كتب - مجدي الكفراوي واحمد سميح - ورهام محمود وتغريد الصبان أثار المعرض العام في دورته الثالثة والثلاثين حتي قبل افتتاحه بفترة ضجة واسعة في الأوساط التشكيلية، نتيجة كبر عدد الفنانيين المرفوضين ومنهم أصحاب التاريخ الفني الطويل. المعرض افتتح الاثنين الماضي ضمن فعاليات مهرجان الإبداع التشكيلي الرابع حيث شارك فيه هذا العام 322 فنانا وفنانة بواقع 449 عملا فنيا في كل المجالات الفنية، تنوعت خلالها الأعمال المعروضة بين الرسم والتصوير والنحت وفنون الميديا وغيرها من الفنون. استطلعنا في روزاليوسف آراء عدد من النقاد والفنانين علي المعرض الفنان والناقد أحمد الجنايني يقول: المعرض بشكل عام متماسك، ويضم بين جنباته مجموعة فنية جيدة من حيث المستوي لكن مشكلاته تنظيمية، فقليل من الفنانين من قام بتقديم الجديد من الأعمال، ومن سلبيات المعرض طريقة عرض الأعمال الفنية، فقد تعرض عدد منها للظلم وهي الأعمال الأكبر مساحة، لاحتياجها لمساحات أكبر للرؤية وقد وضعت في أماكن لم تسمح برؤيتها بشكل جيد، ولكن المعرض في مجمله مجهود جيد، ويحمل قدرا كبيرا من الجدية، كما اختفت فيه التجارب العبثية إلي حد كبير. الفنان محمد عبلة يقول: نسبة الحضور كانت قليلة بشكل واضح ولافت للنظر، بالنسبة للمستوي الفني كان معبرا عن الحركة التشكيلية بكل إخفاقاتها ونجاحاتها، كانت الأعمال جيدة وإن كنت أأمل أن يكون العدد المعروض أقل، ففي المجمل أنا مبهور بالروح العامة، كما تعرضت الأعمال النحتية المعروضة في الفضاء الخارجي لقصر الفنون للكثير من الظلم بعرضه خارج القصر، وكذلك علي اللجنة أن تدقق أكثر في الاختيارات، مستوي أعمال التصوير الضوئي كان سيئا! وهو شيء محزن وأعتقد أننا نحتاج أكثر إلي توعية وثقافة فوتوغرافية. الفنان وليد عبيد أحد الفنانين الذين استبعدت أعمالهم من العرض كانت له تجربة مع لجنة العرض يقول عنها: الغريب ليس استبعاد عملي بقدر الاستغراب من أسلوب الاستبعاد، الذي تم من خلال الصورة الضوئية لجزء من العمل!، لكنني لم اتخذ أي موقف أو ما شابه، بل آثرت استكمال لوحتي لأعرضها فيما بعد في معرضي الخاص. يقول الفنان محمود منيسي: المعرض العام هذه الدورة جيد جدا؛ حيث كان اختيار الأعمال موفقا، وعن المشكلات فهي نفس مشكلات كل معرض جماعي، أنه يتم رفض أعمال تثير فنانيها، أما أنا فسعيد بالنسبة لأعمالي؛ لأنها كانت معروضة بشكل جيد، بعيدا عن المشكلات البسيطة، فأنا أعتقد أنه لا يوجد أعمال جيدة تقدم وتقابل بالرفض من قبل اللجنة؛ لأنها بالتأكيد تتلهف لعرض الأعمال الجيدة؛ فالمعرض كانت إيجابياته كثيرة ولم أر سلبيات لأنني لم أر الأعمال التي تم رفضها، ومن الملاحظ قلة تواجد جيل التسعينيات؛ حيث لم يعرض منها الكثير، فهل يعزفون عن المشاركة أم ماذا؟، كما أن كثيرًا من جيل الوسط أيضا لم يكن موجودا في المعرض. ويقول الفنان طه قرني: في المعرض العام هذه الدورة كان الجو العام مختلفًا، فأنا أري أنه أفضل كثيرا من الدورات السابقة، لكن عدد الأعمال لم يحترم مساحة العرض نهائيا، ويوجد جودة في أعمال التصوير المعروضة واضحة جدا، كما أن الميديا لخصت الفترة التي مضت كتجربة للميديا، وأجاد الفنان عبد الوهاب عبد المحسن في اختيار الأعمال بالرغم من ندرة أعمال الميديا، إلا أن التمثيل النسائي لم يكن بالصورة التي تحترم تمثيل الفنانات، فهو أقل من عددهن وإمكانيتهن الموجودة علي الواقع، كما أن الأفكار الموجودة مستهلكة وليست جديدة، وهذه مشكلة كبيرة، كما أنه يوجد أفكار مقلدة، وكأننا نستهلك الفكر ولا نقدمه، كما أن معظم الأعمال الموجودة هي أعمال استعراضية لا تحمل هوية مصرية، وأوجه سؤالاً آخر إلي كليات الفنون وهو لماذا لم يتم توجيه الطلبة إلي إنتاج الفكر وليس استهلاكه؟ أما الفنان عبد الوهاب عبد المحسن قوميسير المعرض فيقول: هذه الدورة لم نقبل فيها النمطية الفكرية لأننا نعلم أن الفنانين ينتظرون المعرض العام وكأنهم في انتظار "المولد"، ويقدم أي عمل فني، مع أن الحركة الفنية نشطة جدا ومتميزة، والمعرض العام هو ملتقي فني يضم تعدد الرؤية واختلاف الأجيال وتنوع الوسائط، واللجنة كانت منصفة جدا وتشددت مع البعض. رفضت اللجنة أعمالاً كثيرة لأن هذا المعرض من المفترض أن يمثل الحركة التشكيلية المصرية تمثيلاً صادقًا وواقعيا، وهذا لا يعني أن الفنانين لا يهتمون بتمثيل أنفسهم!!، وفي الوقت نفسه يجب أن يدافع الفنانون عن وجودهم وكيانهم كي يعترف بهم المجتمع ويحبهم، فلا يجب أن يقدم أي فنان في "المعرض العام" أعمالا قديمة، فهذا مرفوض تماما، الأعمال التي رفضت شاهدناها من صور الأعمال، والتي لم نتأكد منها طلبنا رؤيتها، واعترف أن أسلوب الرؤية غير صحيح، يجب أن نتفاداه في الدورة الثانية. وقد رفضنا أكثر من نصف الأعمال المقدمة، لأن الموضوع له علاقة بالاهتمام وتحمل المسئولية في المشاركة في الحركة التشكيلية. أعمال الخزف في المعرض جيدة جدا، وكذلك النحت قدم ملمحا مميزا جدا، كما قدمت أعمال رسم مهمة، أما أعمال الجرافيك فكانت قليلة جدا، بخلاف التصوير قدموا أعمالا كثيرة، بينما الأعمال الفوتوغرافية لم تكن محققة لأنه من الواضح أنها ميديا جديدة والأجيال الكبيرة لا تعي بأن مفهوم الفوتوغرافيا تغير. وأفضل الأعمال التي قدمت هي من فناني الإسكندرية وهم من رفعوا المعرض، وللأسف كان لا يوجد اهتمام من الكثيرين بالمعرض، كما أنه عندما عرف بعض الفنانين أن لجنة المقتنيات عقدت قبل المعرض ولم تقتن من المعرض العام لم يقدموا أعمالهم، وهؤلاء ليس لهم علاقة بالفن. من المشاكل التي واجهناها أنه يوجد فنانون لم يستوعبوا أنه من الممكن أن ترفض أعمالهم، ومن المفروض أن الفنان يعرف أنه توجد لجنة تقبل أو ترفض الأعمال، وأنا أجزم في هذه الدورة أننا ألغينا التحيز لاتجاهات بعينها حسب اتجاهات أعضاء اللجنة؛ ولذلك نري كل التيارات متمثلة في المعرض بشكل متساو، والقيمة فقط هي التي تحدد وجود العمل في العرض أم لا، فالاتفاق كان علي أن العمل الجيد يعرض وغير الجيد يرفض تماما.