السفارات المصرية في 18 دولة تفتح أبوابها لاستقبال الناخبين في جولة الإعادة بمجلس النواب    محافظ قنا يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة العام الميلادي    الجامعة المصرية بكازاخستان تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من مركز "تراث"    بدء صرف الدفعة الثانية من الأسمدة الشتوية لمزارعي الجيزة عبر كارت الفلاح    موسكو تعلن تقدما ميدانيا شمال شرق أوكرانيا.. وبوتين يأمر بتوسيع المنطقة العازلة    زد يستدرج حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    4 قضايا أمام الإسماعيلى لرفع إيقاف القيد بعد إزالة مساعد جاريدو    أمم أفريقيا 2025| التشكيل المتوقع للجزائر وغينيا الاستوائية في لقاء اليوم    نظر جلسة محاكمة 3 فتيات بتهمة الاعتداء على الطالبة كارما بالتجمع بعد قليل    فتح التقديم بالمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026/ 2027 غدا    القبض على المتهمين بسرقة محل بلايستيشن فى مدينة 6 أكتوبر    الأمل فى 2026 التحليل النفسى لأبراج العام الجديد    الليلة... نجوم الطرب في الوطن العربي يشعلون حفلات رأس السنة    108 دقة جرس كيف يحتفى العالم برأس السنة كل عام؟    "هتعمل إيه في رأس السنة"؟.. هادعي ربنا يجيب العواقب سليمة ويرضي كل انسان بمعيشته    طبيبة تحسم الجدل| هل تناول الكبدة والقوانص مضر ويعرضك للسموم؟    «ماء الموز» موضة غذائية جديدة بين الترطيب الحقيقي والتسويق الذكي    لماذا ترتفع معدلات الأزمات القلبية في فصل الشتاء؟ 9 إرشادات طبية للوقاية    الصحة تؤكد أهمية تطعيم الحمى الشوكية لطلاب المدارس للوقاية من الالتهاب السحائي    إيمري يقلل من أهمية عدم مصافحة أرتيتا بعد مواجهة أرسنال وأستون فيلا    ليلة استثنائية.. نجوم الأوبرا وعلاء عبد السلام يفتتحون عام 2026 بأغانى الخلود    الحكومة تصدر قرارًا جديدًا بشأن الإجازات الدينية للأخوة المسيحيين| تفاصيل    الإمارات تستجيب لطلب السعودية وتنهي وجودها العسكري باليمن    «اتصال» وImpact Management توقعان مذكرة تفاهم لدعم التوسع الإقليمي لشركات تكنولوجيا المعلومات المصرية    التضامن: إلزام الأسر المستفيدة بالمشروطية التعليمية ضمن برنامج تكافل وكرامة    مطار الغردقة الدولي يستقبل 19 ألف سائح على متن 97 رحلة طيران احتفالا بليلة رأس السنة    محمد جمال وكيلاً لوزارة الصحة ومحمد زين مستشارا للمحافظ للشؤون الصحية    تجديد حبس عاطلين قتلا مالك كافيه رفض معاكستهما لفتاة في عين شمس    اليوم.. نظر محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة الإرهابية    تعرف على سعر الدينار البحريني أمام الجنيه في مصر اليوم الأربعاء 31-12-2025    أسعار البيض اليوم الأربعاء 31 ديسمبر    اليوم.. نظر محاكمة المتهم في قضية «صغار الهرم»    دميترييف يسخر من تمويل أوروبا المتحضرة للمنظمات غير الحكومية لغسل أدمغة الناس    وفاة إيزايا ويتلوك جونيور نجم مسلسل "The Wire" الشهير عن 71 عاما    نتنياهو: عواقب إعادة إيران بناء قدراتها وخيمة    نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    قبل المباراة المقبلة.. التاريخ يبتسم لمصر في مواجهة بنين    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان والوفد بين صراع الضغط على النظام وحمل شارة المعارضة
نشر في الدستور الأصلي يوم 28 - 07 - 2010

معروف في لغة السياسة وجود التحالفات والتربيطات والتكتلات حتي بين الأعداء، وعادة ما يجمع الساسة مبدأ «عدو عدوي حبيبي» وخلال العام الحالي شهدت بريطانيا انتخابات ديمقراطية أطاحت ببروان زعيم العمال، لم تنجح المعارضة في الإطاحة بالعمال إلا عندما تحالفت، فهل تتحالف المعارضة في مصر للإطاحة بالحزب الوطني؟ السؤال وإن كان صعباً وإجابته مضنية إلا أن السوابق التاريخية تبعث بصيصاً من الأمل! المشهد السياسي الحالي يؤكد أن أقوي قوتين يمكنهما التحالف ضد الوطني هما الإخوان والوفد وإذا كان رئيس حزب الوفد ينفي التحالف ويستبعده فلماذا لا يكرر البدوي وبديع ما فعله عمر التلمساني مرشد الإخوان وفؤاد سراج الدين - رئيس حزب الوفد - عندما تحالفا سوياً عام 84؟! قد تعتقد أن ما يحدث ليس إلا زيارات بروتوكولية أو حمل علاقات عامة تسوقية للطرفين، أو تذهب إلي أنها مجرد «شدة غربال» سواء للمرشد الجديد أو لرئيس الوفد الجديد، وربما يكون الهدف من التنسيق بهذا الشكل هو وجود تخوفات إخوانية حقيقية من غدر كبير من النظام للإطاحة بهم بالإخوان، لذا «الجماعة» تسعي لتوطيد علاقتها أو أن يكون هناك صراع خفي بينهما أو اتفقا علي أن يعملان سوياً بنظرية الضغط علي النظام حتي يتولد الانفجار، فهل سيقف النظام والحزب الوطني موقف المتفرج من كل ما يحدث؟!

لماذا لا يكرر السيد البدوي ومحمد بديع تحالف 84 بين سراج الدين والتلمساني؟!
الكل يتحدث عن تحالف منتظر بين الإخوان والوفد، لكن رد الدكتور السيد البدوي كان حاسماً، أكد الدكتور السيد البدوي - رئيس حزب الوفد - أنه لا تحالف أو تنسيق مع الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب القادمة وأن زيارته للمرشد العام للإخوان المسلمين هي زيارة ودية جاءت ردا علي زيارت المرشد للحزب لتهنئته بعد فوزه في الانتخابات.
بل ذهب «البدوي» إلي أبعد من ذلك ووصف تكرار تحالف الوفد مع الإخوان الذي حدث في انتخابات مجلس الشعب عام 84 بأنه أمر مستحيل، مبرراً أن التحالف وقتها تم وفق قواعد الوفد ولم ترفع شعارات سوي شعارات الوفد وإلي ميول عمر التلمساني الوفدية.
لذا تلوح في الأفق صورة عمر التلمساني - مرشد الإخوان - وفؤاد سراج الدين - رئيس حزب الوفد الجديد - وتحالف عام 84 الذي نتج عنه دخول الانتخابات بقائمة واحدة، فلماذا لا يكرر البدوي وبديع نفس التحالف؟!
المشهد تقف أمامه في حيرة شديدة، وهذه التصرفات والتحركات السريعة والغريبة بين الوفد والإخوان لها أكثر من احتمال، أول تلك الاحتمالات تكون تلك الزيارات المتبادلة ليست إلا زيارات بروتوكولية أو مجرد حملة علاقات عامة تسوقية ودعاية غير مباشرة للطرفين، فالمرشد يحتاج لأن يتعرف الناس علي أفكاره وطريقته خاصة بعد اتهام اختطاف التيار القطبي للجماعة من الإصلاحيين، وما تردد عن اهتمام الجماعة أكثر بالدعوة وترك النشاط السياسي بعد خروج عاكف، لكن زيارة المرشد للوفد واستقباله للبرادعي ومن بعده السيد البدوي ينفي هذه الصورة السلبية التي تم الترويج لها عن المرشد الجديد الذي لم يكن يعرف أحد عنه شيئاً حتي وقت تنصيبه مرشداً بمن فيهم قواعد الجماعة أنفسهم!
أما السيد البدوي، فجاء بنظرية «شدة الغربال الجديد»، حمل لواء التغيير داخل حزب الوفد، لكنه مثل بديع، لم ينقلب علي من سبقوه بل حاول لملمة الشمل داخل الحزب، واستقطب آخرين من الرموز خارجه، وكثّف نشاطه، وزادت سخونة تصريحاته، فالحزب الذي كان مستأنساً ومستبعداً طيلة 20 عاماً مضت يحلم أحد شبابه الذين عاصروا مجده أن يبثوا فيه الروح من جديد.
الأمر الثاني أن يكون الهدف من التنسيق بهذا الشكل هو تخوفات إخوانية مستقبلية من غدر كبير من النظام، قد يجد الفرصة مواتية لتمهيد الطريق بالإطاحة بالإخوان وطردهم شر طردة من الحياة السياسية البرلمانية بعد الدلالة الكبيرة في الداخل والخارج لنجاحهم بنسبة 20% من مقاعد البرلمان الماضي، لذا فليس مستبعداً أن يكون لدي الجماعة تخوفات من فقدانها الشرعية البرلمانية، لذا تسعي لتوطيد العلاقة بالأحزاب لتكون حائط صد معها في حالة تلقيها هجوماً عنيفاً من النظام ولن تجد الجماعة حزباً يساندها ويدعمها في الوقت الراهن كما يمكن أن يدعمها حزب الوفد، ليس بسبب التاريخ القديم للتحالف بين الطرفين، وإنما لأن الأحزاب الأخري واخده علي خاطرها زيادة عن اللزوم من الإخوان، فحزب التجمع متشدد من ناحية الجماعة ورئيسه رفعت السعيد يستشيط غضباً لو حد جاب سيرة «الجماعة» أمامه، ويلعن سلسفينها دائماً من مكتبه علي صفحات الجرائد القومية، والحزب الناصري فيه من الرواسب التاريخية مع الإخوان في الحقبة الناصرية ما يجعله يتخوف من التحالف مع الجماعة !
الاحتمال الثالث قد يكون متعلقاً بصراع خفي بين ثاني وثالث قوتين عظميين سياسياً حالياً للحصول علي مكاسب أكثر من خلال صفقات مستقبلية مع النظام الحاكم، فالإخوان لم يغلقوا حواراتهم مع الدولة ولا صفقاتهم معها، والوفد ليس بعيداً عن النظام، وتربط رئيسه علاقة وطيدة بالأمين العام للحزب الوطني، والسياسة تعرف التحالفات حتي بين الأعداء، فإسرائيل تتشكل حكومتها من تحالف بين حزبين، وبريطانيا لما تشكلت حكومتها الأخيرة بعد رحيل بروان من تحالف بين حزبين - بالمناسبة طرفا التحالف في بريطانيا في الأربعينات من عمرهما.
الأمر الرابع أن يكون الوفد والإخوان يعملان بنظرية الضغط يولد الانفجار، وأن هناك رغبة داخلية وغير معلنة من الطرفين لاستعادة أمجادهما السياسية، فالوفد أعرق وأقدم حزب سياسي، والإخوان أقدم قوي سياسية، وتعرضا منذ ثورة يوليو وحتي وقتنا هذا لتنكيل شديد، وهي الثورة التي يستمد منها نظام مبارك شرعيته الحالية، أوعلي الأقل تعود الأحداث إلي ما كانت عليه عند عودة حزب الوفد الجديد بحكم قضائي ووصول توزيع جريدته إلي 800 ألف نسخة عندما كان مصطفي شردي رئيساً للتحرير، وأن يرجع الإخوان إلي وقت كان فيه عمر التلمساني يتحاور مع السادات، فالتاريخ لن ينسي للسادات قولته الشهيرة: «اسحب شكواك يا عمر أنا باخاف من ربنا»!
الأمر الخامس والأخير أن يكون هدف الوفد من تلك الزيارة التاريخية هو سحب البساط من تحت أقدام الإخوان المسلمين ليتقدم الوفد المشهد السياسي ويحمل الراية وشارة كابتن المعارضة نيابة عن الجماعة التي يجزم القاصي والداني أنها ملأت الفراغ السياسي للأحزاب السياسية طوال حكم قانون الطوارئ. التحالف بين الطرفين ليس سهلاً ولكنه يحتاج إلي أرضية صلبة للوقوف علي نقاط اتفاق علي الأقل وتنحية الجوانب الخلافية جنباً، وإذا كان الإخوان رأسهم وألف سيف إن القبطي لا يصلح لرئاسة الجمهورية وإن شعارهم سيظل الإسلام هوالحل، فإن الوفد الحزب الليبرالي لن يتنازل هوالآخر عن ثوابته التاريخية، لذا فالطرفان يجتمعان علي أهمية التعديلات الدستورية، وموقفهما داعم للبرادعي كشريك في التغيير، وكلاهما مع تقليص الصلاحيات اللامحدودة لرئيس الجمهورية ومع الإشراف القضائي علي الانتخابات ووجود ضوابط عملية وحقيقية وليست شفهية لنزاهتها، وكلاهما ضد حالة الطوارئ وليسا مع التطبيع الإسرائيلي، فكانت تصريحات السيد البدوي الأخيرة مدوية، عندما قال إن أول قرار سيتخذه هو إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إذا ما تم انتخابه رئيساً للجمهورية.
السؤال الأهم هو: هل سيقف النظام والحزب الوطني موقف المتفرج من كل ما يحدث؟ بالطبع الإجابة هي: لا بالتلاتة، لا الحزب الوطني ولا النظام عنده أدني استعداد للتنازل أو الاستسلام حتي آخر نفس، والكل يذكر أنه عندما تحالف الوفد والإخوان في 84 جاء لهم برفعت المحجوب رئيساً لمجلس الشعب، ليضرب عصفورين بحجر، فالرجل موسوعة دينية وسياسية يمكنه مقارعة الإخوان بالحجة والدليل، كما أنه محسوب علي ثورة يوليو المعروف موقفها من حكومة الوفد التي كانت تحكم مصر قبل الثورة.
لا يعرف أحد علي وجه الدقة إذا كان تكتيك الحزب الوطني سيختلف أم لا، لكن المؤشرات تقول إنه سيبقي علي فتحي سرور صمام الأمان التشريعي للنظام خلال السنوات الماضية، ولعل كلماته الأخيرة لنواب الإخوان والمستقلين عندما قال لهم في الجلسة الأخيرة «ح توحشونا» لها دلالة بأنه باق وأنهم راحلون!
سياسيون: اتفاق القوي السياسية مع الوفد والإخوان سيربك النظام جداً.. والدولة ستحاربهم بالاستقطاب !
تباينت ردود السياسيين والخبراء حول تطورات العلاقة بين الوفد والإخوان والزيارات المتبادلة بين قيادتي أكبر كيانين سياسيين في مصر حالياً، الدكتور أشرف بلبع - مستشار حزب الوفد - للاتصال السياسي قال: إن هناك قراراً واضحاً من الهيئة العليا لحزب الوفد ولا يزال سارياً حتي الآن نصه أنه لا ائتلاف مع الإخوان والموضوع له حساسية لكن العلاقة بين الوفد والإخوان في عهد البدوي شهدت تطوراً وتشهد احتراماً كبيراً لقيمة النقاش والحوار وهناك قضية كبري تشغل جميع القوي السياسية وهي نزاهة الانتخابات وهو ما استلزمت دعوة الوفد لجميع القوي تحت شعار «لا انتخابات دون ضمانات».
وأضاف: لقاءات الوفد والإخوان ليست مناورة سياسية، ورؤية الوفد واضحة لالتزام الدولة بضمانات لنزاهة الانتخابات وتوجيهها كمطالبة لرئيس الجمهورية، والقوي السياسية عليها السعي وإدراك النتائج، وعندما ذهبت للقاء المرشد قبل زيارة البدوي للوفد كان مثمراً ولم يكن الحوار بيني كممثل للوفد بناء علي تكليف من رئيسه وبين الإخوان لقاء ثنائيا، وإنما كان بين جميع القوي السياسية .
ضياء رشوان - الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - يري أن لقاء البدوي والإخوان يرتبط أساساً بالدعوة التي وجهها حزب الوفد لمؤتمر 5 أغسطس، ويدرك السيد البدوي جيداً أن نجاح المؤتمر مرهون بمشاركة الإخوان فيه، وأضاف: أري أيضاً أن جزءاً من هذا المؤتمر هدفه سحب شارة قيادة القوي السياسية من الإخوان ومنحها لحزب الوفد خاصة بعدما كان واضحاً قوة الإخوان في المؤتمر الأخير الذي عقده المرشد، ونجاح مؤتمر 5 أغسطس يعتمد علي جدول أعماله، فإذا كان بسيطاً سينجح أما لو كان معقداً فسيفشل فشلاً ذريعاً.
وحول إمكانية تكرار تحالف 84 بين الإخوان والوفد، أضاف رشوان: لن يحدث أبداً أي تحالف بين الإخوان وأي حزب ولن يتكرر ما حدث في 84 مع الوفد أو في 87 مع الأحرار والعمل ، وذلك لوجود مشاكل نشأت بين الإخوان والقوي السياسية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، منها أن الإخوان كانوا ضد خالد محيي الدين ، ووقفوا كذلك ضد حمدين صباحي .
وعن وجهة النظر التي تقول إن الصعود الكبير لعودة حزب الوفد للحياة السياسية هو رغبة أساسية من النظام ليكون الوفد بديلاً عن الإخوان، أضاف: هذا يتناقض مع زيارة البدوي للإخوان في عقر دارهم، فلو هناك رغبة في أن يكون بديلاً ما زارهم البدوي، لأن مؤتمر 5 أغسطس لو نجح بحد أدني وهو اتفاق القوي السياسية مع الوفد والإخوان سيربك النظام جداً، أما الدولة فستحارب هذا النجاح بمحاولة استقطاب بعض الأحزاب المتحالفة وإغراءها كما اعتادت من قبل .
وأضاف رشوان: في تصوري أن قوي المعارضة ضيعت فرصة كبيرة عند مد قانون الطوارئ، فلو كانت قد بدأت معارضته بشكل أوسع قبل إقرار البرلمان له بمدة كافية، ربما كان هناك جديد، لكن هذا لم يحدث، وكذلك أندهش من كلام البعض عن التعديلات الدستورية حالياً، ولا يدرك هؤلاء أن التعديلات لها مواعيد وإجراءاتها تأخذ 3 أشهر وفق المواعيد التي يحددها الدستور، وبالتالي إذا بدأ البرلمان في ديسمبر فلن تتم أي تعديلات دستورية قبل مارس المقبل أي بعد 8 أشهر .
وعن تحليله لأهداف حزب الوفد من التحرك، قال: أظن أن الوفد يعمل لمشروع قانون لعرضه علي الرئيس مبارك لفرضه في غياب البرلمان، لأن المادة 88 من الدستور لا تحظر الإشراف القضائي علي الانتخابات لكن القانون هو الذي يحظرها، فالمعارضة لا ينبغي أن تزيد من المهام الملقاة علي عاتقها وأن تضيع الوقت دون جدوي .
أما الدكتور حمدي حسن - نائب الإخوان المسلمين - فقال أعتقد أن العلاقات بين الوفد والإخوان وثيقة وتتعرض للشد والجذب وفق الأجواء السياسية لكنها تصب في صالح الوطن بشكل عام، وما يفعله الإخوان حالياً هو محاولة التنسيق بين القوي السياسية لوقف تزييف الانتخابات، في ظل الظروف الصحية للرئيس والنظام ككل وهو ما يتطلب الوقوف علي مشروع وطني للخروج من الأزمة.
وأضاف: إذا نجح التنسيق سيكون له قوته، سوف يزداد في المرحلة المقبلة ولن تزداد نقاط الاتفاق بين الطرفين إلا بالحوار، فمن النقاط التي تجمع الوفد والإخوان تعديل الدستور وضمان نزاهة الانتخابات والتصويت بالرقم القومي وحق المصريين في الانتخاب والإشراف القضائي وقانون ممارسة الحقوق السياسية .
وعن نقاط الاختلاف بين الجانبين وتحديداً فيما يتعلق بقضايا المرأة والأقباط، أضاف حسن: أياً ما كانت نقاط الاختلاف فالحوار يحجمها، وما يروج له البعض بأن الإخوان يريدون دولة دينية غير صحيح، فالإسلام في ذاته يدعو للدولة المدنية، كما يحمي حقوق الأقباط وبرز ذلك في الأزمة الأخيرة الخاصة بالزواج الثاني لأقباط، والحقيقة أن الحديث عن تولي قبطي للرئاسة نوع من الترف السياسي، فهذه النقاط يمكن تأجيلها لأن الظروف الحالية لا تسمح لا للقبطي ولا للمسلم ولا للمرأة بتولي المنصب .
وحول المقارنة بين انتخابات حزب الوفد وانتخابات مكتب الإرشاد ومكتب شوري الإخوان الأخيرتين، أضاف حسن: انتخابات الوفد كانت انتصاراً لإرادة الوفديين خاصة بعد أحداث 2006 التي أدت إلي إحراق مقر حزب الوفد ومعركة الرصاص وهذا لم يحدث في الإخوان، ولولا عراقة حزب الوفد لكانت تلك الأحداث قد أعاقت الحزب وشلت حركته إلا إنه انطلق من جديد .
أما الإخوان فكان فيها اعتراضات من بعض الأفراد وهذا دليل علي النزاهة وعلي أن الجماعة ديمقراطية، وكما ترك رئيس الوفد مقعده طواعية .. ومرشد الإخوان رحل من منصبه بمزاجه أما مبارك فلا يريد ترك الكرسي أبداً، والانتخابات الأخيرة للإخوان أكدت أنه ليس صحيحاً أن المرشد له كامل السمع والطاعة، فمكتب الإرشاد رفض رغبات المرشد وكان هذا علي عينك يا تاجر زي ما بيقولوا كما أن الإخوان يؤمنون بالعمل الجماعي والمؤسسية وهذا ما تم في انتخابات الوفد والإخوان أما الحزب الوطني فلم يشهد انتخابات داخلية حقيقية علي مقاعده وإنما كلها كانت شكليات للتجميل ولا تعبر عن إرادة أعضائه.
واعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع - الباحث بمركز الأهرام - أن لقاء الوفد والإخوان نوع من التنسيق والتدارس بين القوي السياسية وليس تحالفاً، وقال إنه ليس معروفاً عما إذا كانت درجة التنسيق هذه قد تصل فيما بعد إلي نوع من التحالف كما حدث في 84 أم لا؟ وقد يكون تحالفاً بشكل أقل أو أكبر، لكنه في النهاية دعاية مشتركة للطرفين في ظل حالة من الغموض، وذهاب رئيس حزب الوفد إلي المنيل يؤكد وجود حالة من السيولة المفضلة خاصة بعد التلاسن الذي حدث مؤخراً بين أحزاب الجبهة والوفد والتجمع، إضافة إلي الخلافات داخل الجمعية الوطنية للتغيير، لذا فاللقاء بين المرشد ورئيس حزب الوفد نوع من الحلحلة ووارد أن تكون تلك اللقاءات حملة للعلاقات العامة.
وحول جدوي التنسيق بين الإخوان والوفد، قال ربيع: البلد محكوم بنظام انتخابي والحكم هو صندوق الانتخابات وبالتالي لو تم اتفاق القوي الوطنية ستكون انتخابات مجلس الشعب المقبلة أفضل حالاً مما كانت عليه انتخابات الشوري الأخيرة لكنها لن تكون كما كانت انتخابات 2005، فنسبة ال 88 مقعداً الذين حصل عليهم الإخوان في 2005 سيتم توزيعها علي جميع القوي السياسية بما فيها الإخوان الذين لن يتجاوز عدد مقاعدهم في البرلمان المقبل عن 10 مقاعد لأن التمثيلية لا بد أن تكتمل وأي رئيس حزب من الأحزاب الصغيرة مهما كان حجم ضآلتها سيدخل الانتخابات البرلمانية وسيفوز حتي يضمن الحزب الحاكم مشاركته في تمثيلية انتخابات الرئاسة .

تاربخ الإخوان والوفد
1942: ترشح المرشد العام حسن البنا عن دائرة الإسماعيلية لمجلس النواب فقام النحاس باشا - الوفدي - بمفاوضته حتي يتنازل فوافق البنا بشرط إحياء الأعياد الإسلامية وإلغاء البغاء وغلق بيوت الدعارة وتحريم الخمر والسماح بإصدار جريدة يومية للإخوان!
1944: ترشح حسن البنا وعدد آخر من قيادات الإخوان وتدخل الجيش الإنجليزي ومنع الناخبين من التصويت لمرشحي الإخوان، ولم يفز الإخوان بأي مقعد.
1976: كانت أول مرة نجح فيها الشيخ صلاح أبو إسماعيل ليصبح أول نائب إخواني في البرلمان.
1979: نجح الحاج حسن الجمل والشيخ صلاح أبو إسماعيل وخلال تلك الدورة تم تعديل الدستور لتصبح الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
1984: نتيجة تحالف التلمساني وسراج الدين، دخلا الانتخابات بقائمة موحدة ضمت الإخوان والوفد نتج عنها نجاح34 مقعداً للتحالف لكنه تم حل المجلس بداية 1987.
1987: حصل الإخوان علي 37 مقعدا لكن بعد انفصالهم عن حزب الوفد وتحالفهم مع العمل والأحرار وهو ما نتج عنه فوز التحالف ب 56 مقعدًا، وكان من رموز نواب الإخوان في ذلك الوقت مأمون الهضيبي ومهدي عاكف وأحمد سيف الإسلام حسن البنَّا ومحمد حبيب وعصام العريان، وكان تحالف الإخوان يضم أول نائب قبطي منتخب في البرلمان بعد عودة التعددية وهو النائب القبطي جمال أسعد عبد الملاك.
1995: رشح الإخوان 150 مرشحا ولم ينجح منهم أحد إلا نائب واحد!
2000: فاز الإخوان ب 17 مقعدا.
2005: رشح الإخوان 160 مرشحا فاز منهم 88 مرشحاً وتم إسقاط العضوية عن أحدهم بينما توفي آخر، لكن الوفد لم يفز سوي ب 6 مقاعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.