تعالوا نحسبها بهدوء ودون تعصب.. منتخب الجزائر عندما حضر إلي القاهرة.. بالفعل أصيب بالخوف.. برغم أن عناصره محترفة إلا أن رد فعل حكاية الأتوبيس توضح أن الإخوة بفريق الجزائر «زودوها» بعض الشيء، لأنه لو افترضنا أن شخصاً قذف أتوبيساً بطوبة.. مهما كانت قوتها فهي لن تصيب أربعة من فريق الجزائر، كما حاول الإخوة اظهاره.. لكن الحقيقة الأقرب للعقل أن هناك منهم من فقد أعصابه وبالفعل هنقول للدفاع عن نفسه أمسك بالطفايات وحطم زجاج الأتوبيس.. قد يكون هؤلاء الأشقاء أصيبوا بنوبة توتر دون قصد فعلوا ذلك، لكن الحقيقة المؤكدة أن أي مصري لم يحاول- عامداً - إيذاء جزائري لكن ثمة أمرا مهما يوضح أن خوف الأخوة الجزائريين من اللقاء لم يبدأ منذ وصولهم القاهرة بل منذ أن غادروا الشقيقة الجزائر إلي إيطاليا. فعلا نجح الأشقاء في الجزائر في الضحك علي سمير زاهر ومصر كلها عندما «طبطبوا علي كتف زاهر» الذي بدوره تغاضي عن مجرد التقدم بشكوي إلي الفيفا لاثبات حق أحداث كان من الممكن أن تكون نقاطاً إيجابية لنا وضد الأشقاء في المباراة الأولي، مثل إطلاق الشماريخ التي هددت عيون المنتخب المصري، وأحداث أخري مزعجة مثل السماح لجماهير الجزائر بالاقتراب من حجرات منتخب مصر بعد أن انزلوه في فندق مفتوح من كل الجهات، وسماح الشرطة الجزائرية للجماهير بإزعاج منتخب مصر طوال ليلة مباراته الأولي، وكان من الممكن أن يسجل سمير زاهر تلك الملاحظات السوداء علي الأقل ليرجع إليها وقت اللزوم. لكن سماحة مصر والمصريين وكرم زاهر وشحاتة لإيمان هؤلاء ونحن معهم بعمق العلاقة الأخوية والتاريخية مع شعب الجزائر الشقيق، رفضنا مجرد تشويه صورة هذا الشعب العظيم أمام الفيفا. كنا نطمع أيضا أن الإخوة الجزائريين سوف يفهمون الرسالة، ويعملون علي تنمية ما بيننا وعلي الأقل يعاملوننا مثلما عاملناهم. مصر من جانبها حجزت للأشقاء فندقاً لا يمكن لأحد أن يقترب منه مؤمن تماماً من أربع جهات، ومحاط علي مساحة 1000 متر بقوات شرطة مختلفة لأن موقع الفندق داخل حرم مطار القاهرة المؤمن تماماً ويكفي أن تعلم أنه في الأيام العادية المرور في تلك المنطقة يحتاج للمرور علي ثلاثة كمائن شرطة سواء من طريق قرية البضائع أو عن طريق المنطقة الخلفية ونادي سماش للتنس أو في الطريق العادي للوصول إلي الفندق. ثانيا: الأمن المصري في زيارة منه لتأمين الأشقاء من الجزائر وحتي تختفي «التلكيكات» ترك لهم القوات الخاصة المرافق معهم وعددهم ثمانية من الجيش الجزائري وهم مجموعة للحماية، أيضاً وافق علي كل طلبات الإخوة لسيارات حراسة، والأهم أن الإخوة أعضاء الفريق الجزائري طلبوا حراسة مثل رئاسة الجمهورية ومعاملتهم مثل رؤساء الدول.. وطالبوا حماية أمنية مضاعفة علما بأن حكمدار العاصمة المصرية أكد لهم أنه لا داعي للحراسة لأن الشعب المصري كله يرحب بوجودكم.. أثناء الذهاب إلي التدريب افتعل الأشقاء مشكلة مع رجال الأمن، لم يتركوا شخصا يقابلهم إلا وحاولوا التحرش به.. ولا نعلم لماذا؟ الأغرب أن محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري قاد بعثة بلاده إلي المزيد من التوتر، لم يحاول تلطيف الأجواء، كما فعل سمير زاهر في المباراة الأولي، وظهر أن أحداً منهم لا يريد أن يظهر السلام مع الجانب المصري. مراقب الاتحاد الدولي أخبر مصر إنهم لم يبلغوا علي مخالفات المباراة الأولي وهو أمر كان من المهم أن يظهره الجانب المصري، علي الأقل ليتم التوضيح!. ملف كامل بكل التجاوزات في المباراة الأولي والثانية من جانب الأشقاء الجزائريين منذ وصولهم إلي مصر قام سمير زاهر وعدد من اتحاد كرة القدم بإعداده وأعتقد أنه سيتضمن كل الأشياء.. هذا الموقف جاء رداً علي ما قام به الجانب الجزائري الشقيق من جمع معلومات - حتي لو كانت مغلوطة - ورفعها إلي الاتحاد الدولي لكرة القدم لدفع الفيفا علي معاقبة الكرة المصرية. من جهته نجح لواء عبدالعزيز أمين رئيس هيئة ستاد القاهرة ود. وليد الكاشف مدير أمن الاستاد في تفعيل كاميرات لمراقبة الجماهير لمعرفة أدق تفاصيل ما يحدث. أعتقد أن تلك المباراة كشفت عن ضعف إدارة اتحاد كرة القدم وغياب تام لعضو المكتب التنفيذي للفيفا هاني أبوريدة في مقابل تحرك مربك من جانب محمد روراوة عضو لجنة الانضباط في الفيفا.