كشف د. أحمد نظيف رئيس وزراء مصر عن حلم يراوده بأن تتولي مصر تنظيم الأوليمبياد. وهو ما يعني أن تقام الدورة الأوليمبية علي الملاعب المصرية. هذا الحلم كشف عنه نظيف في كلمته الترحيبية برئيس اللجنة الأوليمبية الدولية «جاك روج» بمناسبة احتفال الأوليمبية المصرية بالمئوية.. هذا «الحلم» أخذت أردده مع نفسي. خاصة أن توقيته يتزامن مع الأفراح القطرية بتنظيم مونديال 2022 . دولة مشاغبة صغيرة من حيث المساحة الجغرافية وعدد السكان نجحت في تحقيق أكبر «حلم» في دنيا الرياضية.. «المونديال» هو الأهم في الرياضة عموماً.. نجاح قطر جاء علي حساب دولة عظمي هي الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا النجاح أحدث «دربكة» في العلوم السياسية.. قطر غيرت المفاهيم الدولية.. وقضت علي الفروق.. لم يعد في العالم دولة صغيرة وأخري كبيرة. التجربة القطرية واضحة.. أنا شخصياً جمعت إجابات حول سؤال طرحته وهو كيف فازوا وكيف حققوا حلمهم؟ هذا السؤال هو نفسه الذي جاء بذهني وأنا استمع لكلمة د. أحمد نظيف والتي كشف فيها عن حلمه كمصري. قطر فازت لأن القيادة السياسية من الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر وزوجته الشيخة موزة وأولاده ورئيس وزراء قطر وحتي أصغر مسئول لم يقفوا متفرجين علي اتحاد الكرة القطري بل حدث تلاحم واضح بين الأشقاء القطريين واتحاد الكرة وقيادات قطر.. لم يكن هناك فرق بين أي منهم.. الكل في واحد تصادف وجودي عند بدء حملة الترويج وشاهدت الأطفال الصغار وهم يجرون بالمحلات التجارية ومعهم بالونات تحمل علم قطر و2022 رجال الأعمال دخلوا علي الخط.. المؤسسات الاجتماعية.. البسطاء.. الفقراء والأغنياء.. لا صوت يعلو علي صوت وحلم قطر و2022 . كنت أتناول الغداء علي مائدة أحد الشيوخ والعشاء علي مائدة عدد من الأصدقاء الصحفيين المصريين المقيمين والعاملين بقطر.. وفي المساء كنت أتبادل الحوارات بفندق «W» الدوحة لاحظت أن هناك تناغماً بين الجميع.. هدف واحد وحلم واحد.. دولة شقية حددت هدفها والملاحظ أن انضمام الجميع لتلك الدعوة كان برغبة وطنية وقناعة تامة. الصحف القطرية كانت تتسابق في إظهار كل ما هو قوي أو واضح أو إيجابي في قطر.. في المؤتمرات الصحفية كان النقاش يدور حول قدرة قطر علي الاستضافة.. وإنها سوف تقدم مونديالاً غير مسبوق! دققت النظر في تفاصيل خطة الملاعب «الماكيت».. نجح الأشقاء في قطر في بث رسالة ثقة لدي المشاهد لأي خطط مستقبلية لذا من رأي ماكيتات الملاعب أعتقد أنها بالفعل موجودة أو ستقام 100% فهم صادقون نجحت قطر الدولة المشاغبة وهزمت أمريكا هزيمة لا يمكن أن ينساها التاريخ.. نجحت لأن شعبها وقياداته وقفوا معا في خندق واحد للدفاع عن حلم قطر.. واسأل نفسي.. هل ممكن أن نستنسخ التجربة القطرية ونرفع شعار الكل*1 لتحول حلم د.أحمد نظيف إلي حقيقة.. وهذا الحلم ليس حلم رئيس الوزراء وحده.. بل حلمي وحلم أولادي وكل مصري.. لا يمكن لعمري أن يمر دون أن أري حدثاً رياضياً بحجم الدورة الأوليمبية أو المونديال يقام علي ملاعب مصرية. طيب تعالوا نناقش «الحلم».. مصر تقدمت بطلب لتنظيم ألعاب البحر المتوسط في مصر عام 2017.. بطولة خطوة علي الطريق الصحيح هل يمكن أن تتوحد الصحافة الرياضية مع م.حسن صقر؟ هل يمكن لكل المختلفين حول بعض المواقف الرياضية أو حتي السياسية أن يتحدوا مع الحكومة وحسن صقر.. أن يساعدوه.. أن يشكلوا أوراق ضغط لصالح الملف المصري.. هل يمكن أن تقوم الصحافة والإعلام في مصر بدورهما ويحشدان الشباب ويجذبان الكبار ورجال الأعمال وغيرهم.. الصحافة الرياضية في مصر بينها تباين واضح.. اختلافات تصل لحد الحروب الأهلية، لكن أليس الحدث يستحق أن ينسي كل صاحب قلم علي الأقل مشاكله مع النظام وصقر وغيره. هل من الممكن أن نتعلم من التجربة القطرية بالعمل صفا واحدا من أجل تحقيق الحلم القطري؟ الحلم المصري أطلقه د.أحمد نظيف من فندق مينا هاوس وهل الحكومة والنظام السياسي كله يمكنه أن يلتف حول هذا الحلم.. التفافاً حقيقياً وليس عاطفياً.. التفافاً إيجابياً.. علي العموم القضية للمناقشة والطرح هنا ليس المقصود تنظيم دورة أوليمبية في مصر.. ولا ألعاب البحر المتوسط لكني ألقي الضوء علي مشكلة قاتلة تواجه مصر الحديثة وتتجسد في غياب الظروف المناسبة لتوحيد الأفكار بين الأطراف.. الحكومة في واد.. والصحافة في واد والناس كلها في واد ثالث. الصحافة الرياضية لم تتفق مرة علي هدف واضح.. هناك أزمة ثقة بمشاركة الأطراف، لكن اسأل: هل من الممكن أن نبدأ في لم الشمل؟ هل حالتنا الانشقاقية ميئوس منها؟ تعالوا نبدأ في بناء مساحة مشتركة حتي لو كانت البداية صعبة.. أعتقد أن من الممكن أن نغذي تلك البداية وتكبر بمرور الأيام. حلم نظيف ليكن البداية.. وحلم صقر هو التحدي الحقيقي.. وعلي كل منا أن يسأل نفسه؟ ماذا يمكنه أن يساعد في عملية تسويق ملف مصر لتنظيم ألعاب البحر المتوسط 2017.. انتظر الإجابة وأخشي أن أكرر.. مفيش فايدة!