يؤمن اليهود بأنهم شعب الله المختار.. وكان هذا صحيحا فقط في زمن نبي الله موسي وليس في أي زمان بعد زمانه.. وإذا كان اليهود وفق المعتقد الديني والتاريخي هم أبناء إسحاق ويعقوب وأحفاد السيدة سارة زوجة أبو الأنبياء إبراهيم - فإن العرب والمسلمين هم أبناء إسماعيل أبو العرب وأحفاد السيدة هاجر المصرية الزوجة الثانية لنبي الله إبراهيم.. ووفق المعتقد الديني والتاريخي أيضا يعتبر العرب واليهود "أولاد عم" إلا أن الفكر اليهودي الصهيوني المتعصب يري وفق ما جاء في التوراة أن العرب والمسلمين هم أحفاد هاجر التي كانت جارية وينكر اليهود أنها كانت أميرة وسيدة حرة أسرت في إحدي المعارك ثم وهبت لابو الأنبياء إبراهيم ليتزوجها.. ويؤمن اليهود بأن أحفاد سارة فقط من اسحاق ويعقوب ومن أسباط اليهود الأثني عشر هم وحدهم فقط أحفاد إبراهيم دون "أولاد الجارية المصرية هاجر"!!.. ولهذا يري الإسرائيليون أن وعد الله لنبيه إبراهيم عندما جاء من بلاد النهرين العراق ودخل ارض كنعان (فلسطين) بأن يعطيه ولنسله من بعده الأرض الممتدة من النهر إلي شاطئ البحر المتوسط هو وعد خاص بهم فقط ولهذا يتكلم اليهود عن أرض إسرائيل التاريخية التي أقاموا فيها مملكتين هم يهودا وسامرا في الضفة الغربية لنهر الأردن بعد خروجهم مع موسي من مصر وبعد سنوات التيه في صحراء سيناء 40 عاما ثم دخولهم أرض كنعان علي الرغم من أن هاتين المملكتين لم تعيشا في التاريخ أكثر من مائتي عام فقط عاش بعدها اليهود في شتات العالم وعانوا مع شتات طوال عقود الدهر اضطهادا خاصة علي أيدي بعض الحكام الأوروبيين الذين أجبروا مئات الآلاف من اليهود علي الهرب والفرار إلي دول الشمال الافريقي ومصر وبلغت قمة هذا الاضطهاد مع صعود هتلر والنازيين للحكم في المانيا وخلال سنوات الحرب العالمية الثانية حيث اعتقل عشرات الآلاف من اليهود في معسكرات للتعذيب وسيق غيرهم إلي محارق "الهولوكست" في النمسا وألمانيا في وقت كانت فيه البلاد العربية ملاذا وملجأ آمنا لليهود من الاضطهاد.. ومع كل هذا أصر الأوروبيون علي أن يدفع العرب والمسلمون والفلسطينيون ثمن جرائمهم في حق اليهود!!.. وقامت الحكومات الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية وبروح الحروب الصليبية الكارهة للعرب والمسلمين والكامنة في وجدان بعض القادة الأوروبيين بمساعدة اليهود علي تحقيق حلم دولة إسرائيل علي حساب العرب.. فمكنت بريطانيا بسياساتها الاستعمارية المجرمة اليهود من إقامة دولتهم في 15 مايو 1948 بينما قامت فرنسا في الخمسينيات من القرن الماضي بدعم إسرائيل بالسلاح والمساعدة العلمية التي مكنتها من إقامة مفاعل ديمونة النووي لصناعة الاسلحة النووية وإقامة صناعة للصواريخ أرض أرض من طراز "جيريكو" القادرة علي حمل الرءوس النووية لاهدافها وقامت ألمانياالغربية في سنوات الستينيات علي عهد المستشار "أديناور" بتقديم مئات الملايين من الدولارات في صورة مساعدات وأسلحة وتعويضات إلي إسرائيل عن جرائم هتلر بحق اليهود.. وعلي نفس هذا النهج صارت المستشارة الألمانية الحالية "ميركل" التي باعت لإسرائيل ثلاث غواصات طراز "دولفين" قادرة علي إطلاق صواريخ نووية من تحت سطح البحر في الوقت الذي قدمت فيه حكومتها مساعدات للسلطة الفلسطينية من سيارات الإسعاف ربما رأفة منها بحال الفلسطينيين الذين يسقطون برصاص إسرائيل وقنابلها في داخل الضفة وفي غزة!!.. أما الولاياتالمتحدةالامريكية فكانت ومنذ عهد الرئيس الأمريكي ليندون جونسون في منتصف ستينيات القرن الماضي في موقف الانحياز الدائم والدعم الكامل إلي إسرائيل والذي وصل إلي المشاركة العسكرية بسفينة التشويش والإعاقة الإلكترونية "ليبرتي" ومظلة حماية جوية من طائرات الأسطول السادس الأمريكي خلال عمليات حرب يونيو 1967 كما تدخلت أمريكا عسكريا لإجهاض الانتصار الذي حققته القوات المصرية في الأيام الأولي من حرب أكتوبر 1973 إضافة إلي ما سبق فإن امريكا التي تتشدق دوما بقيم المساواة ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان تسلم بحق إسرائيل في أن تكون دولة خالصة لليهود وبكل ما يستتبعه ذلك الموقف من التغاضي عن عمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة بعد يونيو 1967وقصر حق العودة إلي أرض فلسطين التاريخية علي اليهود فقط ورفض هذا الحق للعرب الفلسطينيين.. وكل هذه الأمور لا تجعلنا نكره إسرائيل فقط كدولة عنصرية ولكن نكره أيضا السياسات الأوروبية والمواقف الأمريكية الكارهة لكل العرب ولكل المسلمين.