كتب - أحمد سميح - سوزى شكرى - تغريد الصبان - ورهام محمود مر عام 2010 علي الحركة التشكيلية، بأحداثه الإيجابية والسلبية، وإن كانت كفة الميزان مالت ناحية الأسوأ، إذ غاب خلاله العديد من رموز الحركة التشكيلية منهم: عدلي رزق الله واللباد ومشعل وفاروق إبراهيم وأبو السعود وأبوالقاسم وغيرهم، هذا بالإضافة لأحداث هزت الحركة التشكيلية، وأصابتها إصابة بالغة، كان أهمها سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" بالإضافة للصراعات والانقسامات الدائرة في أتيليه القاهرة. كما أن عام 2010 شهد أسوأ دورات بينالي القاهرة علي مدار تاريخه، واتهام عدد من الفنانين بالتطبيع، ولم يحدث نوع من الاتزان في الحركة التشكيلية سوي عدد من الفعاليات والمعارض المهمة، التي تركت انطباعاً جيداً عن الحركة التشكيلية المصرية ومنها: معرضي "why not" و"الجسد" بقصر الفنون، وصالون الرسم بمركز الجزيرة، ومعرض "كايرو ديكومنتا"، بالإضافة إلي ارتفاع سوق الفن المصري والعربي دوليا، "روزاليوسف" رصدت أهم أحداث 2010 لدي عدد من الفنانين والنقاد، الذين رسموا لنا ملامح العام الماضي. يتحدث الدكتور أحمد نوار عن الحركة التشكيلية قائلا: أري ضرورة استمرار المعارض النوعية كمعارض النحت، معارض التصوير، الجرافيك، وأن اختفاء بينالي الخزف وترينالي الجرافيك لعدة دورات متتالية أثر تأثيراً سلبياً واضحاً جدا علي الحركة الفنية، لأنها بيناليات لها قيمة ترتقي بالمستوي الفني للأجيال بدلاً من وجود بيناليات ليس بها أي إضافة فنية، ونجد أن المحافظات تفتقر إلي وجود متاحف، ما يلفت نظرنا إلي ضرورة توزيع المتاحف وما فيها من ثقافات علي مستوي الوطن، كما أن المتاحف جميعها في حالة حرجة وتحتاج إلي تمويل خاص، لإعادتها إلي قوامها الحضاري الثقافي والاقتصادي، وخسارتنا للوحة "فان جوخ" أعتبره من أشد الأحداث المؤسفة والمحزنة والمؤلمة لكل الفنانين والمصريين، وأطالب باستمرار التعاون بين كل الجهات المعنية للبحث عنها، وألا نتوقف ونصمت ونغلق ملفها. ومن الأنشطة الثقافية الإيجابية التي حدثت في 2010، إصدار مجلة "الخيال" التي تصدرها الهيئة العامة لقصورالثقافة، والتي تقدم وجبة فنية ونقدية جيدة، وتتواصل مع الفعاليات المطروحة بشكل مميز وتبحث فيما يقدم ولماذا يقدم، وهذا الدور الإعلامي المقروء هو محاولة فعالة في متابعة الأحداث الفنية. ويقول الفنان عصمت دواستاشي: نجد أن معارض القاعات الخاصة التي من المفترض أنها قاعات تبحث عن الربح، تعيد إلينا فناني القيم الجمالية مثل معرض "أعمال السجيني" في قاعة الفن بالزمالك، وهناك مشكلة قائمة في السنوات الآخيرة أن القائمين علي الأنشطة المحلية والدولية المهمة من جيل الشباب، فمن الطبيعي أنهم يميلون إلي توجهاتهم الشخصية وأهوائهم الفكرية. وأكمل: كان حادث سرقة لوحة فان جوخ "زهرة الخشخاش" أهم ما حدث في 2010، وكان من الممكن أن تمر بهدوء ولا تصل الأمور إلي حد أن يتهم فيها مسئول وفنان له إنجازاته، وتتحول إلي قضية رأي عام افقدتنا الكثير، كل المتاحف المصرية بها عيوب أكثر بكثير من متحف محمود خليل، وقد طالبت بغلق كل المتاحف، لأننا لانملك آليات الأمن والآمان للحافظ علي مقتنياتنا، هذه الحادثة أدت الي وجود حالة من الإحباط والخمول والهبوط والاكتئاب الفني، الذي يعاني منه الفنانون حتي الآن، أفقدنا طعم الفعاليات بكل أنواعها، ونأمل في حل هذه القضية. وأكمل: من الأحداث المهمة أيضا، اتهام بعض الفنانين بالتطبيع، أما أفضل حدث بالفعل كان ارتفاع أسعار لوحات الفنان محمود سعيد بزيادة قدرها 2إلي 5 ملايين جنيه، هذا الارتفاع يزيد القيمة الفنية للفنانين المصريين في الأسواق العالمية، وأتساءل لماذا لم يتم إلي الآن ترشيح فنانين مصريين لبينالي فينسيا القادم، رغم أن كل الدول رشحت فنانيها باستثناء مصر، وأسوأ حدث مؤلم أننا فقدنا مجموعة من الفنانين تركوا بصمة مميزة في الحركة منهم الرائع عدلي رزق الله، محيي اللباد ، مصطفي مشعل وغيرهم. أما الدكتور ياسر منجي فيري أن أهم حدث هو "موجة" تعزيز حرية تعامل الفنانين والنقاد مع المؤسسات الخارجية، فمن قبل كان الفنان أو الناقد مضطرا لانتظار دوره في قائمة المؤسسة الرسمية.. أما أسوأ حدث والذي أظن أنه لن يختلف عليه الكثيرون، هو سرقة لوحة الخشخاش وحبس الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، وتصاعد الموقف بينه وبين وزيرالثقافة. يواصل:هناك عدد من المعارض الفردية التي أنبأت ببزوغ فنانين مهمين في الفترة القادمة، فهناك عدد كبير من الفنانين يعكف علي المشروع الخاص به، فأصبحت المعارض الفردية أكثر عمقاً وتبرز وعي فنانيها أكثر من فكر الفعاليات الفنية، منها مثلا معرض الفنان سمير فؤاد. أما عن أسوأ المعارض، فلن أحدد معارض بعينها لكن انتهت ثقافة المعرض الجماهيري، فشكل التظاهرات الفنية أصبح مفلسا مثل معرض الجسد والمعرض العام، فأتصور أن هذه النوعية ستندثر الفترة القادمة أو سيكون هناك قوميسير واع ويدقق في انتقاء العارضين، فهناك عدم تركيز في اختيار العارضين بما يتفق وفكرة المعرض. ومن جهته قال الدكتور خالد البغدادي: أعتقد أنه كان هناك معرضين هامين أولهما " why not؟"، لأنه تجربة نوعية تعطي الفرصة للفنانين المصريين لاكتشاف مناطق جديدة في فنهم، وأتمني تكرار هذه الفكرة مرة أخري، علي أن تكون أكثر تنظيما، أيضا معرض "الجسد" من المعارض المهمة، لأنه يقوم علي مفهوم جيد، وأعطي للفنان الفرصة أن يدرس إنسانيته ويتأملها جيدا ويرجي تكراره، أيضا ما أنحاز له بشكل شخصي هو إصدار مجلة "الخيال " عن هيئة قصور الثقافة، لأنها تلبي احتياج مهم في مصر وتسد فراغا كبيرا في إيجاد مطبوعة تعني بالتشكيليين ذات موضوعات جيدة وعلي مستوي جيد من الطباعة. وأكمل: من أسوأ الأحداث للساحة الثقافية ككل سرقة لوحة "زهرة الخشخاش"، كذلك التجربة المؤلمة التي مر بها الفنان محسن شعلان وكل توابع الحدث عموما، فقدان الساحة لهذا لعدد من الفنانين كان يمثل خسارة كبيرة جدا، فقدنا عدلي رزق الله، محيي الدين اللباد، مريم عبدالعليم، أحمد كمال، فاروق إبراهيم، محمد رزق، شعبان عباس، وأخيرا مصطفي مشعل، هذا الفنان الخلوق الذي فقده فنانو الأقاليم، بالإضافة الي الخلافات التي مازالت مستمرة في أتيليه القاهرة، ويجدر بها أن تزول وتنتهي ليستقر الأتيليه ويعود مركزا للإشعاع الثقافي، كما اختتم العام 2010 بأسوأ دورة لبينالي القاهرة علي مدار تاريخه، وإن كانت إقامة الدورة في حد ذاتها إنجازاً، حيث كان الكثيرون فاقدين الثقة في إقامتها من الأساس. وقال الفنان محمود منيسي: تقييمي لحصاد عام 2010، أنه حصاد ليس فقط لعام واحد، وإنما حصاد لخمسة أعوام مضت، ولنأخذ بينالي القاهرة كنموذج، مر عليه دورتان خلال الخمسة أعوام الماضية، كانوا من أسوأ دورات البيناليات بشكل عام في تاريخ مصر، مقارنا حتي ببينالي "الإسكندرية"، وهذا يكشف عن من تربصوا لإزاحة أحمد فؤاد سليم وقتله معنويا، وسحب هذا البينالي من قبل مجموعة تحالفت وتكالبت لإنجاز هذه المهمة، ونجحوا بالفعل في مهمتهم، ثم أسسوا لجنة عليا لإدارة هذا البينالي، ووضعوا قوميسير ليس له أدني خبرة في هذا الاتجاه، ثم إن أعضاء اللجنة العليا لهذا البينالي، الذين يفترض أنهم جاءوا لوضع أسس جديدة، ادعوا أنها ستغير ما كان قائما من قبل، وترسي مبدأ الشفافية في اختيارت الفنانين وما إلي ذلك، إذا بها ترشح أعضاء منها في العام الماضي للعرض في البينالي، والحصول علي جوائزها الكبري، هذا من ناحية، ومن ناحية أخري كان البينالي في دورته الأخيرة هزيلا بدرجة لا ترقي حتي إلي أن يكون معرضا جماعيا عاديا وليس محفلا دوليا، فنري أعمال "استيكرس" ملصقة علي الحوائط بمساحات كبيرة تدعو للأسي لمجرد رؤيتها، فلا هي ترقي لمستوي البوستر الإعلاني، ولا هي ترقي لمستوي العمل الفني. إضافة لعمل رأيته يوم الافتتاح عبارة عن مجموعة أعمال فنية ضخمة، منفذة بأقمشة سوداء، ويبدو في بعض الأجزاء منها وجود ملامح بشرية، كانت ترص بجوار الحائط في إحدي القاعات، وكأن الفنان قصد عرضها بهذا الشكل، ثم إذا بنا بعد الافتتاح بأيام، وجدنا بعضها معلقا علي الحوائط، ومازال البعض الآخر في نفس مكانه، هذا وإن دل علي شيء، فإنه يدل علي عدم فهم القوميسير للأعمال التي اختارها للعرض. ورأت الفنانة إيمان عزت: أهم الأحداث التي أثارت ضجة وحواراً وتساؤلاً في هذا العام هو سرقة لوحة "زهرة الخشخاش"، وهذا الحدث جعلنا نبدأ نتساءل، إلي أي مدي سنصل بعد ذلك؟! وأنا ضد أن يتحمل رئيس القطاع محسن شعلان مسؤلية سرقتها بمفرده، ولكنني لا أتعاطف مع من أهمل في الحفاظ علي هذه اللوحة، ولم يكن هذا لقيمة اللوحة وحسب، بل لأن هذا يعني أننا نعاني من خلل في منظومة الحفاظ علي المتاحف كاملة بشكل عام. كما لفت نظري اختفاء حدث دولي مهم وهو ترينالي "الجرافيك الدولي المصري"، الذي لم يعد مطروحاً علي الساحة التشكيلية علي الرغم من أهميته، والذي كانت تشارك فيه معظم دول العالم، وهو كحدث لا يقل أهمية عن بينالي القاهرة الدولي. ومما يزيد أزمة هذا العام عدم مشاركة مصر في بعض المعارض الدولية المهمة والتي كانت قد عزمت المشاركة فيها فور دعوة هذه الدول لها، وإبلاغ الفنانين المشاركين باستعدادهم للمشاركة، ثم نفاجأ بتقاعس الدولة عن المشاركة، وأنا كنت أحد الفنانين الذين تمت دعوتهم إلي معرضين من قبل قطاع الفنون التشكيلية ولم تتم المشاركة، ومن الأحداث المهمة التي حدثت هذا العام ملتقي الفخار وورش مراسم سيوة ومحكي القلعة الذي نظمته هيئة قصور الثقافة. وورشة الرسم بالقلم الرصاص الذي نظمه مركز الجزيرة للفنون. أثني النحات صلاح حماد علي معرض "صالون مصر" وقال "كان معرضاً جيداً"، فيما أكد الفنان الدكتور عادل السيوي أن أكثر الأشياء السلبية التي حدثت هذا العام هو سرقة لوحة "زهرة الخشخاش"، واتهام الفنان محسن شعلان بالإهمال، وإقالته من قطاع الفنون التشكيلية، فهذا كشف عن العيوب الكبيرة في تعاملنا مع التحف والتراث الفني الذي نمتلكه، أما عن الحدث العربي المهم فهو افتتاح متحف "الفن العربي المعاصر" في قطر. في حين أكد الفنان سيد القماش أن أهم المعارض الفنية معرض الرسم بمركز الجزيرة ومعرض «Why Not» ومعرض الجسد بقصر الفنون وأسوأ الأحداث علي الإطلاق سرقة زهرة الخشخاش، وتري الفنانة أماني فهمي أن أهم الأحداث الفنية ضم فيلم «صيف 70» للفنان ناجي شاكر للمقتنيات الدائمة بمتحف الفن الحديث بنيويورك وإقامة معرض بقاعة كريستي بباريس يضم 40 لوحة لرواد الفن المصري الحديث وكذلك بيع لوحتي محمود سعيد، الشادوف والدراويش في مزاد بقاعة كريستي بقيمة بلغت نحو 2.5مليون دولار للوحة الواحدة، إضافة إلي ازدياد دقاعات العرض المستقلة ومعارض الشباب ذات الصفة النوعية والتجريدية ومن أسوأ الأحداث سرقة الخشخاش وحبس الفنان محسن شعلان.