويقول إنه ضد ثوابت الوفد وغير واضح المعالم مقارنة ببرنامج الحزب عام 2005، ويطرح برنامجا تحت شعار «معا من أجل التغيير.. معا من أجل الإصلاح» يتضمن دعوة الهيئة الوفدية للاجتماع كل عام وانتخاب المكتب التنفيذي بالاقتراع السري من الهيئة الوفدية مباشرة، ومراجعة وتقييم أداء رئيس الحزب سنويا، وتنشيط اللجان النوعية المتخصصة باعتبارها وزارات ظل وتشكيل اتحاد للشباب الوفدي وإعادة إحياء اتحاد الطلاب الوفديين بالجامعات، وإنشاء تنظيم داخل الحزب يعني بشئون العمال والفلاحين، وإنشاء معهد للدراسات السياسية، وإعادة بناء وتطوير حزب الوفد.
والسؤال المطروح الآن بعد انتهاء المعركة الانتخابية وفوز السيد البدوي برئاسة الحزب.. هل ينفذ وعوده بجمع شمل كل الوفديين وعدم إقصاء المخالفين له في الرأي؟.. وهل سيتعاون الذين أيدوا محمود أباظة وهم غالبية أعضاء المكتب التنفيذي والهيئة العليا مع الرئيس المنتخب خاصة «منير فخري عبدالنور» السكرتير العام مؤكدين بذلك تمسكهم بالديمقراطية واحترام إرادة الناخبين.
وهناك ثلاث قضايا تهم الرأي العام وليس الوفديين وحدهم:
الأولي هي علاقة حزب الوفد بالحكم، وبعيدا عن قصص الصفقات التي تلصق بأحزاب المعارضة الرئيسية، فقد كان واضحا أن الجمعية العمومية للوفد «ترفض حالة المواءمات السياسية مع النظام، وترغب في رفع سقف مطالب الوفديين بالمشاركة السياسية الفعالة.. والرئيس القادم - أيا كان - مجبر علي أن يوسع دائرة المشاركة ويدخل في منافسة حقيقية وواضحة أمام الحزب الوطني» كما قال عصام شيحة.
الثانية تتعلق بموقف الرئيس الجديد من الائتلاف الديمقراطي وقرارات المؤتمر الذي عقده في مارس الماضي، فرغم تأكيده أن «الوفد حريص دائما علي وجود علاقات طيبة مع كل القوي السياسية في المجتمع المصري وهذا كان أمرا تاريخيا أيضا» إلا أنه لم يلق أي ضوء علي رؤيته لدور «الائتلاف الديمقراطي».
الثالثة تدور حول العلاقة مع الإخوان المسلمين، وقد أعلن البدوي.. «بعد عودة الوفد تحالفنا مع الإخوان عام 1948 تحت مباديء الوفد، لكننا رفضنا بعدها التنسيق، وأرفض التنسيق الانتخابي معهم مستقبلا.. كما أرفض التحالف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.