عقد الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس لقاء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لمناقشة المسائل الخلافية بينهما ومواضيع أخري في إطار الاستعداد لانفصال جنوب السودان عن شماله المقرر في 9 يوليو المقبل. ويأتي لقاء البشير وسلفاكير بوساطة من رئيس اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي للبحث بشكل خاص في النزاع القائم بين الخرطوم وجوبا علي منطقة أبيي وولاية جنوب كردفان اللتين شهدتا مواجهات مسلحة بسط الجيش السوداني خلالها سيطرته علي أبيي، بينما لا تزال المواجهات مستمرة في منطقة كردفان الغنية بالنفط والتابعة للشمال. وقد تصاعدت أمس الأول حدة التوتر بين الطرفين، وسط أنباء عن تعرض قري جنوبية حدودية للقصف ونزوح آلاف الأشخاص. من جهة ثانية، قالت الأممالمتحدة إن القتال بين القوات الشمالية والجماعات المسلحة المتحالفة مع الجنوب في ولاية جنوب كردفان امتد إلي أطراف ولاية الوحدة الجنوبية، وإن عشرات الآلاف ربما يكونون قد نزحوا فرارا من الاشتباكات. وذكرت تقارير إعلامية نقلا عن المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أجوير أن الجيش السوداني يحاول «احتلال» المناطق القريبة من الحدود التي لم يتم ترسيمها بعد بشكل محدد، في محاولة للسيطرة علي حقول النفط في البلاد. في هذه الأثناء، تؤكد الحكومة السودانية أنها تبسط سيطرتها الأمنية علي الولاية وأنها شمالية بالكامل، بعد مهاجمة جيش الحركة الشعبية مواقع استراتيجية بها وتشريد مواطنيها انتقاما من خسارتها الانتخابات الأخيرة هناك. وفي خطوة اعتبرت جديدة في النزاع بين الجانبين، لجأت الحركة الشعبية إلي حرب بيانات ضد الخرطوم، حيث أصدرت بيانا خاصا موجها للقوات المسلحة السودانية داعية إياها «للانحياز إلي جانب الشعب، والتخلي عن نظام المؤتمر الوطني «الحاكم» الذي وصفته ب«الغاشم والمستبد».