وضعت الأوقاف خطة زمنية لتدريب الدعاة من خلال برامج ودورات طويلة الأجل على فترات متقاربة بهدف إعداد داعية عصرى يستطيع مؤاجهة الفكر المتطرف والمتشدد.. النقلة النوعية التى شهدتها وزارة الأوقاف ودعاتها خلال السبع سنوات الماضية لم تأت من فراغ فقد نجحت دولة 30 يونيو فى إفشال مخطط جماعة الإخوان الإرهابية التى حاولت بكل الطرق والسبل أن تطمس الهوية المصرية عندما انقضوا على حكم البلاد فى 2012 وحاولت الجماعة زرع أفكارها ومن يعتنقون فكر الإرهاب داخل وزارة الأوقاف بدءًا من الديوان العام وحتى المساجد الكبرى. . «روزاليوسف» ترصد كيف نجحت الأوقاف فى بناء إمام وداعية عصرى ينشر صحيح الدين، بعدما شوهته جماعات الظلام. 27 مركزًا ثقافيًا
المهمة الخاصة التى أوكلت إلى وزير الأوقاف الحالى محمد مختار جمعة كان هدفها استئصال الإخوان من على المنابر الدعوية فى مساجد الوزارة التى تقترب من مائة ألف مسجد وزيادة بالإضافة إلى السيطرة على 27 مركزًا ثقافيًا. وقد نجح بالفعل فى القضاء على دعاة الإخوان والسلفيين الذين اعتنقوا أفكار البنا وقطب وحاولوا أن ينشروا بكل الطرق معتقداتهم من فوق المنابر.
الوسطية ومخطط تغيير الهوية
المهمة لم تكن سهلة بعد القضاء على حالة الأخونة فى الحقل الدعوى ونحمد الله أن فشل مخطط تغيير هوية المصريين الوسطية وشريان المحبة الإنسانى بين المسلمين والأقباط فى مصر وعادت المنابر إلى طريق الوسطية مرة أخرى بفضل دولة 30 يونيو.
دورات تدريبية وتأهيلية
قبل اعتلاء الإمام المنبر لا بد أن يخضع لدورات تدريبية وتأهيلية واجتياز اختبارات صعبة فى القراءات العامة والقراءات الشرعية فى علوم الفقة واللغة والتفسير والعلوم الشرعية. مصطلح «الساجد قبل المساجد»، طبقته الأوقاف على نفسها، فوضعت شروطا لكل من يتقدم للعمل إماما وخطيبًا، والإعلان عن عشرات الدورات التدريبية والبرامج العلمية للأئمة، وصدرت قرارات لكل الدعاة بضرورة التدريب والدخول فى البرامج العلمية واجتيازها للترقية.
الخطاب الدينى المستنير
عملية التدريب لا شك كانت مهمة بعد التطورات التى لحقت بالخطاب الدينى المستنير عبر فقة الواقع وكيفية التصدى للأفكار المتطرفة والمغلوطة التى انتشرت فى مواقع السوشيال ميديا.. وضعت قواعد التدريب عبر تنشيط معلومات التخصص وإعادة التأهيل لدورات أكثر تخصصًا، لنشر الفكر الوسطى ومحاربة الفكر المتطرف، خاصة أن اللبنة الأولى فى بناء الساجد تكون من بداية الالتحاق والقبول بعد اجتياز الاختبارات الأولى لكل داعية، ويمر بالعديد من المراحل التدريبية.
برنامج إمام المسجد الجامع
التدريب النوعى، التراكمى، المستمر، هو ما جعل الوزارة تضع عددًا من البرامج والمسابقات، ابتداءً من مسابقة وبرنامج إمام المسجد الجامع، فالإمام المتميز، وبرنامج الإمام المجدد، وتمت مراعاة أن تكون البرامج التدريبية متنوعة وعصرية بحيث تؤدى لتكوين الإمام المستنير، ويتم منح الناجحين بتلك البرامج خطاب صلاحية للإمامة والخطابة فى مساجد الأوقاف.
أكاديمية العلماء المستنيرين
خصصت الأوقاف، إدارة كبرى داخل الوزارة للتدريب، ودورها تحديد ما يحتاجه كل إمام من تدريب وتقديمه له، علاوة على إنشاء أكاديمية خاصة للتدريب تهتم بتدريب أئمة ودعاة مصر والعالم العربى، عبر علماء أكفاء ومستنيرين فى شتى المجالات، ويقع مبنى الأكاديمية بمدينة 6 أكتوبر ويحتوى على قاعات للمحاضرات وغرف إقامة للأئمة وأخرى للواعظات بهدف انتاج علماء اكفاء ومستنيرين.
حوار الحضارات والأمن القومى
المقارنة بين المدارس الفكرية قديمًا وحديثًا، وحوار الحضارات، ونشر ثقافة السلام والتعايش السلمى بين البشر، وتنمية الموارد البشرية، وآليات التواصل الاجتماعى والإعلامى، ومفاهيم الأمن القومى، والانتماء الوطنى، والتحديات المعاصرة، وآليات المواجهة، واللغة الأجنبية بالمستويين الأول والثانى، والتدريب الميدانى والإعلامى والتواصل المؤسسى وبرامج التخطيط وإدارة الوقت، وبروتوكولات التعامل مع كبار المسئولين، من خلال التعاون مع الجهات والمؤسسات المتخصصة فى التدريب على هذه البرامج.
تصاريح الخطابة
من أهم القرارات لإعداد الدعاة المستنيرين وضع ضوابط لتصاريح الخطابة على المنابر وأصدرت الوزارة عددا من القرارات لضبط الصعود على المنبر وإلقاء الدروس فى المساجد وفق خطة وزارة الأوقاف الدعوية، واحتياجاتها وتوزيعها للخطباء على المساجد، وألا يقوم بالخطابة خارج مديرية الأوقاف المصرح له بالعمل فيها.
137 ألف مسجد و31 ألف زاوية
أظهرت بيانات حكومية، أن إجمالى عدد المساجد والزوايا فى مصر بلغ نحو 137 ألفا و465 مسجدا وزاوية، وذلك بنهاية العام المالى 2018/2019، موزعة بواقع 105 آلاف و841 مسجدا، و31 ألفا و624 زاوية. ورصدت البيانات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ترتيب المحافظات الأكثر حيازة للمساجد والزوايا، وجاءت محافظة الشرقية فى صدارة الترتيب بنحو 15 ألفا و537 مسجدا وزاوية، يليها محافظة البحيرة بواقع 12 ألفا و817 مسجدا وزاوية، ثم محافظة الجيزة بعدد 8 آلاف و930 مسجدا وزاوية، ومحافظة سوهاج بنحو 8 آلاف و665 مسجدا وزاوية، ومحافظة الدقهلية بعدد 8 آلاف و645 مسجدا وزاوية. وتم السيطرة على كل الزوايا التى كانت تتبع الجماعات المتطرفة ووضع دعاة مستنيرين بدلا منهم. هذه المراحل المتعددة التى قامت بها الأوقاف لخلق مناخ دعوى وحاولت بهذه الإجراءات نشر خطاب دينى مستنير وصناعة الإمام العصرى «الساجد قبل المساجد».