اختتمت ساقية عبدالمنعم الصاوي الثلاثاء الماضي مهرجان الرسوم المتحركة، الذي أقامته للعام الثاني علي التوالي واستمر علي مدار ثلاثة أيام حيث شهدت قاعة الحكمة بالساقية عرض 58 عملاً كارتونيا، تنوعت في مستوياتها وأفكارها وأساليبها قدمتها عدد من الجهات الحكومية كهيئة قصور الثقافة وقطاع النيل للقنوات المتخصصة وأيضًا صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، بينما اختار شباب المعهد العالي للسينما وكلية الفنون الجميلة رؤية معاصرة في أفلامهم التي جاء أسماء بعضها باللغة الإنجليزية مثل "I Rec Another Way, Next" المميز في الأفلام المقدمة هذا العام أنها لم تكن جميعًا موجهة للطفل، بل كان بعضها يتطلب من المشاهد الكثير من التدقيق والتركيز، ليفهم فحواها خاصة أن الكثير من صناع الأفلام خاصة الشباب منهم قد أغرقوا في الخيال فانطلقوا يصورون كل ما خطر ببالهم، بما فيه من أدق المشاعر الإنسانية كالخير والشر والوحدة والحب والفشل والحرمان، وغيرها من أحاسيس نجحوا في تجسيدها عبر أفلامهم الكارتونية. الجديد في مهرجان هذا العام، كان تلك الجوائز التي خصصتها الساقية ل"البلطجة" وقد علل المهندس محمد عبدالمنعم الصاوي مدير الساقية قائلاً: لقد أصبحنا أمة من البلطجية، الفقراء بلطجية بسبب معاناتهم، والأثرياء بلطجية بأموالهم، وأصحاب النفوذ بلطجية بنفوذهم، وقد فاز بالمركز الأول في جوائز البلطجة فيلم "القدس" للمخرجة نسرين عز الدين نجيب، وهو الفيلم الذي حاز إعجاب الحضور، ليس فقط لما يصوره من بشاعة البلطجة الإسرائيلية علي الفلسطينيين، وإنما لمشاركة أطفال تراوحت أعمارهم بين 7 و12 عاما في صناعته، المركز الثاني كان لفيلم "أراجوز في مدينة النحاس" للمخرج منصور محمد من إنتاج هيئة قصور الثقافة، الفيلم يصور أشكال البلطجة التي يمارسها الكبار والصغار ليل نهار علي بعضهم في الشارع، وكيف ستكون الحياة بدون إيذاء للآخرين، أما المركز الثالث ففازت به المخرجة فايزة السيد حسن عن "المعلم ضباشة". الجائزة الذهبية ذهبت لفيلم "التصالح" للمخرج حسن أحمد عبدالغني وهو من إنتاج المركز القومي للسينما والجائزة الفضية ذهبت لفيلم "امسك حرامي" إخراج بهاء الدين عبدالوهاب من إنتاج هيئة قصور الثقافة، أما البرونزية ففاز بها فيلم "خلي بالك" للمخرج أنطونيوس القمص عبدالمسيح من إنتاج الهيئة القبطية الإنجيلية، وهو الفيلم الذي تميز بالجرأة الشديدة في فكرته وتنفيذه الذي أظهر بوضوح أساليب الانتهاك الجنسي المختلفة للأطفال. أما جوائز لجنة التحكيم فذهبت في مجال أفلام الكارتون ثنائية الأبعاد إلي "عقول" ومخرجه أحمد عبدالوهاب، وفي ثلاثية الأبعاد إلي فيلم "NEXT" لإسلام عمرو فودة، وفي مجال الرسوم الإعلانية ثنائية الأبعاد ذهبت لإعلان "اقرأ لطفلك" للمخرج أسامة محمد أبوالعلا، وفي الإعلانات ثلاثية الأبعاد ذهبت لإعلان "لمصلحتك" إخراج محمد مصطفي وفي مجال أفلام الصلصال ذهبت لفيلم "فارس القمر الخامس" ومخرجه سامح محمود الشرقاوي، وفي إعلانات الصلصال ذهبت لفيلم "رسالة" إخراج محمود محمود محمود. وقد تألفت لجنة التحكيم من كل من الدكتورة ليلي فخري رئيس قسم الرسوم المتحركة بالمعهد العالي للسينما، والدكتورة رشيدة الشافعي الأستاذ بالقسم، والأستاذة ليلي مكين رئيس إدارة الرسوم المتحركة بالمركز القومي للسينما، والدكتور أحمد هنو الأستاذ المساعد بكلية الفنون الجميلة شعبة الرسوم المتحركة، الأعمال المقدمة في مجملها تكشف عن قدرات استثنائية لدي المتقدمين، في الأفكار والخطوط وإمكانات الأداء الصوتي والمونتاج والإخراج، التي إذا ما تم توظيفها في عمل واحد ضخم، يضمن لها النجاح، بل منافسة أكبر الأفلام في شباك التذاكر كما يحدث مع أفلام الرسوم المتحركة في الخارج. وهو ما أكدت عليه رئيس لجنة التحكيم ليلي فخري قائلة: نحن في حاجة لشركة كبري تحتضن فناني الرسوم المتحركة، وتخصص لهم استوديوهات خاصة وأجهزة حديثة وإمكانات عالية تمكنهم من توظيف أفكارهم ومجهودهم بشكل صحيح. وبالحديث عن الأرقام تجد المعهد العالي للسينما هو أكثر المتقدمين غزارة في الأعمال التي بلغ عددها 18 فيلمًا ليتجاوز بذلك عدد الأعمال المقدمة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وعددها 13 فيلمًا عن مجمل قصورها وأقسامها ووحداتها، تليها أقسام الرسوم المتحركة في كليات الفنون الجميلة بحلوان والمنيب 7 أعمال، ثم التليفزيون المصري ب6 أعمال، ثم المركز القومي للسينما ب5 أعمال، ثم قطاع النيل للقنوات المتخصصة، والهيئة العامة لقصور السينما، وتقدم كل منهما بعملين، لينخفض سقف الأعمال المقدمة إلي عمل واحد عن كل من صوت القاهرة والهيئة القبطية الإنجيلية، والمجموعة الفنية المتحدة الماسة والنصر وأوسكار، وأخيرًا عمل واحد مستقل بعنوان "نميمة" لغدير جمال فوزي.