لا يزال الغموض يكتنف دوافع واقعة مقتل اربعة اشخاص منهم 3 من اسرة عراقية في منطقة الالب جنوب شرق فرنسا في انتظار نتائج تشريح الجثث الجمعة. و رغم ان طفلة في الرابعة من عمرها نجت باعجوبة من المجزرة وبدأت تتحدث، فإن حالتها لم تسمح بالمزيد من الاستجواب. من جانبه ، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته للندن الخميس انه لن يتم ادخار اي جهد من اجل الوصول الى مرتكبي المجزرة بحق اسرة من اصل عراقي وقدمت من بريطانيا لقضاء اجازة على ضفاف بحيرة انسي وايضا مواطن فرنسي من سكان المنطقة. وقتل ثلاثة من الأشخاص الأربعة الذين عثر على جثثهم في الغابة برصاصة في راس كل منهم وهم سائق سيارة بي ام دبليو مسجلة في بريطانيا ، وامرأتان كانتا في المقاعد الخلفية من السيارة ذاتها وسائق دراجة فرنسي يقطن في المنطقة عثر عليه ميتا ايضا على مقربة من السيارة. وقال النائب العام في منطقة انسي اريك مايو في تصريحات للصحافيين الامر الاكيد انه كانت هناك ارادة للقتل ، منددا بفعلة بالغة الوحشية وب جريمة مروعة و غير مألوفة . وللتأكد بشكل رسمي من هويات الضحايا، ينتظر المحققون أن يرسل اليهم نظراؤهم البريطانيون آثار الحمض النووي الريبي دي إن ايه التي تم جمعها من منزل الاسرة في حي كلاي غايت السكني الواقع على بعد 30 كلم جنوبلندن. وكان سائق السيارة، وهوعراقي يناهز الخمسين عاما، قد حجز قبل ايام اقامة اسرته في مخيم مجاور لموقع الجريمة في سان جوريو والسيارة مسجلة باسمه بينما يعتقد ان القتيلتين الاخرين هما زوجته وامها. وقال مصدر امني ان القتيل يدعى سعد الحلي وهو مقيم في منطقة ساري على مشارف جنوبلندن وعثر على جوازي سفر عراقي وسويدي في السيارة التي لم يتم اخلاؤها الا بعد ظهر الخميس بعد اكثر من 24 ساعة من العثور عليها. وسعد الحلي وزوجته إقبال عراقيا الاصل يسكنان مع ابنتيهما في منزل جميل غير بعيد من العاصمة البريطانية. وتبلغ البنتان من العمر سبع واربع سنوات. وقال احد الجيران قدم نفسه على انه صديق مقرب للاسرة ان الاخيرة قدمت الى بريطانيا منذ 1970 لدواع سياسية. واسس سعد قبل اربع سنوات شركة استشارات في مجال الاعلام متخصصة في مجال الطيران وكانت اقبال تعمل سكرتيرة فيها. وطلب المحققون الفرنسيون مساعدة الاستخبارات الداخلية في التحقيق وذلك بحكم علاقاتها بالاجهزة الاجنبية وللتثبت من احتمال وجود اطراف القضية في سجلاتها. وشدد النائب العام في انسي على ان الطفلة البالغة من العمر اربع سنوات كانت غير ظاهرة تماما ومختبئة وسط كم من الامتعة عند ارجل السيدتين القتيلتين وذلك اثر جدل حصل بشان تاخر العثور عليها ثماني ساعات. واضاف النائب العام كانت تبدو عليها علامات الفرح وهي بين ايدي المحققين. وتم ايداعها قسم الرعاية النفسية للاطفال في مستشفى. الامر الاساسي هو حمايتها ودعمها . وقد بدأت الطفلة في التحدث ويمكن الاستماع قريبا الى روايتها للاحداث، بحسب النائب الذي أشار إلى أنه لا ينبغي توقع شهادة من طفلة في الرابعة من العمر. اما شقيقتها الكبرى التي اصيبت اصابة بالغة في الراس فهي في غيبوبة ويتعين خضوعها لعملية جراحية عاجلة. وكان احد هواة ركوب الدراجات عثر بعد ظهر الاربعاء على السيارة على طريق جبلي يشكل نقطة انطلاق محبي الجولات الجبلية السهلة برفقة اطفال. ويبدو ان الدراج اكتشف السيارة بعيد وقوع الجريمة حيث تجاوزه سائق سيارة ال بي ام دبليو قبيل ذلك بقليل. واشاد النائب العام برد فعل هذا الشاهد الذي سارع لمحاولة نجدة الطفلة الجريحة. وعثر على العديد من فوارغ طلقات الرصاص في مكان الجريمة ، ما يثبت ان سلاحها كان من نوع المسدس الالي. واثارت الجريمة الكثير من مشاعر التعاطف في بريطانيا. ووصفها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بانها اطلاق نار مروع وماساوي في فرنسا .