بدأت الاستعدادات في العاصمة السورية دمشق لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارة تبدأ اليوم وتستمر لمدة يومين حسب ما ذكرت صحيفة الوطن السورية أمس ووفقًا لمصادر إعلامية سعودية يرافق الملك عبدالله في زيارته كل من وزير الاستخبارات الأمير مقرن بن عبدالعزيز ووزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة ووزير العمل غازي القصيبي ومستشار الملك الأمير عبدالعزيز بن عبدالله. وذكرت التقارير أن أبرز الملفات التي ستناقش خلال محادثات الملك عبدالله والرئيس الأسد هي ملفات العراق واليمن، اضافة إلي القضية الفلسطينية والعلاقة مع إيران، والموضوع اللبناني، بالاضافة إلي ملف العلاقات الثنائية. وكانت مصادر سعودية وسورية رسمية قالت إن العاهل السعودي سيقوم بزيارة إلي العاصمة السورية دمشق في غضون هذا الأسبوع. والزيارة هي الأولي التي يقوم بها حاكم سعودي إلي سوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005، والذي أدي إلي عدم استقرار في العلاقات السعودية السورية. وذكرت الوطن السورية أن الوفود الإعلامية السعودية المرافقة للملك عبدالله وصلت إلي دمشق، وكان سبقها وفد من التشريفات الملكية والحرس الملكي تمهيدًا للزيارة، وملأت فندق الفصول الأربعة الذي استعد لاستقبال الوفد السعودي وكذلك فعل فندق الشيراتون. وفيما أشارت تقارير إلي أن العاهل السعودي سيزور المدن السورية دمشق وحلب واللاذقية وسيحضر احتفالات حرب أكتوبر، أكدت الوطن السورية أن الزيارة تستمر يومين وتقتصر علي دمشق. وتأتي زيارة الملك بعد نحو أقل من أسبوعين من زيارة قام بها الرئيس الأسد للسعودية لافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وعقد لقاء قمة دام أكثر من ساعتين مع العاهل السعودي علي هامش الزيارة بحثا خلاله مجمل الأحداث علي الساحات العربية والإسلامية والدولية وموقف البلدين منها، وشددا في حينها علي أهمية استمرار تعاون البلدين لما فيه مصلحة الشعبين والعرب جميعًا. واعتبر في حينها العديد من المحللين السياسيين أن الزيارة طوت الخلافات بين الرياضودمشق وأعادت المياه إلي مجاريها. وقالت المصادر إنه تم خلال القمة المغلقة توضيح بعض الالتباسات الناتجة في معظمها عن سوء فهم نتيجة التباعد الذي حصل بين البلدين. وكانت المملكة العربية السعودية قد خطت خطوة تجاه سوريا وقامت مطلع الشهر الماضي بتعيين سفير جديد لها في دمشق بعد نحو 16 شهرًا من خلو المنصب، حيث سحبت دبلوماسييها من البلاد في مارس من العام الماضي وكانت الخلافات بين البلدين بلغت أوجها عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، كما اشتد التوتر بين البلدين بعد الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل علي لبنان عام 2006، وبدأت أجواء المصالحة بين البلدين في يناير الماضي، وعقدت أول قمة مصالحة جمعت قطر ومصر إلي جانب السعودية وسوريا علي هامش القمة الاقتصادية التي استضافته الكويت وتوجت لاحقًا بقمة رباعية في الرياض في مارس الماضي جمعت زعماء السعودية والكويت وسوريا ومصر، ويتوقع المراقبون أن تساهم القمة السعودية السورية في تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثرة وتحقيق مصالحة عربية علي أكثر من مستوي.