«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيلم «رشيد بوشارب» ينكأ الجراح مرة أخري؟!
حكايات فنية يكتبها: طارق الشناوي
نشر في صوت الأمة يوم 29 - 05 - 2010


فيلم «رشيد بوشارب» ينكأ الجراح مرة أخري؟!
ظلت قوات الأمن الفرنسي تحيط قصر المهرجان منذ الصباح الباكر يوم الجمعة الماضي وزادت إجراءات التفتيش الذاتي التي يتعرض لها الجميع المتجهون لمشاهدة فيلم "الخارج علي القانون"!!
هل ظلمت لجنة التحكيم فيلم "الخارج علي القانون" للمخرج الجزائري "رشيد بوشارب"؟! أقول لكم نعم.. من الواضح أن رئيس لجنة تحكيم مهرجان "كان" المخرج "تيم بيرتون" ربما تأثر بما أثير حول الفيلم من مظاهرات غاضبة أحاطت قصر المهرجان بل قبل المهرجان بعشرة أيام لم تتوقف الاحتجاجات التي تساءلت كيف لمهرجان فرنسي أن يساهم في إنتاج فيلم يعادي فرنسا ويتهمها بالتعذيب.. لقد وضعت هذه الأحداث الجميع في مأزق حاد فلو تصورنا أن لجنة التحكيم اختارت فيلم "بوشارب" لإحدي جوائز المهرجان فربما أدي ذلك إلي غضب عارم يقوده اليمين الفرنسي.. الغريب في الأمر أن هذه اللجنة هي التي منحت الفيلم الفرنسي "آلهة وبشر" لكزافييه بوفوا جائزة اللجنة الكبري وهي تلي في الأهمية جائزة "السعفة الذهبية".. الفيلم الفائز بهذه الجائزة لتعرض لذبح 6 من الرهبان الفرنسيين المسالمين من قبل الإرهاب الذي أطل برأسه بقوة وعنف علي الشقيقة الجزائر منذ مطلع التسعينيات وهي واقعة حقيقة مثلما استند المخرج "بوشارب" في فيلمه "الخارج علي القانون" أيضاً إلي الحقائق التاريخية الموثقة وهي تلك المذبحة التي قام بها الاحتلال الفرنسي ضد المدنيين الجزائريين أثناء قيامهم بمظاهرة سلمية استهدفت فقط المطالبة بالاستقلال لم ترفع السلاح ولم تلقي حتي بحجر فقط رفعت العلم الجزائري ولكن فرنسا واجهتها بوابل من النيران.. لست أدري لماذا صار البعض لا يتحمل الحقيقة وإذا كانت فرنسا بلد الحريات في العالم تضيق بالحقائق فمن هو إذن الذي يصبح منوطاً به تحملها.. الفيلم يحاول أن يقترب من فترة زمنية ملتهبة في حياة الجزائر وهي تلك الواقعة بين عامي 1945 و 1962 حتي حصول الجزائر علي استقلالها في شهر يوليو من ذلك العام.. الحقيقة التي لا يجادل فيها أحد هي أن الجزائر دفعت ثمن استعادة السيادة الوطنية علي أرضها مليون ونصف مليون شهيد اختلطت دمائهم بثري الوطن.. مع التترات نبدأ بمشهد يشير إلي عام 1925 عندما يأتي مندوب فرنسي يطلب من فلاح أن يغادر أرضه بحجة أنه لا يملك أي أوراق تثبت أحقيته في امتلاك هذه القطعة من الأرض ويموت الفلاح.. وينتقل بعد ذلك إلي منتصف الأربعينيات مع الأسرة المكونة من الأم وأبناءهم الثلاثة "جميل ديبور" و "رشدي زيم" و "سامي توجالي".. كل منهم يقف في طريق متناقض مع الآخر أحدهم يلتحق بالجيش الفرنسي والآخر يصبح قائد في حركة الاستقلال الجزائري والثالث يعمل في نوادي مشبوهة وصالات رهان علي الملاكمة.. ولكن الثلاثة في نهاية الأمر يتوحدون أمام شيء واحد وهو مقاومة الاستعمار لتحرير الأرض وليس أمامهم طريق آخر سوي التضحية وتأتي النهاية في باريس عندما ينظر أحد قيادات الجيش الفرنسي إلي جثمان قائد حركة الاستقلال ويقول له أنت الآن الفائز؟!
الفيلم مفعم بملامح البطولة والفداء نري فيه القوة القادرة علي أن تقاوم الصلف الفرنسي.. قدم "بوشارب" فيلماً علي مستوي الأكشن جيد جداً فهو يحرك المجاميع في إبداع ويستطيع أن يمسك بإيقاع الفيلم اللاهث وحتي اللحظات الأخيرة لا تستطيع سوي أن تحبس أنفاسك.. وقدم شخصياته التي تعيش الحياة وبها ضعف إنساني لكنهم في لحظة فارقة يقدمون كل شيء من أجل استقلال الجزائر.. ولكن وقع المخرج في خطأ تاريخي أثناء تنفيذ عقوبة الإعدام بالمقصلة عام 1955 لأحد المناضلين عندما يغني الجزائريون النشيد الوطني "تحيا الجزائر" هذا النشيد لحنه "محمد فوزي" عام 62 فكيف يقدم مشيراً إلي الأحداث التي تمت قبل 7 سنوات.. وبالطبع كان أمام المخرج فرص عديدة في الاختيار فالمؤكد أن مرحلة النضال الوطني ارتبطت بأغنيات أخري إنه خطأ يبدو صغيراً ولكن لأننا أمام فيلم وثيقة كنت أتمني ألا نري فيه مثل هذه الهنات التاريخية.. في عام 2006 عندما قدم "بوشارب" فيلمه "البلديون" والذي يحمل عنواناً آخر "أيام المجد" عرض هذا الفيلم في مهرجان "كان" وحصل نجوم الفيلم الأربعة علي جائزة أفضل تمثيل والفيلم نفسه لاقي أيضاً انتقاداً فرنسياً ويومها علي خشبة مسرح "لوميير" حيث أقيم حفل الختام غني الفائزون الأربعة أغنية رددوها في الفيلم تحمل تحية للجزائر.. ولو تتبعت سينما "بوشارب" ستكتشف أنه دائم التوقف أمام هؤلاء المناضلون من أجل الحياة وفيلمه مثلاً قبل الأخير "نهر لندن" أيضاً يتناول حياة الإنسان الأسود المسلم في لندن وكيف أنه صار محل شك باعتباره إرهابياً إلا أنه ينتهي إلي أن "بوشارب" لا يرفض أبداً الآخر ولكن فقط يحرص علي الحرية وعلي اللقاء والتفاهم بين الجميع ولهذا مثلاً سنجد في الفيلم أن عدداً من المشاهد يتم خلالها اغتيال بعض الجزائريين الذين تواطئوا مع المستعمر ومشاهد أخري تؤكد علي أن هناك علي الجانب الفرنسي من يرفض استخدام السلاح ضد المواطنين العزل ومن يقف مع حق الجزائريين في الاستقلال وهل من الممكن أن ننسي أن "شارل ديجول" الرئيس الفرنسي الأسبق كان الأعلي صوتاً في المطالبة باستقلال الجزائر!!
لماذا غضب اليمين ورفعوا الأعلام الفرنسية وأحاطت الشرطة بقصر المهرجان وتحفظت لجنة التحكيم في منحه أي جائزة وتم تشديد الإجراءات الأمنية علي فيلم لا يقول أي شيء آخر سوي حقيقة المذبحة التي يعرفها الفرنسيين وأقروا بها فهل ننتظر أن يعتذروا عن ارتكابها بعد فيلم "بوشارب"؟!
**********
من أفلام «كان» إلي أفلام الصيف ... يا قلبي احزن!
في السنوات الماضية كان لدي قاعدة صارمة تلزمني ألا أشاهد أي أفلام مصرية بعد عودتي من "كان" لمدة أسبوعين علي الأقل حتي تفصلني مدة زمنية معقولة بين الأفلام المصرية وأفلام "كان" لأني أخشي أن أظلم الأفلام المصرية إذا حدثت مقارنة لا شعورية بين ما كان في "كان" وما أصبح في مصر.. كنت في الماضي أستطيع تحقيق هذا المبدأ لأن شهر مايو وهو الشهر الدائم الذي يبدأ في نهاية أسبوعه الثاني المهرجان غالباً ما يشهد لمحات الموسم الصيفي للسينما المصرية وكنت أقول لنفسي أنه أشبه بالتسخين الذي يسبق المعركة الحقيقية للأفلام ولكن بسبب أن السنة القمرية "الهجرية" تقل 11 يوماً عن السنة الشمسية "الميلادية" وهكذا فإن شهر رمضان يزحف دوماً للأمام ولهذا صار شهر مايو هو ذروة المعركة السينمائية واعتقدت عند عودتي أنه سوف يفوتني الكثير إلا أنني اكتشفت أنه هو فقط فيلم تامر حسني "نور عيني" إخراج "وائل إحسان" وشاركته البطولة "منة شلبي".. عرض "نور عيني" يوم افتتاح مهرجان "كان" 12 مايو الماضي أما ما تبقي من أفلام فلقد بدأ عرضها الأربعاء الماضي "عسل اسود" إخراج "خالد مرعي" وبطولة "أحمد حلمي" وبعده تعرض أفلام "الديلر" و "8 جيجا" و "الثلاثة يشتغلونها" و "الرجل الغامض بسلامته" وتستمر المسيرة لم أشاهد شيء من الأفلام ولم أجد وقتاً حتي الآن لكي أري "نور عيني" لتامر حسني الذي حفر لنفسه مكان دائم بين نجوم السوبر في السينما المصرية إيراداته تقف مع أكبر ثلاثة يحققون شباك تذاكر في السينما حالياً هذا رأيي المبدئي حتي إشعار آخر.. كان هذا هو انطباعي عن كل ما يتعلق بالسينما في موسمها الصيفي ولكن هناك أحداثاً أكثر سخونة سوف أجد نفسي أبحث عن تفاصيلها مثل بيع تراث التليفزيون الغنائي برخص التراب للوليد بن طلال.. وهذه الأغنيات تحتوي علي تسجيلات "أم كلثوم" ، "فريد" ، عبد الحليم" ، "عبد المطلب" ، "رشدي" وغيرهم.. داخل مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون تساؤلات أدت إلي تحقيقات تجري لمعرفة من الذي باع.. رئيسة القطاع الاقتصادي السيدة "نادية صبحي" هي الآن التي تتحمل كل هذه الانتقادات ولا أتصور أنها فقط المسئولة هناك رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي تم توقيع التعاقد في عهده والوزير المسئول هل هو "ممدوح البلتاجي" الذي لم يمكث كوزير للإعلام أكثر من 11 شهراً لكنه ساهم في بناء إطار قانوني لعقد صفقة بيع التراث الغنائي المصري لشركة "روتانا" من التليفزيون المصري وهي تقدر ربما بالآلاف من الأشرطة كان يحتفظ بها من المؤكد في ظروف غير صالحة للتخزين وضاع بعضها الأهم إننا نتحدث فقط عن التراث الغنائي ولدينا تراث آخر درامي كبير لا يقل أهمية أعمال تمثيلية أبيض وأسود يضم ليس فقط مسلسلات ولكن أفلاماً رائعة وأحاديث نادرة لكبار المفكرين.. كانت النية متجهة إلي إنشاء قناة "التراث" قبل أن أنتقل إلي "كان" عرفت أنها قد أحاطها العديد من المشكلات وأجهض المشروع وانكسر طموح "أسامة الشيخ" رئيس الاتحاد.. كانت الأهرام قد نشرت في طبعتها الدولية تفاصيل إلقاء القبض علي شقيقة فنانة متهمة بالاتجار بالمخدرات.. والغريب أنه قبل أن تنشر الأهرام الخبر كانت الهمسات قبلها ب 48 ساعة قد وصلت إلي "كان" وأشارت صراحة إلي اسم الشقيقة والفنانة وبدأت التكهنات عن رقم 150فناناً يتعاملون مع شقيقة هذه الفنانة.. هل يوجد 150فناناً وهل كلهم مدمنون.. عموماً من تابع بعد ذلك اكتشف أن "ياسمين" شقيقة "زينة" - بالمناسبة شاهدت لزينة دور ممتع في فيلم "بنتين من مصر" عرض في إطار السوق بمهرجان "كان" - أنكرت ياسمين أنها أدلت بهذه الاتهامات.. ليس هذا هو فقط كل ما يتردد في مصر قبل أن أغادر القاهرة حيث ضُبِطَت الصحافة الفنية وهي مشغولة بتقديم إجابة لهذا السؤال هل "هيفاء وهبي" جدة أم أنها تنتظر مولوداً جديداً.. "هيفاء" تصر علي أنها لا تزال لم تعبر بعد شاطئ ال 32 عاماً فكيف تصبح جدة رغم أنني قرأت أن سيدة أوروبية دخلت الموسوعة بعد أن حملت لقب جدة وهي لم تتعدي 29 من عمرها.. أما خبر حمل "هيفاء" فلا يزال الأمر علي ما هو عليه لا شيء جديد.. الصحافة تهتم بأشياء صغيرة عادة تعتقد أنها الأهم لدي الناس وأنا حتي الآن لا أفهم هل حقاً الجماهير العريضة في عالمنا العربي تنتظر أن تتأكد من أمومة "هيفاء" أم يريدون التأكد من أنها قد أصبحت جدة أم أن الأمر في الحالتين لا يعنيهم في شيء.. مسلسلات رمضان أيضاً كان عدداً كبيراً منها قد تعثر كل يوم كنت أقرأ أن هذا المسلسل أو ذاك قد توقف من المؤكد أن الأزمة المالية فرضت نفسها بقوة وبدأنا نقرأ عن تغير لأسماء مخرجين أو اشتراك أكثر من مخرج فيديو لتصوير مسلسل مثلما حدث في مسلسل "الملكة نازلي" ولم يكن هذا جديداً علي المسلسلات حيث أنه بسبب الرغبة في سرعة الإنجاز كثيراً ما شارك أكثر من مخرج في التنفيذ بدون الإعلان عن ذلك هذه المرة لأول مرة ربما تم الإعلان.. ويتبقي برامج رمضان وهي مورد رزق جانبي للنجوم المبالغ التي تتدفق عليهم في هذه البرامج أشبه بالفوائد التي يحصلون عليها مقابل جرأتهم علي فضح مشاعرهم وعلي فضح أيضاً الآخرين المؤكد أن "أشرف عبد الباقي" سوف يقدم كالعادة أكثر من برنامج وسوف نراه أيضاً في العديد من البرامج ولا ينافسه سوي "شريف منير".. وشريف هو أكثر النجوم المؤهلين للعمل كمقدم برامج ولكنه متردد في الاستمرار في هذا المجال حتي لا يؤثر علي نجوميته كبطل للأفلام وربما لهذا السبب وضع خطة محكمة لكي يظهر عام ويغيب عام عن الدراما التليفزيونية.. وهذه نصيحة أتمني أن يدركها "أشرف عبد الباقي" الذي نشاهد له في العادة مسلسلين كل رمضان.. يقولون أيضاً أن "أنس الفقي" وزير الإعلام شكل لجنة لتقييم الأداء السياسي للقنوات التليفزيونية في معركة الانتخابات القادمة وأن هذه اللجنة أكدت علي أن الإعلام الرسمي منحاز للحزب الوطني.. المفروض أنه إعلام الدولة وليس إعلام الحزب الوطني ورغم ذلك فأنا عارف وأنت عارف والوزير عارف أن الحزب الوطني مثل الفريك ما يحبش شريك.. وأن الوزير لا يمكن أن يصبح هدفه هو الحياد بين كل الأحزاب ولكن الترويج للحزب الوطني وبقائه علي مقعده مرهون برضاء الحزب وتحديداً لجنة السياسات ولهذا فهذه الشهادة لصالح "أنس الفقي" وليست عليه.. وعدت إلي المعمعة وأنا أقول ما أحلي الرجوع إليها.. إلي مدينة "كان"!!
*************
كل لقطة وأنت طيبة!!
غداً السبت تحتفل "فاتن حمامة" بعيد ميلادها لتظل رمزاً لأجمل وأرق وأعمق إبداع سينمائي في فن الأداء عرفته الشاشة الكبيرة علي مدي تاريخها.. يأتي عيد ميلاد "فاتن" وهي غاضبة وعندما تغضب "فاتن" لا يمكن أن يمر الأمر هكذا فلقد شكلت "فاتن" بداخل كل منا مساحة من الحب تجعلنا نتوقف ونتساءل أمام أي همسة تبوح بها أو حتي تكبتها فما بالكم عندما تتحول الهمسة إلي صرخة!!
سر احتجاج "فاتن" هو أن أكثر من قناة تقدم أغاني علي مقاطع من أفلامها القديمة خاصة تلك التي جمعتها مع "عمر الشريف".. المحطة تستغل أرشيفها السينمائي فيما لا يجوز وهذا بالطبع يعد اعتداء أدبي وجنائي والمنوط به أولاً اللجوء للقانون هما المنتج صاحب المصنف مادياً والمخرج صاحب المصنف أدبياً ولكن معلوماتي هي أن أغلب أفلامنا القديمة والحديثة تباع من خلال عقود تمنح المشتري كل الحقوق وفي نفس الوقت تحول دون حصول البائع علي أي حقوق تحميه من سوء استخدام مصنفه.. أغلب أغانينا الوطنية وضعوا علي موسيقاها كلمات عن منتجات للتنظيف ولقتل الحشرات.. بالطبع هذا قد يثير مشاعرنا الغاضبة وحدث في رمضان قبل الماضي أن قدم إعلان ساخر علي مقطع من مسلسل "رأفت الهجان" الذي يمثل لنا قيمة وطنية في صراعنا مع إسرائيل.. هذه الممارسات وغيرها أراها كثيراً ورأيي الشخصي أنها لن تتوقف لا بإعلان الغضب ولا حتي بإعمال القانون ولكن بالتجاهل.. كل ما ذكرته من ممارسات لم يستمر طويلاً.. يموت الإعلان وتبقي الأغنية أو الفيلم أو المسلسل فلا مجال إذن للخوف علي تاريخنا.. إن تركيب مشهد من فيلم قديم علي أغنية حديثة إحدي الحيل التي يلجأ إليها المخرجون وربما تجد صدي وقتي لدي المشاهدين فهم يتابعونها بشغف وإعجاب ويتذكرون الفيلم الأبيض والأسود ويجد المشاهد نفسه لا شعورياً يختبر ذاكرته في تذكر اسم الفيلم المسروق ثم بعد ذلك ينسي الأغنية ولا يبقي غير الفيلم.. أنا أعلم أن الفنانة الكبيرة تنزعج من مثل هذه الممارسات حتي الإيجابي منها فعندما تنشر الصحف صوراً لها من أفلام قديمة تجمعها في لقطة عاطفية مع أحد النجوم تطلب ودياً من الجريدة عدم تكرار ذلك طالما أن الحوار مع "فاتن حمامة" فلا ينبغي سوي نشر صورة لها بدون اللجوء لأرشيف أفلامها القديمة.. ربما لا أوافق "فاتن حمامة" علي تلك الحساسية المفرطة في التعامل مع تاريخها الفني ولكني في نفس الوقت أري أن تاريخ "فاتن" أكبر من كل هذه المشاغبات والمداعبات.. نعم لا أحد سينسي "نهر الحب" ولا "سيدة القصر" ولا "بين الأطلال" ولكن وأنت تقلب المحطات بالريموت كنترول سوف تنسي كل الأغنيات التي تتكئ وتتشعبط علي أكتاف "فاتن حمامة".. "فاتن حمامة" كل لقطة وأنت طيبة!!
tarekelshinnawi @yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.