لا يختلف اثنان علي أن الأهلي والزمالك هما العصب الأساسي للرياضة المصرية علي مر العصور وفي كل اللعبات نظرًا لما يتمتع به الناديان من امكانات وقدرات بالإضافة إلي رصيدهما الشعبي الكبير. لكن هناك اتفاقا أيضًا علي أنهما دائمًا غريمان في كل شيء وجماهير هما تتسابق لإثبات أن فريقهما الأفضل وزعيم الكرة المصرية والعربية بل الأفريقية. فالأهلي والزمالك دائمًا ما يتصارعان سواء علي البطولات أو حتي خارج نطاق الرياضة وعادة ما نشاهد كل فترة حربًا إعلامية بين مسئولي أو لاعبي ومدربي الفريقين. لكن السؤال الآن هو هل تكون قمة 29 يونيو المقبلة مظاهرة في حب مصر وتمحو الصورة السلبية لموقعة الجلابية، بالطبع أغلب جماهير الناديين ستسعي لخروج المباراة بشكل راق يليق باسم وسمعه مصر لكن لا ننكر في نفس الوقت أن هناك قله قليلة من مجانين القطبين قد تستغل مناخ الحرية بشكل خاطئ وتنفخ في نيران الفتنة.. فخلال الأيام الأخيرة ظهرت بعض مؤشرات الاحتقان وخاصة علي الإنترنت وموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فمثلاً خرج انصار الزمالك وعشاقه ليؤكدوا أن هناك وجهًا للشبه بين الأهلي والحزب الوطني مبررين ذلك بالممارسات غير السليمة التي قام بها مسئولو القلعة الحمراء في السنوات الأخيرة لخطف نجوم الفرق الأخري أو الجيش الإعلامي الذي يقوم بالدفاع عن الأهلي بحق أو بدون حق. علي الجانب المقابل تستمر محاولات التشكيك من جانب بعض جماهير الأهلي في وطنية وتاريخ الزمالك.. فمنذ أقل من عام وبالتحديد في 26 مايو 2010 كانت مباراة القمة بين القطبين في كأس مصر وقبل انطلاق اللقاء بلحظات رفعت جماهير الأهلي لافتات مكتوب عليها بعض العبارات التي تهاجم الزمالك بعنف وبشكل غير مسبوق وهو ما أثار استياء مسئولي القلعة البيضاء وقتها ووصفوا تلك اللافتات بالعنصرية. كما أن جماهير الأهلي في مباريات الفريق الودية الأخيرة هتفت ضد التوءم لمساندتهم الرئيس السابق مبارك. والخوف أن تعود هذه اللافتات في قمة 29 يونيو خاصة مع مناخ الحرية الذي يشجع مجانين الكرة علي ذلك. ورغم هذه المناوشات إلا أن خبراء الكرة المصرية أكدوا حرص جمهور الناديين في عدم الانسياق خلف سيناريو الفوضي متوقعين أن تكون قمة يونيو مثالاً علي تحضر المصريين واحترامهم لحرية التعبير وعدم استغلال الحرية بشكل يسيء للثورة. من جانبه أكد جمال عبدالحميد نجم الزمالك وكابتن منتخبنا الوطني الأسبق أن مباراة القمة المقبلة ستكون بمثابة كرنفال رياضي راق في حب مصر مشددًا علي أن مأساة مباراة الزمالك والأفريقي كانت مدبرة ولا تمت للرياضة والجماهير المصرية بأي صلة. ورغم اعتراف عبدالحميد بوجود الثورة المضادة إلا أنه قال إنها لن تنجح في مخططها بنشر الشغب في الملاعب مؤكدًا أن جماهير الرياضة المصرية استفادت كثيرًا من درس موقعة الجلابية وستكون حريصة علي التصدي لأي أعمال تخريبية. أما عدلي القيعي مدير إدارة التسويق والاستثمار بالنادي الأهلي فرحب بقرار عودة الدوري مؤكدًا أنه انقذ الأندية من خسائر مالية فادحة. أضاف القيعي أن الأمن المصري يستطيع بالتعاون مع الجماهير تأمين المباريات والملاعب مؤكدًا أن أحداث مباراة الزمالك والأفريقي لن تكرر مرة أخري خلال لقاء الدوري أو حتي مباراة القمة لأن أغلب جماهير القطبين ستحرص علي انجاح المباراة والعبور بها لبر الأمان. ويتفق معه محمد عامر الخبير الكروي ونجم الأهلي الأسبق الذي يري أن الجماهير تمتلك الوعي والثقافة مؤكدًا أن الشرطة والقوات المسلحة يستطيعان تأمين الدوري بشكل جيد عمومًا. قال عامر إنه لا يخشي علي المسابقة من الشغب متوقعًا أن تخرج المباريات بشكل جميل.