أعلنت إيران في الفترة الأخيرة أنها تقوم ببناء مفاعل نووي ثان لتخصيب اليورانيوم داخل جبل في مدينة (قم) الإيرانية، مؤكدة أنه موقع تجريبي لتخصيب اليورانيوم، وأن مستوي التخصيب سيكون 5 ٪، وهو مستوي منخفض للتخصيب وليس كافيا لدرجة تكفي لإنتاج مواد انشطارية تستخدم في صنع قنبلة ذرية. ولقد جاء الإعلان الإيراني علي لسان مسئول إيراني تحدث لوكالة "إسنا" الطلابية، وعبر رسالة أرسلتها إيران إلي وكالة الطاقة الذرية قبل عدة أيام فقط، بعدما تأكدت طهران من أن هناك العديد من الدول التي تعرف بأمر المفاعل الجديد، وأن هناك اتجاها للإعلان عنه دولياً لدعم التوجه بفرض عقوبات مشددة علي إيران بسبب الأنشطة النووية السرية التي تقوم بها دون علم وكالة الطاقة الذرية، وهو ما يتناقض مع التزامات إيران الدولية. ومن المعروف أنه ليس لدي إيران سوي مفاعل واحد معروف لتخصيب اليورانيوم هو (ناتانز)، والذي يتم فيه حالياً إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب، والذي يستخدم لإنتاج الوقود النووي الضروري لبناء قنبلة نووية. ولم يكن مفاعل (ناتانز) معروفاً حيث كان يتسم بالسرية التامة إلي أن اضطرت إيران إلي الكشف عنه في عام 2002 بعد تسرب معلومات دقيقة عنه لدول العالم. المهم فيما سبق.. هو أن اعتراف إيران بامتلاكها لمفاعل ثان.. هو نوع من تقديم فرصة لإسرائيل علي (طبق من فضة).. لتنال من مصداقية د. محمد البرادعي (المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية) الذي صرح قبل ذلك بأن إيران غير جاهزة لإعداد مفاعل أو أي تجهيز عسكري نووي، وأن كل ما يروج عن قدرة إيران النووية هو مجرد أوهام بما يعطي لإسرائيل مبررًا للنيل منه وضرب مصداقيته كما ذكرت من قبل. وهو ما ينطبق علي التشكيك في جميع المرشحين المصريين لتولي مناصب عليا في المنظمات والهيئات الدولية. ومن المفيد هنا أن نذكر ما حدث قبل ذلك مع د. بطرس غالي (الأمين العام للأمم المتحدة سابقاً) حينما قادت مادلين اولبرايت (وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة حينذاك) حملة ضارية ضد حصول د. بطرس غالي علي ولاية ثانية للأمم المتحدة بعد أن أكد علي مسئولية حكومة شيمون بيريز وجيشه عن مذبحة قانا. وبمعني آخر، فإن إسرائيل قامت بدور لا بأس به في سقوط د. بطرس غالي في الأممالمتحدة، ثم تشويه صورة د. محمد البرادعي بسبب الملف النووي الإيراني، وأخيراً موقفهم الواضح جداً من فاروق حسني ومحاربته من أجل عدم وصوله لليونسكو. أعتقد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد المزيد من تشويه صورة محمد البرادعي والتشكيك في مصداقيته، وهو ما قدمته إيران (هدية) لإسرائيل ضمن باقة إهداء من خلال حزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، وقطر في جهودها المستمرة لشق الصف العربي. خاصة أن هناك أخبارًا أخري أعلنتها منظمة مجاهدي خلق حول وجود موقعين نوويين سريين جديديين شرقي طهران بحي طهران بارس وبالقرب من قرية سنجريان.