تقرير - مى زكريا وأسامة رمضان ونهى حجازى وإنجى نجيب في رد فعل غاضب علي زيارة د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد لمكتب إرشاد الجماعة المحظورة اعتبرت قيادات أحزاب المعارضة هذه الزيارة تحمل بين طياتها بوادر تنسيق غير معلن بين الوفد والإخوان.. وذهب فريق منهم إلي أن اللقاء يمهد للطريقة التي سيتم بها التعامل خلال المعركة الانتخابية المقبلة وما إذا كان هناك تنظيم للدوائر التي سيخوض بها كل فريق المنافسة من عدمه.. فضلاً عن إبعاد الوفد لأحد مرشحيه عن دوائر بعينها إرضاء للجماعة المحظورة. واعتبر عدد منهم أن زيارة رئيس الوفد لمكتب الإرشاد تمثل سقطة سياسية وقع فيها حزب شرعي إذ ارتضي التعامل بشكل مباشر مع جماعة غير شرعية ومحظورة قانوناً. بينما قال ياسر رمضان نائب رئيس حزب الأحرار إن زيارة رئيس الوفد مقر مكتب الإرشاد قبل أيام تأتي في إطار المواءمة السياسية من خلال تنظيم العلاقات بين حزب كبير في حجم الوفد وجماعة دينية تشتغل بالسياسة، مشيراً إلي أن العلاقات بين الجماعة والوفد ليست بالضرورة أن تكون تنسيقاً مباشراً. وأوضح أن المواءمة السياسية التي سعي لها البدوي كانت في رأيه تسير وفق أمرين الأول هو أن الزيارة تمهد لإبعاد الإخوان عن دوائر مرشحي الوفد أو تنظيم طريقة سير العملية الانتخابية بينهم حتي لا يحرق مرشحو الفريقين بعضاً، وإذا ما ترشحوا في نفس الدوائر واحدة فيكون هذا لصالح الحزب الوطني. ودلل رمضان علي رؤيته بإعلان البدوي عن عزم الوفد عدم الدفع برامي لكح رجل الأعمال المنضم حديثاً للحزب خلال الانتخابات المقبلة ضد جمال زهران وهذا الموقف كان معلناً قبل بدء الانتخابات. وأشار نائب رئيس حزب الأحرار إلي أن الأمر الثاني قد يكون مرتبطاً بطريقة الانتخاب الفردي الذي يعني عدم وجود ميزة نسبية للأحزاب رغم تعديل الدستور وبالتالي فإن الإخوان سيعملون وفقاً لمنهجهم في خوض المعركة بشكل منفرد في كل الدوائر التي ينزلون علي مقاعدها في حين أن الأحزاب لو كانت تخوض الانتخابات وفق نظام القائمة لحد ذلك من إمكانية وجود الإخوان داخل البرلمان.. مستبعداً حدوث أي تنسيق بين حزبه والإخوان قائلاً: نحن لسنا الوفد الذي يملك أدوات تؤهله للتنسيق مع أي أحد، لأنه لم يتعطل لمدة 10 سنوات كما حدث في الأحرار. ومن جانبه قال موسي مصطفي موسي رئيس حزب الغد إن زيارة البدوي رغم إعلانه أنها ليست للتنسيق مع الإخوان، فإن هذا فحوي ما يبدو من ظاهرها.. لافتاً إلي أن قدوم البدوي للوفد جعله يأخذ درجة كبيرة من «الشو الإعلامي» وبالتالي قد يسمح لهم ذلك التعاون بالظهور بأكبر قدر لمرشحيهم بسبب تركيز وسائل الإعلام علي الوفد. وأوضح موسي أن ما دعا إليه رئيس الوفد خلال حديثه التليفزيوني بإلغاء معاهدة السلام يأتي أيضاً في إطار المزايدة الانتخابية أو أنه رأي شخصي، خصوصاً أن المعلن من مواقف الوفد أنه يعبر عن هذه الاتفاقية بترحاب وليس هناك ما يضيره منها، ملمحاً إلي احتمالات وجود تنسيق غير معلن أو مباشر بين مرشحي الجماعة والحزب يضمن للوفد إضافة أكبر قدر من المقاعد. د. حسام عبد الرحمن رئيس الحزب الجمهوري الحر ورئيس كتلة أحزاب المعارضة أشار إلي أن زيارة البدوي لمرشد الإخوان «سقطة سياسية وفدية» فلم يكن ينبغي عليه كحزب رسمي أن يتجه لجماعة غير شرعية، لأن هذا التصرف يعد اعترافاً بشرعية الجماعة عكس محاولات الجماعة للتقرب من الأحزاب لاكتساب الشرعية. وأضاف عبد الرحمن أن طبيعة الإخوان تعتمد علي السعي لاستقلال القنوات الشرعية ممثلة في الأحزاب لاكتساب الشرعية ولتحقيق أهدافها غير المعلنة في القضاء علي الأحزاب السياسية بدلاً من الاستمرار في لعبة «القط والفأر» لضرب عمق الشرعية السياسية في مصر، مستنكراً موافقة حزب سياسي علي التقليل من شأن نفسه بذهابه لمقر الجماعة المحظورة واعترافه ضمنياً بشرعيتها، مؤكداً أن حزبه لا يفكر في التعاون مع هذه الجماعة لرفضه أن يتحول إلي أداة في أيديهم للضغط علي الدولة لتحقيق مكاسب سياسية. واعتبر عادل القلا المتنازع علي رئاسة حزب مصر العربي الاشتراكي أن هذه الزيارة تدخل في إطار محاولة حزب الوفد الحصول علي دور خلال الفترة المقبلة التي تشهد تراجعاً ملحوظاً في إضراب المعارضة نتيجة لضعفها وأن البدوي أراد أن يكسب من خلال هذه الزيارة مساندة الإخوان في معارك حزبه الانتخابية المقبلة. بينما ذهب وحيد الأقصري، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، إلي أن توقيت زيارة البدوي للإخوان يرمي ناحية التنسيق الانتخابي معها في المستقبل، والاستفادة من أصواتها في دعم مرشحيها. علي النقيض من هذا كان حزب «الكرامة» -تحت التأسيس- قد شارك وفد منه باللقاء الذي عقده الإخوان مؤخرًا للقوي السياسية إذ قال محمد بيومي منسق الكرامة إن اللقاء جاء في إطار العلاقات العامة بين الطرفين، لا أكثر ولا أقل، وإنه جاء ردًا لزيارة المرشد السابقة لحزب الوفد، فضلاً عن أنها -أي الزيارة- تأتي ترضية للجماعة - علي حد وصفه - بعد التصريحات المهاجمة للجماعة التي أطلقتها قيادات الهيئة العليا بالوفد، وانتقدت خلالها الأخوان بشدة! أحمد جبيلي رئيس حزب الشعب ألمح إلي أن زيارة البدوي، للإخوان، وإن تم تبريرها بأنها رد لزيارة محمد بديع مرشد الجماعة للوفد، تنال من أسهمه، خصوصًا أن الوفد كان قد سبق له التحالف مع الإخوان في انتخابات سابقة لكن سرعان ما انقلب عليه الإخوان، وتحالفوا مع أحزاب أخري.. وكانت نهاية هذه الأحزاب علي أيديهم، مثل حزب العمل بعد أن توغلوا فيه وفرضوا سيطرتهم عليه. وأوضح جبيلي أن السيد البدوي الذي جاء لرئاسة الوفد بعد تصويت ديمقراطي، كان يجب عليه أن يعيد حساباته أكثر من مرة قبل أن يقبل علي مثل هذه الخطوة. فيما اعتبر ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل إن هذه الزيارة «مجاملة» ورد لزيارة الإخوان للوفد عندما فاز البدوي برئاسة الحزب مشيرًا إلي أنه غير مقبول أن يكون هناك تنافر وتخاصم بين أي من القوي السياسية، لكن هذا لا يعني أن يكون هناك تنسيق فيما بينهم.