لقد كنت من أشد المرحبين والمسرورين بفوز قطر بتنظيم مونديال 2022 لكرة القدم وقد سجلت ترحيبى بالقلم والموقف.. بل مازلت أذكر أننى عبرت عن تلك الفرحة والرأى قبل أن يعلن بلاتر اختيار قطر لتنظيم المونديال بساعة كاملة كنت وقتها مع حازم الكاديكى مقدم برنامج من الملاعب على شاشة الحياة.. كان تعصبى لقطر العربية نابعاً من رغبتى بأن أرى المونديال على أى أرض عربية قبل أن أترك القلم وأستسلم للعمر! قطر تقدمت بطلب لتنظيم الدورة الأوليمبية فى 2020 وتقوم بحشد التأييد لهذا الطلب، قطر لم تكتف بتجييش عواطف القطريين، بل لجأت لدول مجلس التعاون الخليجى لتقديم العون لها، ثم اتجهت عربياً لتكون عنصر ضغط لصالح الطلب القطري. قطر جعلت من الرياضة إضافة أو ممر عبور إلى الكبار.. استغلت الأحداث الرياضية لجذب عيون وقلوب المهتمين بتلك الصناعة عن طريق أكبر وأقوى بطولات العالم فى التنس والإسكواش وكرة القدم والزوارق وغيرها.. نجحت قطر فى خطتها لترويج الدولة والشعب وأيضاً ما عندها.. والمونديال فرصة تاريخية لاستكمال المشوار.. فوز هذا القطر العربى الشقيق بتنظيم المونديال أراه أكبر ألف مرة من حصول قطر على كرسى فى مجلس الأمن أو رئاسة الأمم المتحدة! وقد أسمع تبريراً على أن الإمكانيات المالية فى قطر متوافرة وهى ما يساعد فى نجاح تحول أى دعوة أو خطة أو حلم إلى واقع.. بينما مصر الرياضية تعانى نقص الأموال.. الرد أن هناك دولاً عربية تملك الأموال أكثر من قطر.. لكنها لم تحقق أى عبور للعالم عن طريق الرياضة. تعالوا نتعلم فى مصر كيف نعيد بناء الرياضة وأيضاً المواطن.. التقدم لا يحدث بالفهلوة. ولكن بالعلم والخبرة والتخطيط السليم يمكن أن تحقق هذا التقدم. تعالوا نبدأ بداية صحيحة وأول الأشياء أن تعترف بأن عندنا تقصير وسلبيات وظروف معاكسة من صنع البشر! تعالوا نناقش أحوالنا بصراحة وأيضاً بشجاعة.. ولو كانت لدينا بالفعل رغبة فى تقدم بلدنا رياضياً وغيرها.. فلتكن البداية على نظافة وقواعد سليمة وهذا لن يتوافر إلا بالاعتراف بالواقع! فى مصر عندنا بالفعل إمكانيات غير متوافرة لعنصر أو عنصرين من مجموعة العناصر ومع الأسف مازال لدينا إصرار على إضعاف ما لدينا سواء عن عمد أو جهل. تعالوا قارنوا بين ما قمنا به فى مصر للحصول على التأييد لتنظيم مونديال 2010 فى مصر.. يجب أن نتعلم كيف ننجز أمراً ما؟! الفهلوة المصرية يجب أن تتوقف فى الرياضة وغيرها.. هناك أمور علمية يجب أن تعتمد عليها وإذا لم تكن لدينا علينا أن نستوردها ولا داعى للخجل. المسئولون عن الرياضة فى قطر والقطاعات الأخرى عندهم شجاعة فى أن يعلنوا أو يطلبوا المساندة ممن يملكون الخبرة فى أى نشاط.. ولا يعيب الأشقاء القطريين فى رغبتهم بتعظيم دور دولتهم حتى لو كان باللعب أمام الكبار مهما كان الملعب واللاعبون. وفى مصر أيضاً يمكن استخدام ما لدينا من عناصر للتعويض.. لقد درست فكرة نيجيريا لتنظيم الألعاب الإفريقية.. والقرية الأولمبية التى استضافت الحدث وكيف تم إقامتها وتسويقها قبل تنظيم البطولة؟! بينما فى مصر لا أعلم لماذا لم أسمع عن حتى فكرة لإقامة مدينة كاملة المرافق لتنظيم حدث رياضى ضخم ثم تقوم الدولة بالتصرف بالبيع فى المبانى للسكان. نحن يغيب عنا التخطيط السليم والأفكار الملهمة ونفضل دائماً العمل وفقاً للفهلوة والتى أرى أنها اختراع استغنى عنه العالم كله مثل بنزين 80 بما فيها دولة موريتانيا والصومال، لكنه فى مصر الرياضية وغيرها مازال هناك إصرار على أن تكون كلمة الفهلوة مرادفاً لكلمة المصري. علينا أن نبدأ فى دراسة أوضاعنا الصعبة بالإجابة عن السؤال من الذى أوصلنا إلى هذا الموقف الصعب وأنا شخصياً لدى يقين بأن الإجابة ستكون «نحن فعلنا ذلك بأنفسنا».