يوم الأحد الماضى فى «الشروق» أنهى النجم طاهر أبوزيد مقاله الذى كان يتحدث فيه عن عوامل فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 بهذه الكلمات «الدور الإيجابى للإعلام القطرى الذى روج عبر نوافذه للملف بطريقة رائعة وهذا شأن آخر يكشف الفارق الشاسع بين الإعلام الإيجابى ودوره وتأثيره فى هذا النوع من المعارك الكروية.. وبين الإعلام الوهمى والمأجور». وقد لمس أبوزيد بهذه الكلمات وترا مهما يسىء بعضنا استخدامه ففى الوقت الذى كان فيه الإعلام القطرى يتعامل مع ملف بلاده على أنه قضية وطنية وأن أى خروج عن هذا السياق وأى ترويج لأفكار سلبية أو هدامة يصل إلى مرتبة الخيانة الوطنية على الرغم من أن معظم القائمين على المنظومة الإعلامية القطرية من غير أبناء البلد إلا أن هناك ميثاق شرف وطنيا والتزاما تاما بالسير على الخط المرسوم. عندنا الوضع مختلف، لأن البعض يريد فقط أن يكون مختلفا! إذا ما بدأنا حلم تنظيم دورة ألعاب البحر المتوسط 2017 وهو حلم مشروع لدولة كانت صاحبة الفضل فى تأسيس هذه الدورة عام 1951 ونظمت أولى دوراتها فى الإسكندرية ولديها منشآت جيدة فى برج العرب ركيزتها الأساسية القرية الاوليمبية التى بدأتها المؤسسة العسكرية باستاد كرة القدم المبهر الذى شهد افتتاح كأس العالم للشباب بمصر 2009. وإذا قلنا إن هذه الدورة ستحدث طفرة كبيرة فى البنية التحتية فى الإسكندرية وبرج العرب وأنها ستوفر عدة آلاف من فرص العمل وأنها ستضيف الآلاف من الليالى السياحية وتدعم الدخل القومى.. نجد من يُصدر الإحباط ويتحدث عن صفر المونديال الوهمى الذى اخترعناه وعلقناه فى رقبتنا وسلمناها طوعا لأعدائنا لكى يسحبونا منه.. ولكى يستخدمه البعض فى إعلامنا لتخليص حسابات شخصية مع مسئول سابق أو حالى أو لكى لا يخرج عن مسيرة الموكب الجنائزى الذى يعشق هؤلاء السير فيه. وينسى هؤلاء أننا تجاوزنا هذه العقدة الوهمية بالنجاح فى تنظيم كأس العالم للشباب 2009 التى سجلت البطولة أعلى مستوى حضور جماهيرى فى تاريخها وشهد كل المشاركين بمستوى التنظيم والرجال الذين قادوا هذا العمل بقيادة هانى أبوريدة. وينسون أيضا أن مصر نظمت أكبر دورة للألعاب العربية فى تاريخها عام 2007 وسطرت ملحمة من العمل المميز شهد له كل المشاركين. ويتجاهل هؤلاء أيضا الأدلة الدامغة التى أثبتت فساد الفيفا والتى تأكدت فى الشهور الماضية! المهم أن لدينا مشروعا وطنيا مرتبطا باسم مصر لا باسم حسن صقر أو غيره من المسئولين المتصدرين بحكم مواقعهم لتحقيق هذا الأمل وربما لن يكون أحد منهم فى منصبه حينما تقام الدورة بعد نحو 7 سنوات ولكن هناك من يسعى إلى تحطيم ثقة الرأى العام المحلى لخلافات مع هذا أو ذاك فتحرق نار الخلافات آمال وطموحات ومصالح شعب بأكمله للأسف. إن كنا نريد دروسا مستفادة من الفوز القطرى بتنظيم المونديال فلنراجع ما قام به الإعلام القطرى لعلنا نتعلم كيف كان عنصرا فعالا فى مسيرة النجاح. وليت من لا يريد أن يكون مع المشروع الوطنى المصرى لاستضافة الدورة المتوسطية ألا يعمل ضده.