◄ الحكومة الفرنسية ترفع درجات الاستعداد الأمني لمواجهة هذه الموجة الإجرامية «..من عمليات الذبح إلى تشويه الوجوه وتقطيع الأوصال»، تشهد فرنسا موجة من جرائم القتل التي تتسم بالوحشية، حيث يتم التمثيل بجثث الضحايا بطريقة مأساوية، وتحوّلت بعض الجرائم إلى مشاهد مروعة، تناولتها وسائل الإعلام الفرنسية والسوشيال ميديا، في محاولة لمعرفة أسباب تلك الظاهرة. ويعد ما شهدته مقاطعة سوم، خلال الأيام الماضية، أحدث تلك الجرائم التي ارتكبت بوحشية في فرنسا، والتي اكتشفت بالصدفة من قبل سيدة كانت تتجول برفقة كلبها، داخل ملعب رياضي وفي حديقة ترتادها العائلات، حيث عثرت أثناء قيامها برياضة المشي بجثة رجل يبلغ من العمر 32 عامًا، مشوهة بشكل بشع. فور إبلاغ السلطات بالواقعة، بحسب صحيفة france bleu، حضرت الشرطة على الفور إلى المكان، حيث عثروا على الجثة في وضع صعب ملقاة على الأرض وغارقة في الدماء، والذراعين خلف الرأس، واكتشفوا انتزاع أحشاء المجني عليه في جريمة تنم عن وحشية كاملة أو نفذت بدافع الانتقام. لم يكن ذلك فحسب، بل اكتشف المحققون تعرض الجثة لعدة طعنات غائرة وانتزاع حلقه من رقبته بشكل مرعب، وفي مثل تلك الأحداث تم تكليف قسم مكافحة الجريمة المنظمة والمتخصصة في فرنسا بالتحقيق في القضية بهدف كشف تفاصيلها والقبض على المتهم ومعرفة أسباب الجريمة. على مدار عدة أيام، قامت السلطات الفرنسية بعمل التحريات اللازمة، بينما أجرى الطب الشرعي تشريح الجثة لبيان أسباب الوفاة، وتبين أن الضحية يدعى ستيفن رجل أبيض مواليد 1992، كان يسكن في منطقة سكنية بمدينة أميان، من عائلة كبيرة تضم العديد من الإخوة والأخوات، وتوفيت والدته قبل بضعة أشهر. لم يكن في سجله الجنائي أي جرائم سوى بعض مخالفات المرور، مما استبعد بسببه رجال الشرطة تورطه في أي تجارة مخدرات، وأجريت عمليات بحث طوال اليوم في الحديقة والشوارع المحيطة بحثا عن أي أدلة تقود إلى الجاني، وهو ما حدث بالفعل، حيث عثروا على هاتف محمول قرب مسرح الجريمة. ◄ اقرأ أيضًا | فرنسا تدين مقتل «الهذالين» وتصف عنف المستوطنين ب«الإرهاب» ◄ اعتراف باهت من جانبه كشف تقرير الطب الشرعي عن المأساة الوحشية التي تعرض لها المجني عليه؛ حيث تبين أن الجثة منزوعة الأحشاء ومذبوحة حتى العنق، وتعرض لضربات متعددة في القلب والجزء السفلي من الوجه، مع جرح غائر في المعدة، بخلاف عشرات الجروح في الرقبة وأسفل الوجه. وفي مفاجأة غير متوقعة تبين للشرطة؛ أن الهاتف المحمول الذي عثر عليه يعود إلى المتهم الذي ارتكب الجريمة، مما أدى إلى اعتقاله بعد 24 ساعة فقط من اكتشاف الجريمة، وتم القيام بمداهمة أمنية أسفرت عن اعتقاله واقتياده إلى السجن، حيث اعترف بدون مقاومة بارتكابه الجريمة البشعة. ووفقًا لما أعلنه مكتب المدعي العام في أميان، وُضع المتهم الذي يدعى نيكولاس د.، ويبلغ من العمر 27 عامًا رهن الحبس الاحتياطي، ووجهت تهمة القتل العمد له، للاشتباه بذبحه ضحيته وتقطيع أحشائها في الحديقة التي تم العثور عليه فيها. خلال جلسة الاستماع، اعترف الشاب المقيم في أميان، بأنه مرتكب جريمة الطعن، إلا أنه لم يقدم أي تفسير لسبب ارتكابه الجريمة، كما صرح بأنه لم يكن يعرف ستيفن ضحيته قبل لقائهما في الحديقة مساء يوم الحادثة، وبحسب صحيفة بيكارد، غادر المتهم منزله والسكين في جيبه، مما يشير إلى أن الجريمة كانت مدبرة. وبحسب التحقيقات، بدأ الجاني والضحية نقاشًا عابرًا أثناء جلوسهما في الحديقة، التي كان يعمها الهدوء تماما وشبه خالية من مرتاديها، ووصل الأمر إلى قيامهما بالركض معًا في الحديقة وبدأ التعارف وتناول مشروب معًا، ولكن فجأة وبدون سابق إنذار أخرج نيكولاس سكينًا. هاجم الضحية بعدة طعنات في أسفل الوجه والقلب، ومثل المتهم بجثة المجني عليه، وبعد ارتكاب جريمته الجنونية، ترك الضحية وراءه وهاتفه المحمول، الذي كان الدليل الذي مكن الشرطة من الوصول إليه والقبض عليه، وهو ما أثار تساؤلات لدى الشرطة حول شخصيته، وقيامها بإجراء تقييمات نفسية وطبية لفهم تصرفاته الجنونية. ◄ حالات صادمة ومن خلال التحريات، اكتشف المحققون أن المتهم يعتبر بين السكان رجلاً منعزلاً اجتماعيًا، وكان مولعًا بفنون القتال والسينما، ويعيش وحيدًا في شقة بالقرب من شقة ضحيته، وبعد تركه دراسة علوم الحاسوب، عمل كعامل مؤقت في الحانات، بينما وقت الحادثة، كان عاطلًا عن العمل لفترة. وفي إحدى الحالات الصادمة التي هزّت الرأي العام مطلع العام الجاري، عندما عُثر على جثة شاب في العشرينيات من عمره في إحدى غابات ضواحي باريس، مع وجود علامات تعذيب واضحة وبتر لأعضائه، حيث كشفت التحقيقات أن الجريمة كانت بدافع الانتقام بين عصابات مخدرات متحاربة. أما في مدينة مارسيليا، التي تُعتبر واحدة من أكثر المدن الفرنسية تأثرًا بالعنف الإجرامي، فقد انتشر مقطع فيديو يُظهر تشويه جثة ضحية بساطور قبل التخلص منها في مكب نفايات، ووفقا للإعلام الفرنسي، فإن مثل هذه الجرائم تُنفذ عادة ك»رسائل ترهيبية» بين العصابات المتنافسة على السيطرة في الأحياء الفقيرة. ◄ القتل عن طريق الغرق ويعتبر القتل عن طريق الغرق، واحدة من جرائم التمثيل بالجثث في فرنسا، وفي اكتشاف مروع، عثرت السلطات، السبت الماضي، على 4 جثث شبه متحللة في نهر السين، وهو الاكتشاف الذي أثار دهشة المحققين، وفقا للصحف الفرنسية، بسبب عدد الجثث التي عثر عليها مرة واحدة. تم فتح تحقيق تقوده الشرطة القضائية في باريس لمعرفة أسباب تواجد تلك الجثث، وتبين للمحققين، بعد إجراء الفحص الطبي أن الجثث مشوهة نتيجة غمرها لفترات طويلة في مياه النهر، واكتشفوا وجود إصابات عنيفة على جثتين من بين الجثث الأربع، وتم تكليف فرقة الجنايات التابعة للشرطة القضائية في باريس بالتحقيق في جرائم قتل متعمدة. وفي محاولة لتحليل الدوافع الكامنة وراء هذه الموجة من العنف المفرط، تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 50% من جرائم القتل الوحشية في فرنسا مرتبطة بالجريمة المنظمة، أما باقي الجرائم فتظل يكتنفها الغموض وتشمل أحيانا جرائم ذات دوافع نفسية من قبل الجناة. ◄ الخبراء والقانون ويرى خبراء علم الاجتماع الفرنسيون؛ أنه في بعض القضايا لوحظ أن الجناة هم من فئة الشباب ويسعون إلى نشر جرائمهم على منصات مثل «تيك توك» أو «سناب شات» كنوع من التباهي بالقسوة، ووصفوها بأنها ظاهرة نفسية خطيرة تتعلق بالبحث عن ما أسموه الشهرة السوداء. وفي بعض الحالات، كان الجناة يعانون من أمراض نفسية مثل الفصام أو اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع، حيث تحوّلت عدوانيتهم إلى أفعال مروّعة دون وجود دوافع إجرامية واضحة، مرجعين ذلك إلى ما يعرف بالاضطرابات النفسية والعزلة الاجتماعية، بخلاف جرائم التطرف الديني. ووفقا للقانون الفرنسي، يندرج العنف ضد المتوفين، ضمن الأحكام التي تُعاقب على انتهاك احترام الموتى و ما يلي القتل العمد، ويشمل ذلك الإصابات والتشوهات والتدمير بالنار أو بوسائل أخرى وتقطيع الأوصال، وينص قانون العقوبات على السجن والغرامة لمن ينتهك سلامة الجثة بأي وسيلة كانت، وتتضاعف عندما تُرتكب الجرائم بسبب انتماء المتوفى. وتحاول الحكومة الفرنسية التصدي لمثل تلك الجرائم الخطيرة، مثل تعزيز الإجراءات الأمنية، في المناطق المعروفة بأنها بؤر للجريمة، كما جرّدت بعض العصابات من أسلحتها عبر عمليات أمنية مكثفة، ولكن المعارضة تصفها بأنها إجراءات غير كافية، مطالبين بمعالجة الأسباب الجذرية مثل الفقر والبطالة وتفكك الأسرة.