يطرح د. محمد عبد البديع السيد مشكلة الدراسة التى تكمن فى دور وسائل الإعلام الجديدة الخاصة (الفيس بوك - المدونات - اليوتيوب - الواتس أب - توتير) فى تغيير بعض القيم السياسية (الحرية - الديمقراطية - الرموز الوطنية - العدل والمساواة) لدى الشباب بعد ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013 بالإضافة إلى الوقوف على أهمية الإعلام الجديد فى رفع درجة الوعى السياسى لدى الشباب ورفع فرصة التعبير عن آرائهم من خلال فضاءات مفتوحة لحرية الرأى والتعبير. رصد البحث نشأة وسائل الإعلام الجديدة وتطورها وأنواعها وخصائصها وسماتها والمداحل المختلفة لمفهومها. ويؤكد عبد البديع أن البحث يسعى للتعرف على وسائل الإعلام الجديدة وآفاقها الواسعة ومعرفة تأثيرات وسائل الإعلام الجديدة على القيم السياسية لدى الشباب فى عصر العولمة والتعرف على مدى انتشار وسائل الإعلام الجديدة فى أوساط الشباب المصرى وتنتمى هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التحليلية المقارنة التى تستهدف بحث الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة الظاهرة، بهدف الحصول على معلومات كافية ودقيقة دون الدخول فى أسبابها كما تهتم برصد وتوصيف الظاهرة محل الدراسة وهى دور وسائل الإعلام الجديدة فى تغيير بعض القيم السياسية لدى الشباب المصرى بعد ثورتى 20 يناير و30 يونيو وتعتمد الدراسة على المنهج الوصفى ومنهج الإعلامى، كما يستعين الباحث بالمنهج المقارن والمنهج الاحصائى فى تحليل نتائج اجابات عينة الدراسة والتعرف على دلالاتها الاحصائية. وتم تطبيق الدراسة على عينة عمرية تطوعية من الشباب المصرى الذين يستخدمون وسائل الإعلام الجديدة بمهارة فى قرية سواده بمحافظة الشرقية ومدينة بنها بمحافظة القليوبية. اختار الباحث عينة عمرية من الشباب الذين يستخدمون شبكة الانترنت بمهارة ويتعاملون مع مواقع اليوتيوب والتويتر والفيس بوك وقد بلغ حجم العينة 200 فرد وتم تقسيمها بالتساوى بين شباب القرية وشباب المدينة، حيث تم اختيار 100 فرد من الشباب بقرية سواده التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، واختيار 100 أفراد من الشباب بمدينة بنها بمحافظة القليوبية. واستخدم الباحث مقياس كثافة استخدام الانترنت بشكل فعال ومقياس كثافة استخدام وسائل الإعلام الجديدة ومقياس القيم ومقياس القيم السياسية. وتوصل الباحث إلى عدة نتائج أهمها ارتفاع نسبة الاستخدام الدائم الإنترنت فى المدن والقرى المصرية بين الشباب بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو حيث ارتفعت نسبة من يستخدمونه بصفة دائمة إلى 56٪ وأحيانا 22.5٪ وحسب الظروف 19٪ أما الذين لا يستخدمون الانترنت إلا نادراً فقد بلغت نسبتهم 2.5٪ لا فرق فى كثافة استخدام الانترنت فى القرية أو المدينة حيث تقاربت نسبة الذين يستخدمون الانترنت بصفة دائمة فى مدينة بنها وقرية سواده فى عينة الدراسة إلى 57٪ فى بنها و55٪ فى سواده الغالبية العظمى من أفراد العينة فى مدينة بنها وقرية سواده يستخدمون الانترنت ثلاث ساعات فأكثر يوميا بنسبة 53.2٪ والذين يستخدمونه من ساعة إلى ساعتين بلغت نسبتهم 37٪ وارتفاع نسبة الشباب الذين يستخدمون وسائل الإعلام الجديدة إلى 48٪ دائما إلى 33.5٪ فى المدن والقرى المصرية عينة الدراسة. الإناث فى القرية المصرية أكثر استخداما لوسائل الإعلام الجديدة من الذكور حيث ارتفعت نسبة الإناث فى قرية سواده شرقية اللائى يستخدمن وسائل الإعلام الجديدة أحياناً إلى 53.8٪ ودائما 34.6٪ مقابل 44.6٪ أحيانا و33.8٪ دائما ذكور. الذكور فى المدن المصرية أكثر استخداما لوسائل الإعلام الجديدة من الإناث فتوضح الدراسة أن نسبة الذكور فى مدينة بنها عينة الدراسة الذين يستخدمون وسائل الإعلام الجديدة بصفة دائماً ارتفعت إلى 36.7٪ مقابل 29.4٪ للإناث. غيرت وسائل الإعلام الجديدة من قيمتى الحرية والديمقراطية لدى الشباب فى مدينة بنها وقرية سواده عينة الدراسة حيث إن قيمة (p.value) عند قيمة الحرية تساوى (0.513) أى 51.3٪ وهى أكبر من مستوى المعنوية 5٪ وأن قيمة (p.value) عند قيمة الديمقراطية تساوى (0.328) أى 32.8٪ وهو أكبر من مستوى المعنوية 5٪. لم تغير وسائل الإعلام من قيمتى الرموز الوطنية والعدالة والمساواة لدى الشباب فى مدينة بنها وقرية سواده.