فى انتصار جديد للدبلوماسية المصرية تحولت الجهود التى أقدمت عليها مصر عربياً ودولياً، منذ صدور إعلان القاهرة بعد تحذيرات الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن «الجفرة - سرت» خط أحمر، إلى واقع ملموس على الأرض، حيث أعلن رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، وقفاً شاملاً لإطلاق النار، فى كافة الأراضى الليبية. وأوضح فى بيان صادر عن المجلس أن تحقيق وقف فعلى لإطلاق النار يقتضى أن تصبح منطقتا سرت والجفرة منزوعتى السلاح، على أن تقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلهما». وفى المنحى نفسه، دعا البرلمان الليبى برئاسة، المستشار عقيلة صالح، جميع الأطراف إلى وقف النار، نظراً إلى الظروف الاقتصادية والمعيشية وتفشى فيروس كورونا فى البلاد. وأوضح مجلس النواب الليبى فى بيان، أن «وقف إطلاق النار سيخرج المرتزقة ويؤدى إلى تفكيك الميليشيات، ويوقف التدخل الأجنبى». إلى ذلك أعرب عن أمله بأن يؤدى وقف النار إلى تحويل مدينة سرت الساحلية مقرا للمجلس الرئاسى الجديد، على أن تقوم قوة أمنية من كافة المناطق بتأمينها، تمهيداً لتوحيد مؤسسات الدولة، على أن تستكمل الترتيبات العسكرية طبقا للمسار التفاوضى العسكرى (5+5) برعاية البعثة الأممية. وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى، ترحيبه بإعلان وقف إطلاق النار فى كافة الأراضى الليبية من قبل مجلس النواب وحكومة الوفاق. وقال الرئيس السيسى، فى تغريدة على موقع «تويتر»، إن بيانات وقف العمليات العسكرية تشكل خطوة مهمة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبى فى استعادة الاستقرار. ورحّب تكتل (إحياء ليبيا) بالبيانين الصادرين، عن رئيس مجلس النواب الليبى ورئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، والَّلذين توافقا على إعلان (وقف إطلاق النار) على كامل التراب الليبى، والعودة إلى الحوار السياسى «الليبى-الليبي». وأضاف تكتل (إحياء ليبيا) فى بيان له: هذان البيانان مع صدق النوايا والعمل الدؤوب والضمانات الوطنية والإقليمية والدولية الحقيقية، يمكن أن يُشكِّلا أساسًا لتفاوض واتفاق «ليبى- ليبى» شامل: 1- يُنقذ سيادة ووحدة وحرية ليبيا. 2- ويعجّل بالفرج للمواطن الليبى الذى يُحرم يوميًّا من أمنه وأمانه وصحّته ورزقه وأمله فى حياة مستقرّة ومزدهرة. 3- ويُنقذ مقدّرات الشعب الليبى من الهدر والفساد وتمويل الإرهاب وظلم التوزيع. 4- ويعجّل بإجلاء كافة القوات الأجنبية والمرتزقة بكافة أنواعهم عن كامل التراب الليبى، وبتفكيك كافة المجموعات المسلحة غير النظامية. 5- ويؤدّى إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية عاجلة تجدّد الشرعية فى ليبيا وتُعطى كل ليبى حقه فى تفويض من يشاء من خلال صناديق الاقتراع، لا من خلال التحشيد الشعبوى ولا التحشيد العسكرى ولا التمديد والمماطلة بحُجج الشرعيات الواهية. وتابع البيان، لقد خاطب (تكتل إحياء ليبيا) معالى الأمين العام للأمم المتحدة برسالة مفتوحة، بتاريخ 29 يونيو 2020، تضمّنت عناصر أساسية مشتركة مع البيانين اللَّذَيْن صدرا اليوم، مع نقاط أخرى نراها فى غاية الأهمية لضمان مصداقية ونجاح وثبات خطوات وقف إطلاق النار، والعودة إلى الحياة السياسية. وأكد: نحن على تواصل يومى مع كافة الأطراف الفاعلة وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا بخصوص كل تلك النقاط. وتوالت ردود الأفعال الدولية المرحبة بالإعلان عن وقف لإطلاق النار فى كافة أنحاء ليبيا، ورحبت البعثة الأممية بتلك الخطوة المهمة، قائلة فى بيان نشر على حسابها الرسمى على تويتر «نرحب بشدة بالتوافق الهام بين بيانى رئيسى المجلس الرئاسى ومجلس النواب الرامى لوقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية» فى ليبيا. كما اعتبرت بيانا المجلس الرئاسى والبرلمان الليبيان تضمنا قرارات شجاعة. وحظى الإعلان عن وقف إطلاق النار فى ليبيا بترحيب عربى ودولى، وسط آمال بأن تساعد الخطوتان على إعادة الاستقرار إلى البلد الذى يعيشُ على وقع الاضطراب منذ عام 2011، حيث رحبت منظمة التعاون الإسلامى بإعلان المجلس الرئاسى ومجلس النواب فى ليبيا وقف إطلاق النار. مجلس التعاون الخليجى ورحب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالبيانات الصادرة عن المجلس الرئاسى ومجلس النواب فى ليبيا بإعلان الوقف الفورى لإطلاق النار، وكل العمليات القتالية فى كافة الأراضى الليبية. السعودية من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب حكومة المملكة بإعلان المجلس الرئاسى ومجلس النواب وقف إطلاق النار فى ليبيا. وأكدت الخارجية السعودية على «ضرورة البدء فى حوار سياسى داخلى يضع المصلحة الوطنية الليبية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار للشعب الليبى الشقيق، ويمنع التدخل الخارجى الذى يعرض الأمن الإقليمى العربى للمخاطر». الإمارات ورحبت الإمارات بإعلان وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية فى كافة الأراضى الليبية، وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولى، فى بيان لها، تأكيدها على أن الحل السياسى هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع فى ليبيا، وذلك تحت إشراف الأممالمتحدة. ونقلت (وام) عن البيان إن «دولة الإمارات تعتبر هذا القرار خطوة مهمة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبى الشقيق فى بناء مستقبل يلبى تطلعاته فى الاستقرار والسلام والازدهار، بما يتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين، وإعلان القاهرة واتفاق الصخيرات». البحرين ورحبت مملكة البحرين بالبيانين الصادرين عن رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى ورئيس مجلس النواب بدولة ليبيا بشأن الوقف الفورى لإطلاق النار وكافة العمليات العسكرية، والترتيب لاستئناف الإنتاج والتصدير فى الحقول والموانئ النفطية، فى خطوة حاسمة تضع مصالح ليبيا وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها أولوية فى هذه المرحلة الصعبة. الأردنوالجزائر ورحبت الخارجية الأردنية بالإعلان المتبادل لوقف النار فى ليبيا، كما رحبت الجزائر كذلك بالتوافق الليبى «بهدف الوصول إلى حل سلمى يحفظ مصالح ليبيا والشعب الليبى الشقيق». وأورد بيان للخارجية الجزائرية «سعت الجزائر منذ بداية النزاع إلى التحرك على المستوى الإقليمى والدولى لإيقاف النزيف فى ليبيا يضيف البيان». تونس ورحبت تونس بإعلان وقف إطلاق النار الصادر عن كلّ من المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى ومجلس النواب فى ليبيا وتعتبره خطوة إيجابية من شأنها أن تؤدّى إلى حلّ ليبي- ليبى يحقن دماء أبناء الشعب الليبى ويحفظ مقدراته وتساهم فى إعادة الثقة بين أبناء الشعب الواحد بما يؤسس لتسوية سياسية شاملة ودائمة للأزمة تُعيد الوئام والاستقرار إلى كافة ربوع ليبيا الشقيقة. الكويت أعلن مصدر مسئول فى وزارة الخارجية عن ترحيب دولة الكويت بالإعلان الصادر عن رئيس المجلس الرئاسى بحكومة، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الكويتية كونا. جامعة الدول العربية كما رحبت جامعة الدول العربية بإعلان وقف إطلاق النار، معبرة عن أملها فى أن تفضى هذه الخطوة الإيجابية إلى سرعة الانتهاء من المفاوضات الجارية بين حكومة الوفاق الوطنى والجيش الوطنى الليبى فى إطار اللجنة العسكرية المشتركة للتوصل إلى إتفاق رسمى ودائم وشامل حول ترتيبات وقف إطلاق النار تحت رعاية وإشراف الأممالمتحدة. الأممالمتحدة فى غضون ذلك، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا بالإنابة، ستيفانى وليامز، عن ترحيبها «الشديد» ب»نقاط التوافق» الواردة فى بيانى مجلس النواب الليبى وحكومة الوفاق. ودعت إلى تطبيق سريع لدعوة البيانين إلى فك الحصار عن إنتاج وتصدير النفط، وتطبيق الإرشادات التى ذكرت فى البيانين، وقالت إنه من «التعنت» أن يجرى حرمان الشعب الليبى من ثرواته. الاتحاد الأوروبى ورحب وزير خارجية الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، بمعلومات «مهمة وايجابية» بعدما أعلن كل من الطرفين المتنازعين فى ليبيا وقفا لإطلاق النار وإجراء انتخابات مقبلة. أمريكا من جهتها، رحبت السفارة الأميركية فى ليبيا، ببيانى الإعلان عن وقف إطلاق النار، قائلة إن هذه الخطوة مهمة لكافة الليبيين. كندا وفى الاتجاه ذاته، رحبت سفارة كندا فى ليبيا ببيانى مجلس النواب الليبى وحكومة الوفاق فى طرابلس، عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار فى كافة المناطق. إيطاليا من ناحيتها، أعربت إيطاليا عن أملها فى تطبيق التصريحات المتعلقة بإعادة إنتاج النفط، قائلة إن ذلك سيكون خطوة شجاعة لإعادة الاستقرار إلى البلاد. روسيا أما فى الموقف الروسى، فنقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصادر فى وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ترحب بالإعلان عن وقف إطلاق النار فى ليبيا