من أطرف الأخبار التي يمكن قراءتها هي الأخبار التي تحمل في مضمونها تناقضاً داخل الجريدة الواحدة، وذلك علي غرار ما قامت به مؤخراً إحدي جرائدنا القومية العريقة من نشر تحقيق كامل يفيد بأهمية البحث عن شرعية للتوك توك، وفي العدد نفسه تحمل الصفحة الأولي خبرًا عن فرملة ترخيص التوك توك بمحافظة الجيزة. وبغض النظر عن هذا التناقض، نجد أن البعض يدافع عن شرعية وجود التوك توك من خلال طلب زيادة منح الترخيص وتحديد خطوط سير له للقضاء علي العشوائية بعد أن تصاعدت أعداده لما يقرب من نحو 500 ألف توك توك تسير في جميع محافظات الجمهورية. الرأي السابق.. يطرح سؤالاً أساسيا حول مدي إمكانية تعظيم الاستفادة من التوك توك؟، وهو سؤال ساذج يتجنب السلبيات الخطيرة للتوك توك التي تتجاوز إيجابياته.. فالمتتبع لتبعيات التوك توك، سوف يلحظ العديد من الأزمات التي تنجم عنه، ومن أهمها: الفوضي التي يتسبب فيها.. نتيجة لأسلوب سيره غير المنضبط في الشارع بين السيارات، وما يترتب عليه من تعطيل المرور، فضلاً عن ما يتسبب فيه من تعريض حياة المواطن المصري للخطر بسبب عدم وجود نظام مروري واضح له.. للدرجة التي جعلت قانون المرور الجديد يسقطه تماماً من بنوده، ولا يذكره من قريب أو من بعيد.. لتحجيمه كظاهرة يجب القضاء عليها. وأعتقد أن كل من يسافر علي الطريق الصحراوي أو الزراعي للإسكندرية.. يستطيع أن يلحظ خطورة التوك التوك التي يعتبرها البعض وسيلة مواصلات رخيصة وبسيطة للمواطن العادي في الشوارع غير الممهدة وفي القري والنجوع.. بدون أن يهتم بمدي خطورته في الحوادث المرورية. أختلف مع الرأي الذي يقول بأنه لا يمكن إلغاء التوك توك، ولكن نعيد توظيفه بأكبر استفادة ممكنة.. وهو قول حق يراد به باطل يتسبب في أزمات مرورية متتالية ومتصاعدة بسبب انتشاره كالوباء للدرجة التي جعلت بعض السائقين يلجأ لبيع التاكسي الذي يعمل عليه من أجل شراء 2 توك توك. وهو ما يعني زيادة مطردة في عدد التوك توك بطريقة لا يمكن أن يستوعبها الشارع المصري في مختلف المحافظات. كما لا يمكن أن نهمل أن سائقي الغالبية العظمي من التوك توك - في إشارة لصيغة الجمع التي لا أعرفها للتوك توك - هم أقل من 16 سنة.. أي أنهم بدون رخصة قيادة لأنهم تحت السن القانونية. إن الاستفادة قصيرة المدي من الموافقة علي ترخيص التوك توك.. لا تبرر بأي حال من الأحوال السلبيات التي تتراكم للمستقبل. والأفضل أن نحسم الأمر الآن قبل أن يتحول التوك توك في مصر إلي وباء لا يمكن السيطرة عليه مثلما حدث مع امبراطورية الميكروباصات قبل ذلك والتي نعاني منها الآن.