الدكتور ياسر برهامي. نائب رئيس الدعوة السلفية. أعلن تحديه لوزارة الأوقاف وبرر رفضه حضور اختبارات الحصول علي تصريح الخطابة. بأنها تتم في أجواء غير حيادية!!. قال نائب رئيس الدعوة السلفية في بيان له - حسب ما نشرته بعض الصحف - إنه يستشعر حالة من التربُّص والإقصاء له من قِبل الأوقاف بدليل التصريحات الإعلامية العدائية من جانب الوزارة - علي حد قوله. في سياق متصل. واصل مشايخ التيار السلفي تحديهم وزارة الأوقاف باعتلاء المنابر وإلقاء الدروس في المساجد دون ترخيص بالمخالفة لقانون ممارسة الخطابة. هذا التحدي السافر يشجع عليه عجز وزارة الأوقاف حتي الآن عن توفير أئمة وخطباء لجميع المساجد والزوايا التي تقام فيها شعائر صلاة الجمعة. إذ يبلغ العجز في الخطباء ما يقرب من 60 % وهذا ما يعني وجود ما يزيد علي 50 ألف مسجد من إجمالي 120 ألفاً خارج سيطرة وزارة الأوقاف!. وللانصاف فإن الوزارة - رغم هذا العجز- تبذل جهوداً مضنية لنشر الدعوة الوسطية وتصحيح المفاهيم ومواجهة الفكر المتشدد. وقد وضعت في سبيل ذلك خطة متكاملة. وكانت البداية بمنع غير الأزهريين من صعود منابر المساجد. ومنع صلاة الجمعة في الزوايا الصغيرة. ووضع ضوابط صارمة في المساجد لمنع الخطباء من الحديث في السياسة أوالدعاية لتيارات سياسية أو حزبية. وعدم تجديد تراخيص الخطابة لغير الأزهريين. وفي محاولة لسد العجز في المساجد التابعة لها قامت بتعيين خطباء أزهريين بنظام المكافأة مشهود لهم بالوسطية والاعتدال. وفي هذا السياق دخلت الأوقاف معركة شرسة مع الجمعيات الدعوية التي لديها مساجد ومعاهد لإعداد الدعاة. وحذرت الوزارة أكثر من مرة هذه الجمعيات من استخدام المنابر في الهجوم علي مؤسسات الدولة والتحريض علي العنف من خلال الدعاة المنتمين لبعض التيارات الدينية المتطرفة. كما طالبت الأوقاف هذه الجمعيات بأن تشرف الوزارة علي المساجد ومعاهد الدعاة التابعة للجمعيات. إلا أن عددا كبيرا من هذه الجمعيات لم يلتزم بتلك الضوابط. وهذا ما دفع الوزارة لإصدار قرارات بضم مساجد كانت تمثل معاقل للفكر المتشدد. وأرسلت الأوقاف علماء ودعاة تابعين لها لتولي الخطابة والدعوة في هذه المساجد. مثل العزيز بالله بالزيتون والحمد بالتجمع الخامس والتوحيد برمسيس والقائد إبراهيم بالإسكندرية. وغيرها من المساجد التي كانت تسيطر عليها الجماعات المتطرفة أو المتشددة لفترات طويلة جدا. وتتويجا للخطوات السابقة. تقوم وزارة الأوقاف بالتنسيق مع الأزهر الشريف بإرسال القوافل الدعوية أسبوعيا للمحافظات. وتم التركيز بشكل أساسي علي المناطق النائية. وتضم هذه القوافل عددا من كبار علماء الأزهر ودعاة الأوقاف المشهود لهم بالوسطية والاعتدال. وتحرص هذه القوافل علي التواجد في التجمعات الشبابية والعمالية. وحتي تكتمل المنظومة وتنجح الجهود في المواجهة مع التيارات المتشددة. قامت الوزارة بتوحيد موضوع خطبة الجمعة. علماء الدين الوسطيون أشادوا بموقف الوزارة من ضم المساجد التي لا تلتزم بالسياسة الدعوية. وطالبوا الحكومة بضرورة دعم الأوقاف حتي تستطيع السيطرة علي جميع مساجد الجمهورية. لأن هناك عشرات الآلاف من المساجد الأهلية مازالت خارج السيطرة. وهي تمثل في مجملها ثغرة يستغلها المتشددون والمتاجرون بالدين من المتطرفين وغير المؤهلين في بث سمومهم. وستظل هذه المساجد شرخا كبيراً في جدار الفكر الإسلامي الصحيح والخطاب الديني الوسطي المستنير. ما لم تتضافر كل الجهود لإحكام السيطرة علي دور العبادة جميعها بما فيها الكنائس لحمايتها من المتطرفين ولغة الخطاب الديني المتشدد. وتطهيرها من الأفكار العفنة التي تغذي الإرهاب ويستند إليها الإرهابيون في تجنيد ضحاياهم. كلمة أخيرة للدكتور برهامي والدعوة السلفية ومن علي شاكلتها: من فضلكم.. اجعلوا مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية حسبة لله تعالي. إذا كنتم حقاً من أهل الله. بعد الفاصل: العلماء الكبار في شتي التخصصات. الذين كرمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي في عيد العلم وغيرهم كثيرون.. متي تستفيد مصر استفادة حقيقية من علمهم. وأبحاثهم المهاجرة أو حبيسة الأدراج؟!