كتبت إحدي صديقاتي الصغيرات تطلب تعليقاتنا علي قصة قصيرة وضعتها لنا علي ال (Facebook) فماذا تقول القصة؟ وكيف علق عليها الشباب؟ تقول القصة: (ذات مرة وقع طير في غرام وردة بيضاء، وقرر أن يصارحها بحبه ولكنها رفضت، وقالت له إني لا أحبك.. فظل يلح عليها حتي قالت له أخيرا: عندما يصبح لوني أحمر سأحبك.. فجاء العصفور في أحد الأيام وقطع جناحه ونثر الدم علي الوردة لتصبح حمراء.. فأدركت كم كان يحبها ولكن بعد فوات الأوان لأن العصفور مات.. لذلك عليك أن تحترم مشاعر الذي يحبك قبل أن يفوت الأوان وتندم علي حب يولد وتقابله مرة واحدة في الحياة). وقد بلغت التعليقات علي هذه القصة الرمزية الرومانسية أكثر من 35 تعليقا في أقل من يوم واحد.. واهتم الجميع بعرض آرائهم التي تباينت بين معارضين لتصرف العصفور من ناحية، ولائمين للوردة من ناحية أخري.. وضمن التعليقات جاء: (مفيش حد بيعمل كده دلوقتي ولو عمل كده يبقي أهبل).. وأيضا: (أنا شايف إن الحب معناه إني أري الآخر سعيداً حتي لو كانت سعادته هي بُعدي عنه.. أظن أنه كان لابد العصفور يقدّر العلاقة بينه وبين الوردة قبل أن يضحي). وهاجم الكثيرون تصرف العصفور: (أري أنه لا توجد تضحية في تصرف العصفور.. ده اسمه انتحار لأن الوردة لم تكن في ورطة أو مشكلة ولا محكوم عليها، فنقول ان العصفور ضحي من أجلها).. وأيضا: (العصفور غلطان انه حط عينه علي وردة وترك كل العصافير.. لا يوجد بينهما أي شيء مشترك.. والوردة طلبت منه طلبا وهميا.. لا لأنها تريد أن تصبح حمراء، بل لتبعده عنها). ثم: (أولا هذا ليس عصفورا بل غراباً لأن الغراب يخطف ويسرق، وهذا الطائر يحاول أن يسرق حبا ليس له.. ثانيا لابد أن نحترم مشاعر الناس كما نطالبهم باحترام مشاعرنا). وعلي الجهة المقابلة: (أنا شايفة ان العصفور ده حبه حقيقي لأنه ضحي بنفسه من أجل الوردة والدليل إنه جرح نفسه.. لكن كان المفروض ينظر لنهاية هذا الحب.. والوردة لما عرفت انه مات لم تتأثر كثيرا.. لازم أي شخص قبل الحب يشوف اللي بيحبه ده هيقدره أم لا).. وأيضا: (يا جماعة لي رأي مختلف صحيح ممكن يبقي العصفور غلطان في حاجات كتير لكنه كان يحب.. لماذا لا تتحول العلاقة إلي صداقة حلوة؟ صحيح العصفور غلطان لكن الوردة ليست بريئة). وكان الرد علي هذا: (لا يوجد حب ينقلب لصداقة أبدا.. هذه معلومة معروفة لأطفال خامسة ابتدائي.. ولا يمكن عصفور يحب وردة، هذه علاقة غير متكافئة.. العصفور يحب عصفورة). أعجبتني رمزية القصة والتعليقات التي تناولتها بنظرة، بالرغم من أنها شبابية، لكن لا تخلو من الحكمة والخبرة، وإن كان بعضها يميل للرومانسية الشديدة.. ولاتزال التعليقات تتوالي وأنا أكتب هذه السطور التي ستمتد لمقال آخر للاستزادة مما يقوله الشباب، ولأفسح مكانا صغيرا لسطوري أيضا.