أولاً: أجد في نفسي القوة التي تؤهلني للخوض في أي حديث أو سجال دون أن أخشي الدخول في عراكات أو مهاترات، يعززني في هذا الأمر استقلالي الذي عهده علي الكثير، فأنا لا أقبل ان يتملكني أحد فلقد تجاوزت هذه المرحلة منذ أمد بعيد، وفي نفس الوقت لدي ولاء رهيب للبلد «اللي لحم اكتافي منها» ولديه في قلبي تقديس كبير خاصة ان والدي من الضباط الأحرار. ثانيًا: منصب الرئيس أو قمة دولة مسألة لا تحتمل «الهزار» ولن أتملق أحدًا بعد بلوغي سن السبعين ولدي من الثروة والشهرة ما يكفيني، ولا أتحدث في هذا الأمر إلا من باب المصلحة العامة وليس لدي أي عداوة مع أحد من الذين طرحوا أنفسهم أو طرحت أسماؤهم كمرشحين لرئاسة الجمهورية خصوصًا الدكتور محمد البرادعي، ولو تحدثنا عن الناحية العلمية الواعية وليست من الناحية العاطفية «الهبلية» المبنية علي الجاهلية لوجدنا أن هناك مقارنات كثيرة جرت بين زويل والبرادعي والنشائي، ولن أتحدث عن علم النشائي الذي تعلمه جميع دول العالم وفي نفس الوقت لا أحد ينكر عالمية وعلم زويل، أما البرادعي فليس بعالم علي الإطلاق، ومن الناحية السياسية نجد أن النشائي طيلة حياته سياسي بحكم مخالطته لأحداث الاحتلال الإنجليزي والمقاومة وممارسته السياسة الشعبية العملية، إذ حمل بندقيته في سن 12 عامًا ضد الاحتلال ووالده من الضباط الأحرار، كما أن زويل أصبح سياسيًا بعد توليه منصب مبعوث أوباما الشخصي للشئون العلمية، أما البرادعي فليس سياسيًا علي الإطلاق وهناك فارق كبير بين السلك السياسي والدبلوماسي الذي ينتمي إليه البرادعي. أما المؤهلات التي يرفعونها للبرادعي مثل أدبه وشخصيته وهدوئه فهذه ليست وحدها مؤهلات القائد، بل أن هناك مؤهلاً آخر غريبًا جدًا ألا وهو حصول البرادعي علي جائزة نوبل التي لا أعلم ما علاقتها برئاسة جمهورية مصر العربية، فلو حصل شخص علي جائزة نوبل في طريقة تحضير الكوكاكولا فما الذي أدراه بطريقة عمل السبانخ والملوخية ناهيك عن الطعمية والفول والبصارة؟! فضلا عن هذا فإن زويل يستحق منحه نوبل في الكيمياء ولا علاقة لنا هنا بزيارته لإسرائيل من عدمه قبل الحصول عليها، أما المنظمة التي حصل من خلالها البرادعي علي الجائزة فتستحق جائزة نوبل لأنها قامت حرفيًا بالدور الذي أنشئت من أجله وهو المحافظة علي تفوق إسرائيل النووي في المنطقة ونجحت في ذلك نجاحًا منقطع النظير تستحق عنه عشرين جائزة نوبل، فقد نجحت في ألا تكون دولة عربية واحدة لديها محطة كهرباء نووية في حين أن إسرائيل لديها 500 رأس نووي بما جعلها بلا جدال مؤسسة للنفاق النووي العالمية. الرحمة بنا وبعقولنا يا برادعي.. زرتنا كعرب في انشاص والعراق وهنا وهناك ولم تزر إسرائيل التي بح صوتها بعلانية امتلاك السلاح النووي، ولا علاقة لنا بتوقيعها علي المعاهدة من عدمه، فالعرب لم يوقعوا عليها إلا بضغط دولي أمريكي، كان يجب عليك يا رئيس المنظمة الدولية للطاقة الذرية أن تحرج جورج بوش قبل الحرب علي العراق وتعلن صراحة أن الحرب علي العراق تتم بدواعٍ أخري لا علاقة لها بالأسلحة النووية التي لم تعثر عليها برفقة مفتشيك وتعففت حينئذ وأنت علي علم بكذب بوش وادعاءاته وتعلم أيضًا حقارته أخلاقيًا وعقليًا، دعك من هذا، أما وقد حدث الاعتداء ونفذ بوش مراده واحتل العراق بحجة وجود أسلحة نووية فكان لزاما عليك أن تستقيل من منصبك. بات عليك الآن يا دكتور أن تدرك أن اتخاذ رئاستك لهذه المنظمة مؤهلاً أو داعيا لترشحك لرئاسة جمهورية مصر العربية ليس في صالحك بل أمر يؤخذ عليك، يجعلني أعلنها صراحة أنني لا أريد أن أراك يومًا رئيسًا لنا، وهذا لا يعني حرمانك من حقك الدستوري كمواطن ولكن عليك اتباع الشرعية، وفي كل الأحوال لن اختارك يومًا رئيسًا لنا.