قال محققون فرنسيون إن نزاعا عائليا محتملا على أمور مالية ربما يكون احد خيوط التحقيق في مقتل اربعة اشخاص بينهم ثلاثة من اسرة عراقية في منطقة جبال الألب جنوب شرقي فرنسا. وقتل ثلاثة من أفراد العائلة عرفت اسماؤهم بأنهم سعد الحلي (50 عاما) من ساري وزوجته ووالدة زوجته رميا بالرصاص بالقرب من بحيرة "انسي" يوم الأربعاء.
وتأمل الشرطة في التحدث لاحقا إلى ابنة الحلي وهي طفلة صغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات، عثر عليها مختبئة في موقع الحادث.
وعثر على جثة مواطن فرنسي يعتقد بأنه كان شاهدا بالقرب من مكان الجريمة، وعرف بأنه سيلفان مولييه (45 عاما).
ومن المقرر أن تتم عملية التشريح على جثث الضحايا الاربعة الجمعة.
خلاف مالي عائلي
وقال المحقق اريك مايلو لوكالة فرانس برس إن أحد الخيوط التي يتم تتبعها هو وجود نزاع محتمل بين شقيقين حول مسائل مالية.
وأضاف "يبدو أنه كان هناك نزاع بين الشقيقين على أموال، وتبدو هذه معلومات ذات مصداقية من الشرطة البريطانية".
وتابع "سيكون من الضروري التحقيق مع الشقيق باستفاضة، سيتم تتبع كل دليل محتمل بدقة بالغة".
وأصيبت ابنة الحلي الأكبر سنا البالغة من العمر سبع سنوات باصابة بالغة في الراس وترقد في غيبوبة بمستشفى "غرينوبل" الجامعي.
وتخضع الفتاتان لحراسة الشرطة في المستشفى.
وقال جيران للعائلة في منطقة "كلاي غيت" في ساري إن الزوجة تدعى إقبال والابنة الكبرى زينب والصغرى زينة. والحلي هو من أصول عراقية، ولم تعلن السلطات الفرنسية اسمه بصورة رسمية.
وقضت الفتاة الصغرى ما يقرب من ثماني ساعات مختبئة في السيارة برفقة جثتي والديها قبل العثور عليها.
وأوضح المحقق مايلو أن ثلاثة من الضحايا الأربعة قتلوا برصاصة في الرأس، وأن الدافع وراء الهجوم لا يزال غامضا.
وحشية الجريمة وقعت بالقرب من بحيرة انسي
وقال النائب العام في منطقة انسي اريك مايو في تصريحات للصحافيين "الامر الاكيد انه كان هناك سبق اصرار على القتل"، منددا بفعلة بالغة "الوحشية" وب"جريمة مروعة" و"غير مألوفة".
وللتأكد بشكل رسمي من هويات الضحايا، ينتظر المحققون أن يرسل اليهم نظراؤهم البريطانيون آثار الحمض النووي "دي إن ايه" التي تم جمعها من منزل الاسرة في حي كلاي غايت السكني الواقع على بعد 30 كلم جنوبلندن.
وقال احد الجيران قدم نفسه على انه "صديق مقرب" للاسرة ان الاخيرة قدمت الى بريطانيا في أواخر السبعينيات لدواع سياسية. واسس سعد قبل اربع سنوات شركة استشارات في مجال الاعلام متخصصة في مجال الطيران وكانت اقبال تعمل سكرتيرة فيها.
وطلب المحققون الفرنسيون مساعدة الاستخبارات الداخلية في التحقيق وذلك بحكم علاقاتها بالاجهزة الاجنبية وللتثبت من احتمال وجود اطراف القضية في سجلاتها.
وكان احد هواة ركوب الدراجات البريطانيين عثر بعد ظهر الاربعاء على سيارة العائلة على طريق جبلي يشكل نقطة انطلاق محبي الجولات الجبلية السهلة برفقة اطفال.
ويبدو ان الدراج اكتشف السيارة بعيد وقوع الجريمة حيث تجاوزه سائق سيارة ال"بي ام دبليو" قبيل ذلك بقليل.
واشاد النائب العام برد فعل هذا الشاهد الذي سارع لمحاولة نجدة الطفلة الجريحة.
وعثر على العديد من أغلفة إطلاقات الرصاص في مكان الجريمة، ما يثبت ان سلاحها كان من نوع المسدس الالي.
واثارت الجريمة الكثير من مشاعر التعاطف في بريطانيا. ووصفها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بانها "اطلاق نار مروع وماساوي في فرنسا".