في محاولة لتحسين صورتها أمام الرأي العام، وتبرئة قياداتها من التكفير الذي كان سببا في القبض علي مجموعة من عناصرها في المحافظات بتهمة الترويج لأفكار تكفيرية، لجأت جماعة أنصار السنة للاستعانة بكتاب يحمل عنوان "فتنة التفجيرات والاغتيالات" يتناول قضيتي التفجيرات والاغتيالات بالبحث من وجهة نظر شرعية وتقديم العلاج الديني لهذه الأفكار. اللافت أن الكتاب الذي تعيد "أنصار السنة" طباعته وتوزيعه جاء متزامنا مع سيطرة تيار القطبيين علي جماعة الإخوان المحظورة، وهو يرد ظاهرة التكفير في بدايتها إلي سيد قطب منظر الجماعة المحظورة ويشرح كيف تطورت أفكاره حول الحاكمية الإلهية وجاهلية المجتمعات إلي أن ظهرت فكرة الاغتيالات والتفجير علي أيدي الجماعات التي رفعت راية الجهاد مثل جماعة التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية و"الجهاد"، وغيرها، والغريب انه صادر عن جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت وهي جماعة تميل للمنهج القطبي في التفكير والتنظيم. يبرز "أبو حمزة المنياوي" الاسم الذي وضع علي غلاف الكتاب من وجهة نظر شرعية نعمة الأمن وأهميتها وسبل تحقيقها وكيفية المحافظة عليها من خلال عدم إثارة الفتن أو معارضة الحكام وحض المسلمين عليها وحاجة المجتمع إليها التي اعتبرها مقدمة علي حاجته إلي الطعام والشراب. يستعرض مؤلف الكتاب مراحل نشأة ظاهرة التفجيرات بداية من تهييج الناس ضد الحكام وذكر عيوبهم وتصويرهم أمام الجميع علي أنهم أعداء للإسلام بتطبيقهم لقوانين مخالفة له وهي الأفكار التي أوردها سيد قطب في كتبه، ويحمل المؤلف صاحب هذه الأفكار دون الإشارة إليه صراحة بتعطيل كثير من الطاقات في المجتمع وبعثرة كثير من الجهود وراء السراب وشغل الشباب عن العلم والدعوة بأمور أخري. يتطرق المؤلف في تأصيله لظاهرة التفجيرات إلي مبدأ الاستحلال عند جماعتي "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" وصولا إلي قيام عناصر هذه الجماعات او معتنقي أفكارها من خارجها بتفجير أنفسهم بدعوي إرضاء الله، ويصف حال هذه الطوائف بأنها مثل طائر العقاب الذي تمثل الأفكار الأولي بطنه أو أصله وتعد افكار "الاستحلال" جناحه العلمي ورأسه المفكر وعينيه الناطرتين اما جناحاه فهما كما يوضح العناصر التي نفذت عملية التفجير، ومن هذا المنطلق يرفض المؤلف تحميل طرف بعينه المسئولية عن الظاهرة. ويرجع المؤلف فتنة التفجيرات إلي الجهل الديني ويقدم لها مجموعة من الحلول وطرق العلاج، منها تلقي العلوم علي يد المشايخ المأمونين وعدم الانتساب الي أعضاء التكتلات السرية او الحزبية في إشارة الي الجماعات الإسلامية المختلفة، بالإضافة الي معاملة ولاة الأمور معاملة شرعية عن طريق فتح المناظرات العلمية المتجردة معهم. الكتاب مجموعة من الشبهات للمجيزين للتفجيرات ويرد عليها، منها فتوي جواز محاربة الروس في أفغانستان بإذن من أمريكا وعدم تجدد تلك الدعوة لجهاد قوات التحالف في العراق بحجة ان أمريكا هي التي تقود هذا التحالف. واستعرض الكتاب مجموعة من الفتاوي المتعلقة بقضية التفجيرات والبيانات التي صدرت عن علماء الإسلام حول ظاهرة التكفير ومنها مطالبة هيئة كبار العلماء بسن عقوبات رادعة لمن يرتكب عملا تخريبا سواء كان موجها الي المصالح الحكومية أو المنشآت العامة أو غيرها.